صعدة برس - *نزيه احمد العماد
يحكى أن:-
((كَانَتْ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إحْدَاهُمَا , فَقَالَتْ صَاحِبَتُهَا , إنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ , وَقَالَتْ الْأُخْرَى : إنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ , فَتَحَاكَمَا إلَى دَاوُد عليه السلام , فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى , فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ عليه السلام فَأَخْبَرَتَاهُ , فَقَالَ : ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا , فَقَالَتْ الصُّغْرَى : لاَ تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ , ، هُوَ ابْنُهَا , فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى))
حضرت في ذهني هذه القصة المأثورة و أنا أتابع المستجدات المتعلقة بتطبيق و انفاذ قرارات رئيس الجمهورية الاخيرة المتعلقة بالهيكلة، تابعنا جميعاً كيف تم تسليم معسكر 48 بكل سلاسة و بموجب محاضر استلام و جرد لموجودات المعسكر الذي كان يشكل المقر الرئيسي لقوات الحرس الجمهوري، وكذلك بقية المعسكرات و الوحدات التي كانت ضمن قوات الحرس الجمهوري تم تسليمها بالطريقة ذاتها..
وبالمقابل نتابع جميعاً ما أكدته المصادر المختلفة عن تنازل قائد الفرقة لطارق ابولحوم -مالك جامعة العلوم والتكنولوجيا- بجزء من معسكر الفرقة، و حديث القائد نفسه عبر قنواته التسريبية المعتادة عن أنه شخصياً يمتلك جزء كبير من أراضي المعسكر و وعده لعدد من العسكريين و النافذين بتخصيص ثلث ارض المعسكر ليتم توزيعها عليهم، هذا بالاضافة للجزء الذي سيتم تسليمه للزنداني و جامعته من ارض المعسكر ايضاً، كما أن تسريبات قائد الفرقة ايضاً تؤكد على إصراره بأن يقوم بإنتزاع جزء من تسليح الفرقة بأعتبار ان هذه الاسلحة لم تشترها وزارة الدفاع بل اشتراها من حر ماله!!!
طبعاً لا اريد ان اخوض في عدم وجود اي صفة له و هو يتنازل عن هذه الاراضي لا قبل ولا بعد اقالته، ولا عن حر ماله الذي يتحدث عنه ولا عن القنوات التي اشترى عبرها الاسلحة بما ان وزارة الدفاع هي المخولة حصرياً بهذه الصفقات،،،
فكل ما يهمني فيما يتعلق بالقصة المذكورة اعلاه هي حكمة نبي الله داود عليه السلام و قدرته على وضع معيار مهم يوضح لنا الفرق بين رد الفعل الصادق والمسئول و بين رد الفعل المستهتر و غير المسئول... |