صعدة برس - *-أحمد الحسني
"جيرالد فاير ستاين" اسم صعب لسلوك يصعب معه فهم محددات العمل الدبلوماسي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة وطبيعة علاقتها بالآخر ومنها اليمن.
في مؤتمره الصحفي الذي خص به فقط وسائل الإعلام اليمنية، وخصصه لما يسمح به وما لا يسمح به في الشأن اليمني، تولى سعادة السفير المفترض للعالم الحُرّ، منصب المتحدث الأعلى في كل ما هو يمني الشئون الداخلية والخارجية، وحتى الحقوق السياسية للأفراد وطبيعة العلاقات بين قواعد التنظيمات السياسية وقياداتها، وقام بتفسير النص العربي للمبادرة الخليجية نيابة عن لجنة تفسير المبادرة التي لم تشكل حتى الآن.. ولم ينس أن يبشرنا سعادة السفير بأنه سيعقد مؤتمراً شهرياً يطلع فيه وسائل الإعلام على مستجدات الوضع اليمني.
أما في ما يخص عمله فقد أكد سعادة السفير أن الغارات الأمريكية لا ضحايا أبرياء لها، وأنه سيناقش مع الحكومة اليمنية قضية تعويض الضحايا إن حدث خطأ، وتحدث عن تنامٍ غير مسبوق في العلاقات اليمنية الأمريكية لم نجد نحن من مظاهرها غير تدفق المارينز وقصف الطائرات بلا طيار لضواحي العاصمة، وهذه المؤتمرات الصحفية في منزل السفير، والتي بشرنا بأنها ستصبح شهرية، وتدخل السفير الأمريكي في كل شيء في حياتنا، وتحديد ما يجب وما لا يجب وأصدقاءنا وأعداءنا.
مفهوم العلاقة بالآخر في الدبلوماسية الأمريكية التي يقدمها سفير الولايات المتحدة في صنعاء هو الاحتلال، ومدى خضوع الآخر وهيمنة أمريكا على قراراته هو معيار التنامي في علاقاتها به، أما الدعم الاقتصادي والمعرفي فأمر ثانوي، وهذه سياسة في العلاقات لا يصعب فهمها وحسب وإنما يصعب تقبلها أيضاً، ما يجعلنا أمام تفسير بيِّن لإخفاقات القوة الأعظم في العالم في حربها المعلنة على الإرهاب، وإجابة على سؤال مهم هو: لماذا لا يستهدف الإرهاب دولاً ديمقراطية متقدمة كالسويد وسويسرا مثلاً!!.
وأخيراً أعتقد أن من السفه أن نحمل السفير الأمريكي جريرة أمره ونهيه ونحن نشاهد الصحفيين اليمنيين يسألونه بكل وقاحة و..... عن تفجيرات أنبوب النفط وتخريب الكهرباء، وما هو النظام السياسي والانتخابي المناسب لليمن، ولولا وقت السفير لطلبوا منه أن يختار للعازب منهم زوجة المستقبل، وأن يسعفهم بالطريقة المثلى لختان أطفالهم..!! |