صعدة برس-متابعات - في مواقف جديدة يفصح عنها للمرة الأولى، انتقد أمين عام حزب البعث العراقي المحظور عزت الدوري تورط صدام حسين باحتلال الكويت، ووصف ذلك بالهفوة التاريخية، كما رفض استهداف عناصر القوات العراقية إلا من وصفهم بالخونة.
قال عزت الدوري نائب الرئيس العراقي السابق الشهيد/صدام حسين في قيادة حزب البعث، والمطلوب الأول للقوات العراقية، التي رصدت مليوني دولار للقبض عليه في خطاب إلى العراقيين لمناسبة الذكرى 45 لانقلاب حزب البعث واستلامه السلطة في 30 تموز (يوليو) عام 1968، "تمر علينا اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لثورة تموز المجيدة، ونحن وبلدنا وشعبنا الثائر قد دخلنا في السنة الحادية عشرة للاحتلال الامبريالي الصهيوني الصفوي لعراقنا الحبيب، ونحن في صراعنا التاريخي الملحمي مع حلف الشر والرذيلة حلف الغزاة البغاة الجناة".
واضاف أن الشعب العراقي فقد أكثر من مليوني شهيد منهم أكثر من مائة وخمسين ألف شهيد من حزب البعث "قربانًا على طريق دحر الغزاة وطردهم وتحرير العراق وتطهير أرضه التي دنسها الغزاة المعتدون، ثم لتعزيز وتثوير مسيرة الأمة الكفاحية على طريق تحررها وتوحدها واستعادة دورها التاريخي الحضاري بين الأمم"
وعادة ما تتهم السلطات العراقية حزب البعث وتنظيم القاعدة بالمسؤولية عن اعمال العنف التي يواجهها العراق . يذكر أن الدوري يقود حاليًا تنظيم "جيش رجال الطريقة النقشبندية"، حيث تشكل هذا الجناح العسكري في العراق عام 2007 ويضم في تشكيلاته أبرز الفصائل المسلحة العراقية بجميع ألوانها، وقد تم انتخاب الدوري قائداً أعلى له بهدف مقاومة الاحتلال الاميركي للعراق ثم الايراني، بحسب بيان التأسيس .
وخاطب الدوري "الحكام العرب وجماهير الأمة معهم وخاصة الأحرار من حكام الأمة"، في كلمته التي ارسل نصها الى "إيلاف" اليوم الثلاثاء، قائلاً: "أين أنتم مما يحصل في العراق، عراق العروبة على مدى أكثر من عشر سنوات خلت من القتل والذبح والتشريد والتهجير والتخريب والتدمير لكل معالم الحياة في بلد الحضارات والتقدم في البلد؟ .. ما هذا الصمت أيها الشياطين الخرس حاشى الخيرين منكم أصحاب النخوة والغيرة والشرف، ماذا ستقولون للتاريخ الذي لا يرحم الكبير والصغير ولا يرحم القوي والضعيف منكم، كيف ستنظر إليكم والى تاريخكم الأجيال القادمة؟ .. ماذا ستقولون يوم يدعوكم الداعي فتستجيبون بحمده وقد تعلمون علم اليقين أنه جل جلاله سريع الحساب وشديد العقاب؟".
وأضاف "إن كنتم تخافون وتخشون من أميركا فقد سقطت أميركا في وحل العراق، وهي ما زالت تتدحرج في الهاوية إلى اليوم، انظروا كيف تتعامل اميركا بخوف وحذر شديدين وتتردد بل وتجبن وتتخاذل أحيانًا مع الملف النووي الإيراني الذي سيفاجئ العالم عن قريب بسلاحه النووي، ثم انظروا كيف يتعاملون في موضوع سوريا، وفي موضوع العراق، وحتى في أفغانستان تراجع وتقهقر وخوف وحذر من دورهم الذي كانوا عليه قبل احتلال العراق".
وقال "إن انتصارنا على حلف الغزاة الطغاة البغاة مشهود وبين، انتصرنا وسحقت أميركا في أهم ميادين المنازلة، وهو الميدان العسكري وشواهده كثيرة، هروبهم من العراق وتسليمه إلى إيران، هروبهم في الميدان الاقتصادي الذي مازال يترنح ويهدد بالانهيار، هروبهم في الميدان السياسي".
وأضاف: "وانظروا إلى نتائج الانتصار التاريخي لشعب العراق وانظروا إلى ما بقي بيد الغزاة في العراق، بقيت بيده هذه العملية السياسية البائسة الشوهاء المنفلتة التي تمثل العار الأكبر لأميركا التي جاءت إلى العراق بدعوى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان".
وخاطب الدوري البعثيين وحلفاءهم قائلاً "اعلموا أن العاملين في جيش العملاء فإنهم جزء من جيش العراق الوطني العظيم وأن العاملين في أمن واستخبارات وشرطة حكومة العملاء والخونة هم جزء عزيز من أجهزة الأمن الوطني والقومي إلا ما أدخله الصفويون العملاء من ميليشيات وجواسيس وخونة وطائفيين صفويين في صفوف هذه القوات، فهؤلاء النفر هم وحدهم أعداؤنا وهم وحدهم المستهدفون من مقاومتنا ومقاتلينا والباقي وهم الأساس وهم الاغلبية المطلقة هم أبناؤنا وإخواننا وعليهم المعتمد بعد الله ثم بعدكم في تحرير العراق وسحق المشروع الصفوي البغيض".
وحذر "من التعرض العشوائي لمنتسبي الجيش والشرطة، وهم يؤدون واجبهم الوطني في السيطرات وفي الدوريات، وفي ملاحقة الإرهاب الحقيقي الذي يقتل العراقيين على الهوية". وقال: "اعلموا أن ما يجري اليوم من قتل على الهوية للعسكريين والمدنيين هو من فعل الميليشيات الصفوية حصراً ولا أعتقد أن القاعدة ومقاتليها الحقيقيين لهم فيها يد، وإنما يستخدم اسم القاعدة للتغطية على الجرائم البشعة، ومع ذلك فاني أقول لقيادة القاعدة في العراق وهم إخوتنا في الجهاد شرط إن استهدفوا أعداء العراق وشعبه فقط وإن جاهدوا من اجل تحرير العراق فقط".
واشار الى أن "أي استهداف للجيش والشرطة وكل العاملين المدنيين في حكومة العملاء الذين لم تثبت عليهم خيانة وعمالة وعدوانية على الشعب ومقاومته فهو يصب في مصلحة حلف الغزاة، أي في مصلحة أميركا وإسرائيل وإيران الصفوية وفي مصلحة عملائهم وأذنابهم".
واضاف الدوري متحدثًا: "اقول للدنيا كلها إن حزب البعث منذ ولادته ووفق عقيدته ومبادئه ودستوره وايمانه أعلن حربًا مقدسة ودائمية على الطائفية، وليس على الطوائف وعلى العنصرية والعرقية وليس على الأعراق التي تفرق وتشتت وتقطع أوصال المجتمعات الإنسانية، وإن قصر البعث أو أهمل في مرحلة ما في تطبيق مبادئه وفكره وعقيدته الوطنية القومية الإنسانية فهو تقصير وخطأ يحسب على قياداته وقادته".
وحذر بالقول: "ليعلم الصفويون وليعلم كل من أثرت فيه حملة التضليل والتدجيل والتشويش أن قيادة البعث ومناضليه ومقاتليه سنكون حربًا بلا هوادة على الطائفية والطائفيين وعلى العنصرية والعنصريين وعلى العرقية والعرقيين حيثما يتواجدون". واشار الى أن "ثورة تموز كانت منذ يومها الأول تقض أوكار الفساد والتخلف وتبني وتعمر وتطور فحققت نقلة حضارية كبيرة وفي كل ميادين الحياة رغم الحروب التي شنتها قوى الشر والرذيلة والظلام عليها، وعلى مسيرتها لوأدها أو لإيقاف مسيرتها أو لاحتوائها أو لتدجينها ثم حرفها عن مسارها الوطني التحرري التقدمي الحضاري".
وعن العلاقات الايرانية العراقية في زمن الخميني وحرب الثماني سنوات التي خاضها البلدان، قال عزة الدوري موضحاً "لقد رفعت قيادة ثورة الملالي وعلى لسان قائدها الخميني شعاراً واحداً وهدفاً واحداً وأغمضت عينها على كل أهداف الثورة التي يجب أن تأخذ الأولوية الأولى في مسار كل الثورات في العالم، وهي أهداف تثبيت أركان الثورة في الداخل أولاً، فرفعوا شعار تصدير الثورة إلى الخارج على أن تمر عبر العراق وزينوا وطبلوا لتلك الشعارات والأهداف فقالوا "مسيرتنا إلى تحرير القدس تمر عبر بغداد ومسيرتنا لتحرير مكة ستمر عبر النجف"، وشنوا على العراق حربًا داخلية لتحريك عملائهم وجواسيسهم الصفويين والإيرانيين المجنسين في العراق ثم شنوا حربًا على الحدود وأصرت القيادة الصفوية على تأجيج الحرب وإدامتها حتى جرّعها شعب العراق العظيم السم الزعاف وسحق عنجهيتها وانفلاتها وتهورها وسحق أطماعها ونواياها السوداء ولم ترفع شعار تصدير الثورة ولم تجرؤ على رفعه منذ ذلك اليوم إلى أن تحطمت البوابة الشرقية للأمة في احتلال العراق وتدمير جيشه وشعبه وإيقاف مسيرة ثورته ثم جاءت الطامة الكبرى المؤامرة الكبرى القاتلة"
واشار الدوري الى أن كل تلك المؤامرات قد حاك خيوطها الحلف الشرير نفسه الامبريالية والصهيونية وإيران الصفوية لكي يهيّئ هذا الحلف ويمهد لغزو العراق فورطوا قيادة الثورة وزينوا لها دخول الكويت، وذلك لتأليب الأمة وقواها الفاعلة ضد العراق "واقولها للتاريخ إنه لولا المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ما انتصر العراق في قادسية العرب الثانية على الغزو الصفوي للأمة، ثم كان هدفهم لتحشيد العالم عليه وخاصة القوى الاستعمارية الحاقدة على العراق"، في اشارة الى الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980 و1988.
وأوضح أن القيادة العراقية "ارتكبت انذاك تلك الهفوة التاريخية التي أوقفت المسيرة التحررية التقدمية لثورة تموز التي بنت عليها الأمة الآمال العريضة في تحرير فلسطين وتحرير الامة وتوحدها ثم بناء مستقبلها وحضارتها أمل الأمة الوحيد لتحرير فلسطين الحبيبة والاحواز وكل شبر ضاع واغتصب من أرض العروبة".
واوضح أنه من نتيجة ذلك "عادت عجلة التاريخ إلى الخلف إلى حالة التقهقر والتردي والضياع للامة إلى عصر التمزق والتناحر والتقاطع وعاد الاستعمار إلى العراق والأمة يعيث فسادًا وتخريبًا ودمارًا وسلبًا لحريتها وثرواتها". وقال إن هذا "الذي أراده الغزاة البغاة من غزوهم للعراق فقد دمروا كل شيء فيه قتلوا أكثر من مليوني شهيد وشردوا ودمروا حياة الملايين".
وخاطب الدوري البعثيين قائلاً "عهدًا منا لكم أننا سنواصل الجهاد ونصعد أداءَه وعطاءَه وفي كل ميادين الصراع والمواجهة لسحق ذيول الغزاة وعملائهم وأذنابهم الخونة المارقين المجرمين من الصفويين الفرس أدوات إيران الصفوية التي أوغلت مع أذنابها بدماء العراقيين وبمقدساتهم وحرماتهم ودمرت عيشهم وألغت مستقبل حياتهم في بلدهم".
ودعا "الشعب العراقي وجميع قواه الوطنية والقومية والإسلامية وقوى الأمة الوطنية القومية الثورية المناضلة إلى إقامة وحدة حقيقية للنضال والكفاح والجهاد في كل قطر من أقطار الأمة ثم على صعيد الوطن الكبير للتصدي لقوى الغزو والعدوان الخارجي لأمتنا قبل فوات الأوان، ويستفحل وجود هذه القوى الاستعمارية فتنال من أمتنا وشعبنا مقتلاً يزيد من معاناة الأمة وتخلفها وتمزقها ثم ضياع مستقبل أجيالها".
وقال: "تعالوا نتفق ونتوحد على هدف واحد مبدئي واستراتيجي لجهادنا وكفاحنا لا يختلف عليه اثنان من ابناء شعب العراق وجماهيره الثائرة وقواه الوطنية وهو تحرير العراق من الاستعمار الفارسي الصفوي الذي أوغل في دماء العراقيين وفي أعراضهم وحرماتهم ومقدساتهم."
وجاء خطاب الدوري في وقت ادى انفجار 17 سيارة مفخخة وخمس عبوات ناسفة معظمها في بغداد امس الاثنين الى مقتل 57 شخصاً واصابة حوالى 232 آخرين، ما يرفع عدد قتلى اعمال العنف في العراق منذ بداية تموز (يوليو) الحالي الى اكثر من 800 شخص.
وفيما لم تتبنَّ أي جهة اعمال العنف التي استهدفت معظمها الاثنين احياء تسكنها غالبيات شيعية في بغداد، فقد اتهمت وزارة الداخلية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء هذه الهجمات. واعتبرت الوزارة في بيان أن "البلاد اصبحت في مواجهة حرب معلنة تشنها قوى طائفية دموية تستهدف اغراق البلاد في الفوضى وإعادة إنتاج الحرب الاهلية". ورأت أن "ضخامة وسعة الاعتداءات الارهابية تكشف عن اختراق كبير لجماعات الإرهاب للنسيج الاجتماعي ووجود حواضن بشرية ودعم تتلقاه هذه العصابات على خلفيات طائفية وسياسية".
ويشهد العراق الذي يعيش سكانه على وقع اعمال القتل اليومية منذ اجتياحه على أيدي قوات تحالف دولي قادته الولايات المتحدة عام 2003 موجة عنف متصاعدة حيث قتل اكثر من 2500 شخص بين نيسان (ابريل) وحزيران (يونيو) الماضيين، وفقًا لأرقام الامم المتحدة. وتحمل اعمال العنف طابعًا طائفيًا متزايدًا بين السنة والشيعة في بلاد عاشت حربًا اهلية طائفية بين عامي 2006 و2008 قضى فيها الآلاف.
ومنذ بداية الشهر الحالي، قتل في انحاء متفرقة في العراق بحسب مصادر امنية وطبية وعسكرية اكثر من 800 شخص في هجمات شملت السيارات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة وعمليات الاغتيال والقتل العشوائي. |