من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - كشفت تحقيقات رسمية أولية، عن مقتل 56 عسكرياً وجرح 215 آخرين، في الهجوم الذي شنه مسلحون يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة، على مجمع وزارة الدفاع بالعاصمة..

السبت, 07-ديسمبر-2013
صعدة برس-متابعات -
كشفت تحقيقات رسمية أولية، عن مقتل 56 عسكرياً وجرح 215 آخرين، في الهجوم الذي شنه مسلحون يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة، على مجمع وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء، أمس الأول، في الوقت الذي استمرت فيه العملية حتى صباح أمس الجمعة.

وكانت العملية أثارت الكثير من الجدل، باستهدافها للمقر العسكري الأول المعني بالدفاع عن البلد، واستمرارها حتى صباح اليوم التالي، وتزامنت مع قيام السلطات بتشديد إجراءاتها الأمنية حول مطار صنعاء الدولي، ومنع قادة عسكريين ودبلوماسيين من مغادرة البلاد.

وبث التلفزيون الرسمي "قناة اليمن" الفضائية صوراً للرئيس هادي وهو يزور مجمع وزارة الدفاع ويجتمع بقادة عسكريين، في ما اعتبر إجراء "شجاع" من قبل الرئيس.

ولم تؤكد مصادر "الأولى" ما إذا كان الرئيس هادي زار الوزارة قبل أو بعد بداية الهجوم، في الوقت الذي تحدث نشطاء ومراقبون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، عن احتمال أن يكون الرئيس هادي كان مستهدفاً بالهجوم، بالنظر إلى طول مدة عملية الهجوم.

واستمرت الاشتباكات بين قوات الجيش والأمن من جهة، وبين المهاجمين من جهة أخرى، على أوقات متقطعة ومتقاربة، ولم تتوقف حتى فجر الجمعة- حسب سكان محليين في منطقة "باب اليمن".

ولقيت العملية ردود أفعال محلية ودولية واسعة. وتبادلت الأطراف السياسية الداخلية اتهامات ضمنية بالمسؤولية عن الهجوم، واعتبرت في مجملها أنه يستهدف الحوار الوطني. وقال حزب المؤتمر إن العملية "إحدى نتائج التعبئة الخاطئة والتحريض السياسي والإعلامي الذي تمارسه بعض القوى السياسية ضد المؤسسة العسكرية والأمنية، ومحاولة لعرقلة مسار التسوية السياسية وإفشال مؤتمر الحوار الوطني".

من جانبه، دعا حزب الإصلاح "إلى إعلان نتائج التحقيق للرأي العام لإطلاعه على من يقفون وراء استهداف مصالحه الحيوية، ويحاولون بكل حقد وضغينة تعطيل الحوار وعرقلة مسيرته نحو الاستقرار والديمقراطية، ويطالب بإحالة المتهمين ومن خطط لهم ومن يقف وراءهم إلى القضاء ليقول كلمته العادلة والرادعة فيهم".

وفي السياق، اعتبرت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أن هذا العمل "يأتي نتيجة الشحن الطائفي والمد التكفيري الذي تقف خلفه الاستخبارات الأمريكية عبر بعض القوى المحلية التي تسعى للاستفادة من إرباك الوضع السياسي والأمني، وتحقيق مصالحها الخاصة من وراء هذه الأعمال المدانة".

وكانت اللجنة المكلفة من رئيس الجمهورية بالتحقيق في العملية، نشرت تقريرها الأولي الرسمي، أمس، وقال التقرير إن معظم المهاجمين يحملون الجنسية السعودية، وإن بعضهم دخل مشيا، وآخرين على سيارة "هايلوكس".

من جانبه، قال مصدر عسكري مطلع لـ"الأولى" إن المسلحين الذين هاجموا المجمع، يقدر عددهم بـ20 إلى 25 مسلحاً، وهاجموا المجمع عند حوالي الساعة الـ9 من صباح أمس الأول.

وقال المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- إن المهاجمين كانوا يلبسون الزي السابق لقوات الفرقة الأولى مدرع "المنحلة"، وإنهم قاموا بمهاجمة البوابة الغربية التي تحوي ممرين؛ أحدهما يؤدي إلى مقرات القيادة في وزارة الدفاع، والممر الآخر إلى مستشفى "العرضي" الموجود داخل المجمع، ويفصل البوابتين داخلياً سياج حديدي.

وأضاف المصدر أن المهاجمين استغلوا الإجراءات الأمنية الضعيفة لبوابة المستشفى، وقاموا بإطلاق النار على حراسة البوابة، ومن ثم اقتحموها على فريقين؛ 4 مهاجمين اتجهوا إلى المستشفى، وقاموا بمهاجمة من فيه من المرضى والحراسة، وإعدام بعضهم بالرصاص، وأن 4 مهاجمين آخرين اتجهوا للجهة الشرقية، حيث توجد الدائرة المالية لوزارة الدفاع، وتحصنوا فيها.

وأوضح المصدر أن سيارتين؛ الأولى "هايلوكس" ملغومة دخلت من البوابة بعد مقتل الجنود الذين كانوا في البوابة، وحاولت اختراق السياج الحديدي القائم بين مبنى المستشفى وباقي مباني قيادة وزارة الدفاع، والتي تشمل مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومكتب وزير الدفاع ومكتب رئيس هيئة الأركان، لكنها انفجرت في أرضية الملعب على بعد أكثر من 300 متر من مكتب رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وبيّن المصدر أن سيارة أخرى لحقت السيارة "الهايلوكس"، وانفجرت بالقرب من المستشفى، وقتل على إثرها بعض المهاجمين، كما تحطمت شبابيك مبنى المجمع، وأصيب أيضاً جنود في داخل المقرات بجروح طفيفة. وقال المصدر إن المهاجمين للمستشفى قاموا بقتل كل الموجودين في طريقهم من المرضى والأطباء، حيث قتلوا 7 أطباء فلبينيين من طاقم العمليات، ودكتورة أخرى اسمها جميلة، وبعض المرضى في المكان، كما قتلوا أحد أقرباء الرئيس هادي.

وتحدث المصدر عن أن محمد منصور هادي، شقيق الرئيس هادي، كان موجودا داخل المستشفى لحظة الهجوم، وأن حفيده منصور الخضر محمد منصور (17 عاماً)، قُتل من قبل المهاجمين. ورجح المصدر أن المهاجمين لم يتعرفوا على شقيق هادي، مرجحاً أن يكون ذلك سبباً في نجاته.

ونفى المصدر أن يكون الرئيس هادي موجودا لحظة الهجوم، وقال إن الرئيس حضر إلى المكان عند الساعة الـ10، وتفقد المكان من مكتبه في المجمع.

وقال إن المهاجمين الـ4 الذين هاجموا الدائرة المالية، ظلوا فيها إلى وقت متأخر من ليل الخميس، وإنهم أقدموا على قتل 8 من أفراد الإدارة، وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة، ومن ثم قاموا بإطلاق نار متقطع من داخل المقار التي استولوا عليها.

وأشار المصدر إلى أن المواجهات استمرت حتى الـ4 من صباح أمس الجمعة، بين قوات من الجيش والمسلحين المتحصنين في المبنى، وأن حريقا شب لـ3 مرات داخل المقر، كانت أولاها عند الساعة الـ8 من مساء الخميس، وأن آخر حريق أطفئ عند حوالي الساعة الـ3 صباحاً، بعد القضاء على المسلحين بواسطة قذائف مدفعية دبابات أطلقها الجيش عليهم.

وأوضح المصدر، أن مهاجمين اعتلوا حوالي 4 مبانٍ مجاورة للمجمع، وأن قوات الأمن تعاملت معهم في حينها، بحسب المصدر.

من جانبه، صرح مصدر عسكري مسؤول بوزارة "أن القوة المكلفة بالتعامل مع الجماعة الإرهابية التي هاجمت مستشفى مجمع الدفاع بالعرضي، صباح الخميس، قد أنهت مهمتها بنجاح تام بعد القضاء الكلي على الإرهابيين".

وقال المصدر إنه "قُتل 3 منهم عند البوابة الرئيسية للمستشفى من قبل أفراد الحراسة، فيما قتل 3 آخرون بعد أن ارتكبوا جرائم القتل بحق الأطباء والممرضين والمرضى من المدنيين والعسكريين، حيث راح ضحية هذا العمل الإجرامي 52 شخصاً و167 جريحاً، إصابة 9 منهم بليغة، وفيهم مجموعة من الأطباء والممرضين اليمنيين والأجانب".

و أضاف أن "5 -ممن سماهم الإرهابيين- لقوا حتفهم بعد أن حاولوا الفرار من البوابة الشرقية، ولجأوا إلى أحد المباني، حيث تمت محاصرتهم والقضاء عليهم بشكل نهائي، وتمت السيطرة على الموقف في المجمع والمستشفى، مساء أمس (الأول) الخميس".

وفي السياق ذاته، رفع الجيش الأمريكي من حالة التأهب الإقليمية بعد الهجوم على وزارة الدفاع. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية "إن الجيش الأمريكي رفع حالة التأهب في صفوف قواته".

وقال المسؤول الذي تحدث طالبا عدم نشر اسمه، لوكالة "رويترز": "جيش الولايات المتحدة مستعد تماما لدعم شركائنا اليمنيين في أعقاب هذا الحادث". ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.

وأثارت عملية الهجوم على وزارة الدفاع حالة من التكهنات في أوساط المراقبين حول طبيعة العملية. وقال لـ"الأولى" المحلل العسكري العميد مصلح حلبوب، إن اختيار وزارة الدفاع لتنفيذ العملية "هي عملية دعائية، لإظهار أن الدولة عاجزة عن حماية قمة الهرم العسكري".

وأضاف حلبوب: "هناك اختراقاً، لا أتوقع أن يحدث هذا الهجوم بدون وجود أي تسهيل داخلي". وأوضح أن "وزارة الدفاع أصبحت هدفاً سهلاً لمثل هكذا عمليات، بسبب أنها أصبحت مثل مكان للتسوق، ويذهب إليها كل الجنود لإنهاء ومتابعة معاملاتهم".

وحول الحديث عن طابع الانقلاب العسكري في الهجوم، استبعد حلبوب ذلك، وقال إن "طول مدة العملية أربكت المراقبين، وهو على ما يبدو السبب وراء مثل هكذا تكهنات".

وعلى الصعيد ذاته، أفادت تغريدات باسم "الملاحم" في موقع تويتر، وهو الاسم الذي عرف به الجناح الإعلامي لفرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، تحدثت عن مسؤولية التنظيم عن الهجوم، وقال "إن هدف الهجوم كان قاعة تحكم بالطائرات من دون طيار التي تشن غارات منتظمة على المقاتلين في هذا البلد".

وأضاف أنه "تم توجيه "ضربة قاسية" لوزارة الدفاع اليمنية، بعدما ثبت لدى المجاهدين أن المجمع يحوي غرفا للتحكم بالطائرات من دون طيار، ويوجد فيه عدد من الخبراء الأمريكان".

وقال التنظيم على موقع "مؤسسة الملاحم"، إنه "استمرارا لسياسة استهداف غرف عمليات الطائرات التجسسية، قام المجاهدون بتوجيه ضربة قاسية لإحدى هذه الغرف الكائنة في مجمع قيادة وزارة الدفاع".

يذكر أن السلطات الأمنية شددت من إجراءاتها حول المنشآت الأمنية والعسكرية في العاصمة صنعاء. وقال لـ"الأولى" شهود عيان إن بعض الطرق المؤدية إلى وزارة الدفاع قطعت، كما أن الطريق المؤدي إلى بوابة وزارة الداخلية في منطقة الحصبة من جهة برج الساعة، تم إغلاقه من قبل قوات أمنية وعسكرية، وأن الشارع ظل مغلقاً حتى أمس الجمعة.

وفي مطار صنعاء الدولي، قال لـ"الأولى" مصدر مطلع إن قوات أمنية وصلت إلى المطار، وفرضت طوقاً أمنياً عليه. وأفاد المصدر أن السلطات أعطت أوامرها بمنع قادة عسكريين وأمنيين ودبلوماسيين من مغادرة البلاد، وأن أجهزة الأمن في المطار شددت في إجراءات التدقيق بهويات المسافرين بناءً على هذا التعميم.

ولم يذكر المصدر أسماء أو صفات من تضمنتهم قائمة المنع من السفر، واكتفى بوصفهم بالقادة.
م/الاولى

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)