صعدة برس - رفض مصدر مقرب من الجناح المتشدد في "الحراك الجنوبي" الموالي للرئيس الأسبق علي سالم البيض, اعتذار اللواء الأحمر.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"السياسة", "هذا لا يكفي بل نطالب بتقديمه إلى محكمة الجنايات الدولية كونه مجرم حرب وهو من أسس تنظيم "القاعدة" وجماعة "أنصار الشريعة" في محافظة أبين, كما أنه من يتحمل مسؤولية نشر الفكر الإرهابي المتطرف في الجنوب صيف العام 1994, فاعتذاره مراوغة سياسية, وهو يتحمل الوزر الأكبر من مسؤولية الحرب على الجنوب وكذلك الرئيس هادي وكل من قاد أو اشترك في تلك الحرب".
في المقابل, اعتبر الناطق الرسمي باسم "الحراك الجنوبي" عضو مؤتمر الحوار الوطني أحمد القنع, اعتذار اللواء الأحمر خطوة جيدة.
وقال القنع في تصريح لـ"السياسة", "نريد منهم خطوات آتية أكثر اعترافا بالجنوب كقضية سياسية لما حصل له والوقوف مع أبناء الجنوب في حق تقرير مصيرهم وعدم الاعتراض عليهم وعدم تكرار مصطلح الوحدة أو الموت, ونتمنى من الآخرين أن يحذو حذو اللواء علي محسن الأحمر ويعتذروا لأبناء الجنوب, وأكرر (مطلب) الاعتذار مع حق تقرير مصير أبناء الجنوب من دون ضغوطات ومن دون (ترديد شعار) الوحدة أو الموت".
وأضاف "إن أول شخص يفترض أن يعتذر للجنوب هو الرئيس السابق علي عبدالله صالح, ونحن لانتوجه بمخاطبة اللواء الأحمر فقط بأن يعيد ما نهبه من الجنوب, بل على كل من قام بنهب أو تملك الأراضي الجنوبية أومبان حكومية أو غيرها أن يعيدوها لأبناء الجنوب فأنا واحد من أبناء الجنوب لا أملك في الجنوب قطعة أرض أو منزل فما بالك بأبناء الجنوب".
إلى ذلك, نظم عدد من أعضاء مؤتمر الحوار وقفة احتجاجية رفعوا فيها لافتات إدانة لأعمال الرق والعبودية في محافظتي الحديدة وحجة, ونددوا بالانفلات الأمني الذي تشهده البلاد ودانوا أعمال العنف والاغتيالات التي كان آخرها اغتيال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في محافظة حضرموت العميد أحمد محمد عبدالرزاق, وطالبوا بتعزيز حالة الانضباط الأمني وسرعة ضبط منفذي أعمال الاغتيالات وحماية أرواح المواطنين وتطبيق الأنظمة.
وكان مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر قدم اعتذاره للجنوبيين عن حرب صيف العام 1994, غير أن قيادات متشددة في "الحراك الجنوبي" رفضت الاعتذار, مطالبة بمحاكمته دوليا.
وقال الأحمر في تصريحات نشرت على صفحته بموقع "فيسبوك", "نتوجه بالاعتذار والأسف لأهلنا في جنوب اليمن شخصيا, كما اعتذرنا لكل الأطراف في اليمن عن كل ممارسات النظام السابق من حروب ظالمة".
واعتبر أن "الاعتذار الحقيقي قدمه الشعب اليمني لنفسه حين قام بثورة سلمية قضت على طموحات التوريث التي تسببت في ظلم الكثير من أبناء الشعب اليمني جنوبه وشماله".
وأضاف الأحمر إن "الوحدة اليمنية ليست المشكلة في بلادنا لمن يظن ذلك, الوحدة الحقيقية هي وحدة الدين واللغة والهوية وهي الإحساس بالوطن والكرامة وهي الائتلاف برغم التعدد والاختلاف", و"نتمنى من أبناء الجنوب والشمال جميعا مساندة الرئيس عبدربه منصور هادي على أداء مهامه الوطنية وذلك بالحفاظ على الأمن والممتلكات العامة والخاصة, ومواصلة الحوار الوطني لحل كل قضايا اليمن بما فيها القضية الجنوبية". |