صعدة برس - قال الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد :(أن بعض المصادفات الزمنية تحمل مدلولات لا تخلو من المفارقات ولعل تقدم تاريخ إعلان جمهورية اليمن الديمقراطية بدون (الشعبية) بتاريخ 21 مايو 1994م إبان الحرب بيوم واحد عن تاريخ إعلان الوحدة 22 مايو 1990م يحمل مدلولاً مهماً، وما يمكن أن يستشف من هذه المصادفة أن إعلان الانفصال عودة إلى الوراء ودوماً أي عودة إلى الوراء لا تحسب في خانة الانتصار بل الانكسار ولذلك يلجأ بعضهم إلى (الهروب إلى الأمام) كما يقولون كخيار أفضل من الهروب إلى الوراء).
وأشار الرئيس ناصر في تصريح لصحيفة ( صدى عدن ) إلى أن ما حدث يوم ذلك الاعلان ينتظم في حقيقة الأمر مع ظروف الحرب وقبلها الأزمة السياسية التي نشبت بين طرفي الوحدة التي أعلنت بطريقة ارتجالية وغير مدروسة ولم يجري الاستفتاء عليها ولا على دستور دولة الوحدة وقد سماه الدكتور محمد علي السقاف انقلاب على اتفاقية الوحدة منذ 1972م وحتى 1990م، معتقدا أن إعلان الانفصال والهروب من الوحدة كان قراراً متسرعاً منسجماً من حيث الشكل مع الهروب الى الوحدة نفسها ، وأسهم هذا القرار أو الإعلان بتغيير معادلة القوة في الحرب لمصلحة الطرف الآخر في صنعاء ، وبالتالي كان الخاسر الأكبر هو شعبنا في الجنوب الذي دفع ثمن هذه الأخطاء التي أوقعته تحت نير معاناة الضم والإلحاق والإقصاء وهمجية تشويه التاريخ الجنوبي وفقدان المنجزات التي كان قد تم تحقيقها في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
مضيفا :(من المفارقات أيضاً أن تمر سنوات طويلة غاب فيها عدد من القيادات عن المشهد السياسي بعد حرب عام 1994م وكأن الزمن كان متوقفاً ، وطبيعة الأشياء تقول أن الزمن لم يتوقف وأن هذه السنوات الطوال حملت معها متغيرات عديدة وقام نظام صنعاء خلالها بتكريس الضم والإلحاق وتسريح الآلاف من المدنيين والعسكريين واتباع سياسة التجويع وماسمي حينها (خليك بالبيت) والاساءة الى كرامة المواطن الجنوبي واذلاله ونهب الممتلكات الخاصة والعامة ، ولكن أهم ما حدث طيلة هذه السنوات جنوبياً كان التصالح والتسامح ومن ثم انطلاق الحراك الجنوبي السلمي في عام 2007م الذي كسر حاجز الخوف وتوحد صفا واحدا من المهرة الى عدن لمواجهة الظلم والضم الذي مارسه النظام وادواته القمعية وتعرض للقتل والارهاب والاعتقال والملاحقات ولكن ارادته لم تقهر وعزيمته لم تنكسر بل انتصر واوصل صوته وقضيته العادلة إلى المحافل الاقليمية والدولية وكسب احترامها إذ أن مستقبل قضية الجنوب سيكون مرهوناً بوحدة الحراك الجنوبي السلمي ورؤيته السياسية ومرجعيته القيادية التوافقية التي نأمل ان تنبثق عن المؤتمر الجنوبي- الجنوبي المزمع عقده في الفترة القريبة القادمة بأذن الله).
وقال الرئيس ناصر :(أنتهز هذه المناسبة وعبر صحيفتكم الغراء صدى عدن ، لأكرر الدعوة إلى قيادات الجنوب بأن تبتعد عن تكرار الأخطاء وان نستفيد من دروس وعبر الماضي وأن يجري تغليب المصلحة العليا لوطننا وشعبنا على المصالح الضيقة وأن نسارع الخطى لنلتقي جميعاً على كلمة سواء نرفع من خلالها المعاناة عن كاهل شعبنا الذي لايزال يعول على قياداته وسيأتي يوم يتجاوز الجميع وسيأخذ بزمام المبادرة بعيداً عن هذا القائد أو ذاك الزعيم كما فعلها حينما خرج سلمياً في غياب ما يسمى القيادات التاريخية لاستعاده حقه المشروع في 7/7/2007م).
مختتما تصريحه بتحية الجماهير الصامدة وفي طليعتها شباب الحراك السلمي، كما ترحم على أرواح الشهداء الابرار، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والإفراج عن المعتقلين وفي مقدمتهم أحمد عمر عبادي المرقشي الحارس الأمين والوفي لصحيفة الأيام وناشريها الشرفاء فقيد الوطن الكبير هشام باشراحيل واخيه تمام.
الامناء |