صعدة برس - منصور صالح
تحت حماية المدرعات والأطقم الأمنية والجنود المدججين بمختلف أنواع الأسلحة يستعد الاصلاحيون للاحتفال بذكرى مرور عام على انتخابات لم تتم في عدن ،احتفالات يدرك الإصلاحيون قبل غيرهم انها ليست سوى محاولة لاستفزاز الشارع الجنوبي الذي حذرهم مرارا وتكرارا من إقامة هذه الفعالية الاستعدائية التي لا يهدف من ورائها إلا تأجيج الأوضاع وإثارة نزعة العنف وجر الحراك إلى معارك هامشية تستهلك طاقاته وتشتت جهوده.
أكثر ما يضحك بشأن هذه الفعالية الأمنية إن الإصلاحيين يتحدثون بغباء وغرور عن حشود مليونية وكأن الناس تجهل حقيقة حجمهم ومكانتهم في الجنوب وفي عدن تحديدا وبأنهم ليسوا سوى نبتة شيطانية خبيثة نبتت في لحظة غفلة في ارض طاهرة نقية لا تقبل الخبيث من النبات والبشر.
إما الأمر المؤلم الذي نخشى إن نصل إليه فهو حرص هذه الجماعة التي لا وزن لها على الواقع على إقامة فعالية من خلال الاستعانة بصديق وهي تدرك إن هذا الصديق غير مرحب به للقدوم لتزييف إرادة شعب ومطلب امة وبالتالي فالأمر في حالة كهذه مرشح للمواجهة واحتمال اراقة المزيد من الدماء والضحايا .
لا يعارض الجنوبيون مطلقا ولا ينبغي لهم إن يعارضوا رغبة احد فيهم في التعبير عن مواقفه ورؤاه لكن على الأخير إن أراد هذا ان يعبر عن قناعات ذاتية وليس وليس تعبيرا عن قناعات مستوردة وتنفيذا لمشاريع خبيثة تستهدف الجنوب وشعبه وقضيته كما لا يحق له التشويش على الصورة الحقيقية للواقع والسعي لخلط الأوراق من خلال حشد الآلاف من غير أبناء الجنوب للحديث باسم الجنوب وتزييف إرادة أبنائه..
قلنا مرارا ان ما يؤسف له ان حالة الغرور التي باتت تسيطر على نهج حزب الإصلاح أوصلته إلى مرحلة اللعب بالنار في مجازفة غير محسوبة العواقب، وإذا كانت الأسابيع الفائتة لوحدها فقط شهدت سقوط عددا من الشهداء والشهيدات في عدن منهن نساء في بيوتهن وتسببت في إقلاق حالة الأمن والسكينة في المدينة فأن الأيام القادمة تنبئ بما اهو أكثر دموية مع إصرار الإصلاحيين بقيادة محافظهم على تغليب الحل الأمني واستهداف الفعاليات السلمية للحراك الجنوبي والحرص على تشويهه وجره إلى مربع العنف مع علمهم أنهم في حقيقتهم ليسوا الخصم الذي يستحق إن يلتفت إليه أو يغادر الحراك سلميته لأجله.
ان إصرار الإصلاح على استعداء الشارع الجنوبي وإصراره على لغة العنف والقوة في مواجهة فعاليات الشباب السلمية ليست سوى إعلان حالة حرب ينبغي ان يدرك الاصلاحيون إن عدن والجنوب في غنى عنها ،وان اعتمادهم على تسخير إمكانات الدولة الأمنية لمصلحة مشروعهم ألظلامي ليست سوى دليل عجز وانهزامية أمام إرادة شعب مسالم واجه من هو أكثر قوة وعنفا منهم وبأن عليهم ان يدركوا أيضا ان ليس في هذا الشعب من هو مستعد لان يتحلى بالصبر إلى ما لانهاية أمام عبثهم وجاهليتهم المقيتة ورغبتهم في اهانة وإذلال شعب كريم تحقيقا لرغبة وإرادة سادتهم من مشائخ التخلف ولصوص ثروات الجنوب أرضا وبحرا والحالمين اليوم بالتحايل على إرادته وسرقة مستقبله .
|