صعدة برس-وكالات - حفلت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين بتغطيات وتحليلات عديدة بشأن تطورات النزاع السوري، ودور قطر في تأجيج الثورات العربية، وانقسام جبهة النصرة على نفسها بعد إعلان ولائها للقاعدة.
خصصت صحيفة الفاينانشال تايمز إحدى افتتاحيتاها بعنوان قطر وسوريا: الإمارة تؤجج التمرد لكنها تسبب في المقابل البلبلة .
تستهل الصحيفة افتتاحيتها بالتساؤل قائلة ما الذي يرغب أمراء قطر في تحقيقه بنهج سياسة خارجية نشيطة؟ وهو التساؤل الذي طرحه دبلوماسيون مرارا وتكرارا في محاولة لدراسة مواقف هذه الإمارة الغنية بالغاز.
لقد كانت قطر في الماضي تعيش في ظل جارتها الكبرى السعودية لكنها الآن بفضل الموارد الغنية التي تنعم بها ولعل أبرزها امتلاكها لثالث احتياطي عالمي من الغاز الطبيعي أصبحت تستخدم هذا السلاح القوي بحثا عن نفوذ سياسي في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تحولات كبيرة.
وتضيف الصحيفة أن هذا النفوذ يتجلى في أوضح صوره في ليبيا وسوريا إذ ساعدت قطر المتمردين الذين أطاحوا بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي في عام 2011. واليوم، تضطلع قطر بدور بارز في سياق محاولات المجموعات التي تسعى للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتذكر الصحيفة أن الإمارة أنفقت خلال السنتين الماضيتين من عمر النزاع 3 مليارات دولار، متجاوزة بذلك أي قوة أخرى معنية بالنزاع.
ويختلف المراقبون بشأن دوافع قطر من وراء ذلك إذ يقول البعض منهم إن أمير قطر، حمد بن خليفة، له طموحات ليكون شخصية قيادية في العالم الإسلامي في حين يذهب آخرون إلى أن أسرة آل ثاني لها مصلحة في دعم الثورات في بلدان أخرى بهدف منع وصول الانتفاضة إلى قطر.
خصصت صحيفة الاندبندنت تحليلا لتطورات النزاع السوري تحت عنوان نسيان الخطوط الحمراء في ظل الفوضى لكيم سينغوبتا.
يقول الصحفي إن التقارير التي أفادت بأن تداعيات النزاع السوري أخذت تنتقل إلى لبنان المجاور لهي دليل إضافي على أن الحرب الأهلية الطائفية التي تشهدها سوريا تزعزع استقرار المنطقة.
ويضيف قائلا إن ثمة مؤشرات على أن الصراع الذي لا ينتهي في سوريا يدفع القوتين العظميين وهما الولايات المتحدة وروسيا اللتين لهما دور بارز في ما يجري هناك لتجريب مسار المفاوضات وبالتالي السعي لوقف إطلاق النار بناء على اتفاق جنيف الموقع في يونيو/حزيران الماضي.
ورغم أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، نال التعاطف وعبارات الدعم من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما حينما زار واشنطن الخميس الماضي، فإن واشنطن لم تبد استعدادا لاتخاذ إجراءات صارمة بهدف تسوية النزاع.
كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلقى تحذيرات من قبل الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، حينما زار روسيا أخيرا من مغبة شن غارات جوية أخرى على سوريا.
وفضلا عن ذلك، خف الحديث عن رد عسكري إذا انتهكت دمشق الخطوط الحمراء واستخدمت الأسلحة الكيماوية في النزاع الدائر هناك حتى من قبل بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا أبدتا موقفا أكثر تشددا مقارنة بموقف الولايات المتحدة حيال سوريا.
وفي هذا السياق، يمكن فهم مقابلة الرئيس السوري، بشار الأسد، مع صحيفة أرجنتينية إذ شعر بجرأة إضافية وقال إنه لا ينوي التنحي من منصبه.
وتضيف الصحيفة أن الأسد قد يلجأ إلى المفاوضات لو طلب منه الروس القيام بذلك. وفي هذا الإطار، قد يجد نفسه مضطرا للانسحاب من المشهد السوري قريبا بسبب تلطخ يديه بالدماء.
وتتابع الصحيفة قائلة إن ثمة قناعة متزايدة لدى أوروبا والولايات المتحدة بأن النظام السوري رغم الفظاعات التي ارتكبها، فإنه يظل أفضل من تولي نظام إسلامي متشدد مقاليد السلطة. ويبدو أن هذا هو المزاج العام الذي أخذ يسيطر على إسرائيل.
وفي هذا السياق، قال إفرايم هاليفي، وهو رئيس سابق للموساد، إن الأسد يظل رجل إسرائيل في دمشق لكن المرء لا ينبغي أن يصاب بالدهشة لو أن الغرب وحلفاءه جنحا إلى تسوية أخلاقية معينة مراعاة لمتطلبات الواقعية السياسية.
وننتقل إلى صحيفة الديلي تلغراف التي نقرأ فيها تحت عنوان الجهاديون السوريون ينقسمون على أنفسهم بعد تعهد زعيم جبهة النصرة بدعم القاعدة .
تقول الصحيفة إن تنظيم جبهة النصرة الذي بات يسيطر على أجزاء واسعة من شمالي سوريا انقسم على نفسه بعدما أعلنت قيادته الولاء لتنظيم القاعدة.
و في هذا الإطار، انسحب بعض مقاتليه من الخطوط الأمامية في مدينة حلب وأداروا ظهورهم لقائدهم.
وتلاحظ الصحيفة أن العديد من مقاتلي جبهة النصر جُنِّدوا من بين أفراد ميليشيات منافسة بعدما تلقوا وعودا بالحصول على تمويل جيد والانضمام إلى وحدات مقاتلة أفضل تنظيما وليس لأسباب إيديولوجية.
لكن هؤلاء المقاتلين شعروا بخيبة أمل منذ أعلن قائدهم، أبو محمد الجولاني، الولاء للقاعدة إذ يقول العديد منهم إنهم سوريون أولا، وقد انضموا إلى جبهة النصرة بهدف التخلص من نظام الأسد ولأن الجبهة أقل فسادا مقارنة بتنظيمات أخرى وأكثر تدينا. |