صعدة برس - *فيصل الصوفي
تدور في البيضاء مواجهات عنيفة بين كتائب من الجيش والقوات الخاصة من جهة، ومقاتلي تنظيم القاعدة الإرهابي من جهة أخرى، وفي هذه الأثناء يقوم المتعاطفون مع القاعدة بتنظيم مظاهرات كان آخرها مظاهرة الأمس التي وصلت إلى أمام منزل رئيس الجمهورية ورفعت أعلام حزب التحرير الإسلامي وأعلام القاعدة مظللة بلافتات "كرامة وطن"!.. فبينما المواجهة تجري بين يمنيين من الجيش والقوات الخاصة، وبين إرهابيين يمنيين لا تخلوا صفوفهم من مقاتلين أجانب، كان مبرر المتعاطفين الدعوة لوقف القصف الأمريكي بوصفة انتهاكا للسيادة اليمنية.
أن المواجهة تجري بين يمنيين وفرضها الإرهابيون فرضا، بينما المتعاطفون مع الإرهابيين يتقمصون ثوب الغيور على "كرامة وطن"، ويتذرعون بالسيادة، وهي في هذه الحالة "الملاذ الأخير للأوغاد" حسب تعبير بريان باري.. لم يدن هؤلاء الإرهاب الذي يذبح الأبرياء وكرامة الوطن، بل لم يكن الإرهاب في نظرهم حقيقيا ولا خطرا في يوم من الأيام، يسمونه "فزاعة" من صنع النظام يبتز بها الخارج للحصول على دعم.
عندما يقوم الإرهابيون بتفجير السيارات المفخخة والانتحاريين ويقتلون عشرات الجنود والمواطنين، ويضطر هؤلاء إلى التخلي عن قليل من المكابرة، يلجأون إلى كشف تعاطفهم مع الإرهاب بصورة سافرة تريك أن الهوة بينهم وبين الإرهابيين تضيق للغاية، إذ يقولون: هذا القتل والتدمير يحدث من قبل أنصار الشريعة أو القاعدة، لكن الدولة هي السبب، لأنها هي التي تذهب إليهم، ولم يأت أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة إليها، فما لها لا تتركهم يقاتلون أمريكا في البيضاء وأبين وغيرهما، ولماذا تقاتلهم نيابة عن أمريكا؟ فلتقف موقف الحياد على الأقل.. وهذا المنطق المخادع هو منطق الإرهابيين أنفسهم، فهم يحاربون اليمنيين ولا يحاربون أمريكا، وقولنا هذا لا ينطوي على رضا عن من يحارب أمريكا.. فلا مبرر للحرب معها أو مع غيرها.
إننا نرى منظمات وأحزاباً تتضامن مع الإرهابيين وترفع شعاراتهم كما حدث في مظاهرة أمس الأول، وهذا تحول خطير يدل على أن الفوارق بين الطرفين تتآكل، والهوة الثقافية تضيق. ويخطئ من يختصر أسباب هذا التعاطف والتضامن في سبب واحد هو الطائرات الأمريكية التي تضرب الإرهابيين من وقت إلى آخر.. وإذا كان هؤلاء جادين في رفضهم الحرب بين الدولة والإرهابيين فلا ينبغي أن يخطئوا الطريق ويذهبوا إلى بوابة منزل رئيس الجمهورية، فالطريق المستقيم هو الطريق المؤدي إلى حيث يوجد الإرهابيون، فليذهبوا لإقناعهم بالتخلي عن الإرهاب وعن السلاح. |