صعدة برس - بقلم- منال الأديمي :
من منزلة الفخم وفراشه الوثير يصرح بعد انتهاء حفله المشئوم “نأسف لمقتل الشابين ونضع أنفسنا أمام القضاء “والحقيقة المرة والمؤكدة أننا لو كنا نملك حقاً دولة قضاء لما سمعنا ذاك التصريح لأن من بديهيات العدل والقانون ان تكون خلف القضبان والسؤال هنا للثورة والثائرين هل ذاك التصريح يكفي لننسى دم الشابين ؟
حقيقة لا نكاد نغلق أعيننا في هذا الوطن على وجع حتى نفتحها في صباح يوم آخر على وجع أشد , وأكثر مرارة ,ففي الوقت الذي ما زلنا فيه ننتظر موجوعين نتائج تحقيقات الطائرة المنكوبة نفجع مجدداً بإعلان موت عبثي آخر وهذه المرة بسيناريو مكرر وغير جديد أبطاله مشايخ الهنجمة والفوضى ويقوم بالأدوار الثانوية أشخاص يطلق على المفرد منها اسم (مرافق) ينتهي ذاك السيناريو الهمجي دوماً بأن يدفع (الثور )الحيوان وحدهُ ثمن حماقات وجرائم تلك الكائنات ولأنه عاجز عن درء التهمة لا تستغربوا أن يصبح الثور مهدداً بالانقراض قبل المشائخ .
إن مقتل الشابين (حسن جعفر أمان , وخالد الخطيب) على يد تلك المخلوقات معدومة الضمير والإحساس دون جرم سوى تجاوزهم موكب العرس المشئوم يدق ناقوس خطر أننا جميعاً نتجه نحو عنف لا مبرر وغير معقول، وأننا بعيدون جداً عن هدف الثورة إذ لم تكد تجف دماء الشابين على أسفلت شارع الخمسين ويتصدر خبر مقتلهم أخبار الموت العاجلة حتى يراق دم شاب آخر في الحديدة وربما في نفس اللحظات على يد أحد المتنفذين ورابع في تعز وخامس في إب المؤسف أن كل هؤلاء يقتلون في غياب واضح للحكومة وأجهزتها الامنية وشرع « ولكم في القصاص حياة» .
إن الانفلات وإخفاق الجهات الأمنية أمر لم يعد مقبولاً ولا ينبغي السكوت عليه لأنه أصبح يقتلنا وبدم بارد في كل مكان وعلى مدار الساعة وعلى مرأى ومسمع من الجهات الأمنية والمسؤولة التي وعلى الرغم من كل هذا التدهور والإخفاقات المستمرة للحكومة ووزرائها لم نر أو نسمع لأحدهم موقفاً شجاعاً ووطنياً ومسئولاً بتقديم استقالة أو حتى إقالة رسمية كما يحدث في دول حكوماتها بالفعل في خدمة الشعب لا في خدمة المصالح الضيقة للحزبية والتقاسم ولو كان ذلك على حساب فنائنا ودمار البلد فلا صوت يعلو لهم على صوت فاسد من عندي وفاسد من عندكم ووفاق (اصمت عني , أصمت عنك)..
حقيقة أجد صمتهم رغم ارتدائهم أقنعة الثورة والتغيير بالأمس مبرر بالمصلحة والتوافق لكن ما لا أجد له مبرراً صمت الثورة والثوار.
همســات :
لاستعادة الوطن ووفاءً للثورة والتضحيات لابد ان تصل أصواتنا إليهم فقد آن الأوان لزمجرة الغضب وصدق التضامن أن يتعدى حوائط صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي .
لتستعيد الدولة ثقة المواطن ينبغي عليها الخروج من بين فكي التقاسم والوفاق بإرساء مبدأ الكفاءات والخبرة بعيداً عن الارتباطات الحزبية وبند التقاسم قبل أن تسير الأمور الى ما لا يُحمد عقباه ويصعب تداركه.
يمن فويس |