صعدة برس - *بقلم أ/فيصل الصوفي
يبدو أن فتاوى القرضاوي وزمرته، وفتاوى الزنداني وجماعته، وفتاوى رجال الدين السلفيين والإخوانيين والتكفيريين وغيرهم من عرابي الإرهاب في البلدان العربية، لم تكف لحشد العدد المطلوب من الإرهابيين إلى سوريا لقتل شعبها وتدمير وطنه، فها هو السعودي الدكتور الداعية الشيخ عائض القرني الذي يصفه المجاملون بالمعتدل، والذي أفتى هو أيضا من قبل بوجوب الجهاد في سوريا وقتل بشار الأسد، يخرج مجددا ليطالب هذه المرة من سماهم "علماء الإسلام" في السعودية ودول الخليج ومصر وغيرها بإصدار فتوى "جماعية وجامعة وبينة " وبالإجماع بوجوب الجهاد في سوريا لتدمير نظام الدولة وقتل الجيش العربي السوري ومعه بشار الأسد!
يعرف هؤلاء أن قضيتهم الأساسية هي نصرة "جبهة النصرة" وغيرها من التنظيمات الإرهابية الربيبة التي تعمل بجهد كبير لتدمير سوريا وقتل شعبها والإتيان على ما تبقى من مشروع النهضة العربية.. يعرف هؤلاء الآن أنهم في الماضي وقعوا تحت إدارة المخابرات الأمريكية التي جندتهم للفتوى والحشد للجهاد في أفغانستان الذي خدم الإدارة الأمريكية لتحقيق القطب الدولي الأوحد، وربما لا يعرفون اليوم أنهم يقعون في الخديعة نفسها، لكنهم بالقطع يعرفون حق المعرفة أن إسرائيل تود أن يكثروا من فتاواهم بشأن الجهاد في سوريا لإيصال الإرهابيين إلى السلطة، فإسرائيل قد اطمأنت بأن حكم الإسلاميين في مصر أفضل ما يؤدي لحماية حدودها التي اصطنعتها هي وللسلام المنقوص.
وهذه الفتاوى اللعينة لا علاقة لها بالحرص على مصالح الشعب السوري.. فحكاية الغيرة على شعب سوريا تكذبها جهود عرابي الإرهابيين رجال الدين السلفيين والإخوانيين الذين انتشروا في مناطق التحشيد والتدريب والتمويل والتفويج، وتنظيم الغارة الخارجية على سوريا وشعبها..من تركيا ومصر واليمن وليبيا وتونس والأردن، بل لقد توغلوا إلى داخل سوريا حيث يسيطر الإرهابيون، وحصة سوريا من المتوغلين اليمنيين معروفة على أية حال..
وهذه الغيرة تكذبها أيضا الفتاوى اللعينة التي تستبيح دماء الشعب السوري لتلبية نوازع مذهبية وطائفية وكراهة العلمانية، رغم أن أفضل الإنجازات التي تحققت لبعض الشعوب العربية كانت بفضل الدولة العلمانية كما في العراق وسوريا ومصر وتونس والجزائر، مع اعترافنا أن عدم ارتباط العلمانية بديمقراطية حقيقية في تلك الدول كان من أبشع النواقص والعيوب التي عرقلت التطور الآمن لمشروع النهضة.
على أننا نعتقد أن تلك الفتاوى اللعينة لا علاقة لها بالإسلام الذي يعرفه المسلمون لله، بل لها علاقة بإسلام المسلمين وجوههم للسياسة وأهوائها. |