صعدة برس - فيصل الصوفي
أكد الزعيم علي عبدالله صالح، أنه يعكف على إعداد مذكراته، وأنها ستكون مذكرات بكل ما تعنيه الكلمة. وفي إشارة إضافية إلى تميزها وتفردها، قال إن تلك المذكرات ستتضمن حقائق صعبة جدا، ومرة.. ولكنه بعد هذه البشارة صدمنا بقوله إن مذكراته لن تنشر إلا بعد انتقاله للرفيق الأعلى..
لماذا أيها الزعيم؟ هل لأنها تتضمن حقائق صعبة ومرة؟ إن إدراك أهمية تلك الحقائق الصعبة والمرة ينبغي أن يكون دافعا لك لكي تنجز مذكراتك وتنشرها في هذا الوقت، وقد قال اليمنيون في أمثالهم: "كل شيء في وقته مليح".
الحقيقة ليست مرة.. فحسبها أنها نقيض الباطل، وحسب الحقائق أنها نقيض الأهواء والظنون، وإذا كانت فرادة ومميزات هذه المذكرات أنها تتضمن حقائق صعبة ومرة، فحقيق بك أن تنشرها للناس في حياتك ما دمت تثق أنك أعطيت الأحداث حقها وحميت الحقائق المتصلة بها، ولا يهم بعد ذلك إن جاءت بمثابة الحاقة التي تزلزل بعض الكيانات.
إن تضمن مذكراتك الحقائق التي تقول إنها صعبة ومرة، فهذا هو بالضبط الشيء الذي ينتظره الناس ويتطلعون إلى معرفته، لسبب بسيط، هو أنه لا يزال خفيا وغير معروف بالنسبة لهم.. يعرف الناس الذين عاصروا فترة حكمك الأحداث التي صنعتها والمواقف والمآثر التي اجترحتها، وخطبك موثقة في مجلدات منشورة، وسيأتي دور المؤرخين لاحقا لزيادة الشرح والتوضيح عندما يعودون إلى مراحل نضالك وفترات حكمك.
لكن ما لا يعرفه الناس ولن يعرفونه هو الجانب المستور في الأحداث، ومسؤولية كشفه تقع على الشخص الذي كان شريكا أو صانعا لتلك الأحداث، فمن حق الناس عليه أن يطلعهم على مجموع المدونات الخاصة الفردية، من خلال سرد مذكراته أو سيرته الذاتية التي يكتبها مستحضرا الخفايا والغوامض التاريخية التي ظلت بعيدا عن متناول الناس.
الزعيم علي عبد الله صالح.. كان حاضرا في الأحداث التي شهدتها اليمن منذ الستينيات، وكان صاحب دور أساسي في الأحداث اليمنية منذ تولى الرئاسة إلى مطلع عام 2012، وفي هذه الأثناء وقعت وقائع لا تحصى، لم يعرف عنها الناس سوى ما يتلقونه من وسائل الإعلام، ومن كتب كتبها كتاب قليلو الأهمية، ولكن ما هو "حقائق صعبة ومرة" لا يزال في علم الغيب، وفي مذكرات هذا الزعيم، الذي يضن علينا بما فيها.. يقول إن مذكراته لن تنشر إلا بعد وفاته، أطال الله في عمره.
*صحيفة اليمن اليوم |