صعدة برس - *بقلم/أ. فيصل الصوفي
في بلادنا يحتفل رجال ونساء بيوم 14 فبراير.. عيد الحب.. فما العيب في ذلك؟ فالحب فطرة أصيلة في الإنسان، والحب نقيض البغض والكره والغلظة والمشقة والقبح والاضطرار والقسوة، ونقيض الكراهية.. مع ذلك يأتي أشياخ الكراهية يحرمون على زوج وزوجه أو حبيب وحبيبه الاحتفال بالحب في يوم مميز.. وعاد باقي شيء ثاني، يفتي بعض الأشياخ أن التجار إذا جاءتهم واحدة، أو واحد، يريد شراء ورود أو أي ملابس حمراء، أو بطاقات تهنئة، أو أي هدية مما يهدى في هذا اليوم، فيحرم عليهم بيعها للمشتري إذا عرفوا أن هذا الماكر ينوي شراءها لأغراض عيد الحب، وكذلك بائعو الأطعمة والأشربة، فإذا جاء رجل وصاحبته إلى المطعم لتناول وجبة فلا يجوز تقديم هذه الوجبة لهما إذا عرف أنهما تعازما على ذلك بمناسبة عيد الحب.. يعني لكي يتجنب صاحب المطعم والطباخ والنادل، أو بائع الورود والملابس والهدايا، الوقوع في هذا الفعل المحرم شرعا عليهم أن يتأكدوا أن كل زبون يأتيهم يوم 14 فبراير ليس في باله عيد، ولا في قلبه حب!
الاحتفال بعيد الحب من الظواهر الطارئة أو العصرية بالنسبة لمجتمعنا، ولا ينكر أحد أنه محاكاة لشعوب العالم التي تحتفل بيوم القديس فالنتين منذ قرون، والاحتفال كما أشرنا من قبل لا يتعدى إرسال رسالة أو بطاقة يسجل فيها المحب مشاعره تجاه الحبيب أو عزومة في مطعم أو شراء هدية أو باقة ورد وتقديمها للأحباب، ورغم ذلك يأتي بعض رجال الدين المتزمتين يضخمون الأمر بإحساساتهم المجهدة، ويخلطون بين الوثنية الدينية وبين مظهر حضاري لا يوزن بمعيار إسلامي – غير إسلامي.
يقول لك الأشياخ: الاحتفال بعيد الحب لا يجوز..هذا يوم بدعي لم تعرفه الشريعة.. هذه بدعة محدثة وفيها مشابهة للكفار، وتعظيم واحترام أيامهم.. وعندما يبررون عدم الجواز يأتون بالأعاجيب، يقول لك: في عيد الحب هذا أنتم تشغلون قلوبكم بتوافه الأمور، وترتكبون محرمات كاللهو والغناء والسفور والاختلاط!!
يعني أن الحب بنظرهم من توافه الأمور، واللهو والغناء والسفور والاختلاط من المحرمات، وهي ليست كذلك حسب ما نعرفه من أساطين الفقه الإسلامي، فضلا عن أن عيد الحب لا يرتبط بلهو ولا غيره مما برروا به للتحريم.. على أني لست مع رجال الدين الذين يبيحون العيد بحجة أن أعيادنا الدينية قريبة الصلة بأعياد وجدت قبل الإسلام.. إذ لا علاقة للأمر بالدين.
*صحيفة اليمن اليوم |