صعدة برس - بقلم / يحي نوري
ازمة حوار في التلفزة اليمنية....تتفاقم من بوم لاخر ..والسبب غياب المحاور المقتدر ..وغياب المحلل السياسي المؤمن بالمعلومة والمتمتع بمهارات ومعارف التشخيص الدقيق للاحداث والتطورات ..بدرجة عالية من المهنية ...
وازاء ذلك قد لاتستغرب ان تجد مواطنيين يمنيين يتحدثون عن المشهد المصري مثلا بكافة تفاعلاتة وتداعياتة .. في الوقت الذي لايجدون القدرة على مقاربة المشهد اليمني الذي يعيشونة .. والذي يعد ووفقاً لمعطي غياب التحليل السياسي المهني بالمشهد الغريب عنهم و ذلك نتاجا طبيعي لافتقار المعلومات الشاملة عن المشهد اليمني وعدم قدرت التلفزة اليمنية من تشكيل الصورة الكاملة ..بل وعدم قدرتها حتى على تشكيل صورة جزءية تعبر عن اجندات ومواقف حزبية ..وهو مايدلل على فشل التلفزة اليمنية الخاصة منها والرسمية حتى في التعبير عن اراء ومواقف مموليها الامر الذي يكشف بوضوح ان اسباب الازمة مستفحلة بصورة عميقة تتزايد معها حالة النفور الجماهيري في البحث عن تحليلات سياسية تشبع فضولهم وتمكنهم من الاقتراب لمعظم الاحداث والقضايا التي تشهدها الساحة العربية بمافيها بلادهم
وزاد من حالة النفور من التلفزة المحلية هى تلك المقارنات بين البرامج التحليلية بالقنوات اليمنية وتلك التي تقدم عبر القنوات العربية حيث يلاحظ المشاهد القدرات المهنية على ادارة الحوارت والعرض السليم للمشكلات وكذا اطلاق عنان المختصين والمهتمين بأمور هذة القضايا لتقديم عصارة افكارهم في قال تحليلي يقترب الى ابعد الحدوود في تقديمة لتشخيصات دقيقة معززة بالمعلومة وبالرؤية الثاقبة لفهمها واستيعاب ومعطياتها وحركة تفاعلاتها على المستويين الفريب والبعيدد..وكل ذلك يتم في اطار من الاستخدام الافضل لطرق الجذب للجمهور وفي اطار من المهنية القادرة على احداث التفاعل الايجابي ..
ومن نتائج ذلك مااشرت لة في بداية موضوعي في ان هماك فهم لدى المشاهد اليمني لتفاعلات المشهد المصري يفوق كثيراً فهمة للمشهد اليمني الذي يعيشة ويشعر نتيجة رداءة الانتاج التحليلي السياسي في قنوات بلادة ..بالغريب عنة وعدم القدرة على التفاعل معه
ولعل مايبعث على الحزن والاسى نتيجة لهذا الاخفاق التحليلي للتلفزة اليمنية هو انة يتم اليوم في ضل قضايا كبيرة جدا يقوم اليمنيون بمناقشها عبر مؤتمر الحوار الوطني الشامل او عبر مختلف الاطارات المدنية التي تحاول اثراء هذة الموضوعات ..وان تجد في الوقت ذاتة قضايا عربية عادية لاتصل الى حجم ومكانة واهمية القضايا اليمنية ..تحضى بتحليلات تقدمها كقضايا استراتيجية تحتل المرتبة الاولى في مجموعة قضايا الامة
ولاريب ان الحاجة باتت ماسة الى تفاعل اعلامي رائد مع القضايا اليمنية وهو مايتطلب من ادارة القنوات اليمنية اعادة النظر في الاسليب المتبعة ومحاولة تقديم نتاج اعلامي يتفق مع عظمة المشهد اليمني الراهن وتفاعلاتة التاريخية ..وتلك مهمة نأمل ان نجد من ادارة القنوات التعامل معها في القريب العاجل ..مالم فأن هذا الاخفاق الذي وقعت بة سينظر الية الى كونة اخفاق متعمد الهدف منة تعتيم الراي العام عن الحقيقة خدمة لاجندة معينة ..كما ان علة القنوات ان تدرك ان تقديم لون واحد في الفكر السياسيى والاعلامي والترويج المبتذل لأجندتها الحزبية لن ينظر لة الاخر سوى كونة انجرر نحو تكريس المزيد من الشمولية الاعلامية وهى الشمولية نبذها رجل الشارع اليمني مبكر |