صعدة برس - عبدالكريم الرازحي
لسنا بحاجة إلى تعلُّم الثورات وإنما نحن بأمس الحاجة إلى ثورة في التعليم.
لسنا بحاجة إلى كوادر ثوريه، وإنما نحن بحاجة إلى كوادر متعلمة ومؤهله.
التعليم هو الثورة الحقيقية وهو أعظم الثورات..ووحده التعليم يصنع التحولات ويقود المجتمعات إلى التطور والتقدم والنمو.
ونحن عندما نتعلم ونتأهل نغدو ثوريين من دون الحاجة إلى ثورة وإلى شهداء.
ويرى الدارسون والمتخصصون في علم الثورات الشعبية، أن ثمة علاقة جدلية بين الجهل وبين الثورة ..وأنه في المجتمعات المتخلفة التي يتفشى فيها الجهل وترتفع فيها نسبة الأمية تتفشى الثورات وتزدهر الشعارات.
فالهدف الأول للثورة – أي ثورة –هو إلغاء العقل وتقديس الجهل وتكريس الغباء .وعلى حد تعبير الكاتب المصري الراحل أحمد بهاء الدين، فإن الثورة تخترع صحفيين وكتاباً ودكاترة وعلماء وثوريين وتخترع ما يلزمها من كوادر ثورية .
ومثل سوق عكاظ في الجاهلية هناك سوق عكاظ الثورة – مع الفارق بين السوقين –
ففي سوق عكاظ الجاهلية، كان الشعراء والنوابغ وأصحاب المواهب هم الذين يلمع ويسطع نجمهم، وهم من تَرُوج بضاعتهم..أما في سوق عكاظ الثورة فإن الأوغاد واللصوص والمزايدين والمنافقين والفاشلين والتافهين، هم الذين يلمعون ويسطعون، ووحدها بضاعتهم تُجلبُ إلى السوق وتُعرضُ وتَرُوجُ وتُسلّطُ عليها الأضواء.
وعادة فإن أولئك الذين ليسوا واثقين من أنفسهم ومن قدراتهم ..أولئك المهتزون المرتعشون الجبناء وغيرهم من الكسالى والبلداء الذين لا قيمة لهم، يجدون لهم قيمة في سوق عكاظ الثورة.
أما المتفوقون والموهوبون والمؤهلون وأصحاب الكفاءات وغيرهم من القادرين على أن يفكروا بطريقة مستقلة عن تفكير القطعان الثورية، فإن مشايخ السوق يخافونهم، ويقصونهم، ويبقونهم بعيداً ويمنعونهم من دخول السوق، وقد يفتحون لهم أبواب السجون والمعتقلات لضمان نجاح الثورة.
*صحيفة اليمن اليوم |