- محمودجبريل

السبت, 13-أكتوبر-2012
صعدة برس-متابعات -
قال الدكتور محمود جبريل رئيس التكتل الوطني الليبي الذي يحتل أغلبية مقاعد المؤتمر الوطني في ليبيا أن الإدارة الأمريكية اتخذت قراراً بتغيير موقفها من الإخوان المسلمين والحركات الاسلامية في الشرق الأوسط ، والتوقف عن ممارسة الضغوط السياسية لتمكين الاخوان المسلمين من الوصول إلى السلطة وذلك في ضوء جردة الحساب التي قام بها صناع القرار في الولايات المتحدة لما أسفرت عنه هذه السياسة من نتائج سلبية في البلدان التي ساعدت فيها الولايات المتحدة الأمريكية الاسلاميين على الوصول إلى الحكم .

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه قناة ( العربية ) أشار فيها إلى أن الإعلان الدستوري في ليبيا يعطي التكتل الوطني الليبي بصفته صاحب الأغلبية الحق الدستوري في تشكيل حكومة ائتلافية وفق برنامج سياسي وطني مشترك يحقق أهداف الثورة الليبية في بناء دولة مدنية حديثة، لكن السفير الأمريكي (كريستوفر ستفينز) مارس قبل مصرعه على يد الاسلاميين ضغوطاً شديدة عليه للتنازل عن حقه الدستوري في تشكيل الحكومة لصالح مصطفى أبو شاقور وتكتل العدالة والبناء التابع للاخوان المسلمين .

وأوضح جبريل أنه تنازل عن هذا الحق تحت الضغوط الأمريكية لكنه فوجئ أن حكومة أبو شاقور ضمت أعدادا كبيرة من الاخوانيين والسلفيين واستبعدت التيارات الليبرالية والوطنية ما أدى إلى إسقاط حكومة أبو شاقور مرتين وإسقاط أبو شاقور نفسه في المرة الثالثة بسبب هوس الاخوانيين بالسلطة وإقصاء الآخرين.

وكشف جبريل النقاب عن أن ما حدث في ليبيا حدث في تونس حيث أجبرت الأحزاب الليبرالية والمستقلين الذين يشكلون 60 % من تكوين البرلمان التونسي على تمكين حزب النهضة الذي يمتلك 40 % من الحصول علىالنصاب الدستوري الذي يؤهله لتشكيل الحكومة ما دفع حزبين ليبراليين إلى التحالف مع النهضة .. مشيراً إلى أن هذا التحالف قد ينفرط قريبا بسبب ممارسات حزب النهضة ما قد يؤدي إلى فقدان حزب النهضة للنصاب القانوني، وظهور أئتلاف جديد .

وقال جبريل أن خلافات حادة داخل الإدارة الأمريكية هي التي أدت إلى اتخاذ قرار تغيير السياسة الأمريكية التي كانت تمارس ضغوطاً لتمكين الاسلاميين من الوصول الى الحكم في الشرق الأوسط نتيجة نصائح وتوصيات روجت لها مراكز دراسات أمريكية تسيطر عليها عناصر صهيونية ترى أن وصول الاسلاميين إلى الحكم واستيعابهم في العملية الديمقراطية سيؤدي إلى تخليهم عن شعاراتهم المتشددة ومواقفهم المعادية للسلام مع إسرائيل وهم في المعارضة، والتأقلم والتكيف مع معايير السياسة الدولية ومتطلبات إدارة شؤون الحكم في البلدان التي يعارضون حكوماتها .

ودعا جبريل الاسلاميين إلى التخلص من نزعة الانفراد والاقصاء واستيعاب المتغيرات التي تجري في المنطقة حيث يصعب على أي فصيل سياسي فرض مشروعه الايديولوجي وبناء دولة شمولية تقصي الآخرين وتنفرد بالحكم وتطبق ما تراه يقينا عقائدياً .

الجدير بالذكر أن محمود جبريل كان رئيساً للمكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي أثناء الثورة على نظام معمر القذافي وكان من أبرز القادة الليبيين الذين انشقوا عن القذافي وأقاموا سلطة انتقالية في بنغازي مستقلة عن حكم القذافي، ومدعومة من حلف الناتو .

ويحظى جبريل بشعبية واسعة في ليبيا أسفرت عن حصول التكتل الوطني الذي يقوده على أغلب مقاعد المؤتمر الوطني العام ( البرلمان الانتقالي المنتخب في ليبيا ) .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 02-يونيو-2024 الساعة: 09:15 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-6580.htm