صعدة برس-متابعات - القاعدة توحد صفوفها في اليمن المشغول بجراحه
لا يوجد حل صاروخي سحري لمشكلة القاعدة في جزيرة العرب.
تتيح الحرب في اليمن مجالا أوسع لاكثر متشددي القاعدة جرأة لمهاجمة الغرب ورفع معنويات التنظيم بعد فقده زعيمه اسامة بن لادن.
وفيما يزداد تأزم الصراع السياسي الذي تخوضه حكومة الرئيس علي عبد الله صالح من المرجح ان ينعم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بحرية أكبر ليستعل ما عرف عنه من مهارة في تدبير تفجيرات جريئة ومبتكرة.
وليس للتنظيم الذي يقدر البعض انه يضم نحو 300 شخص شأن بانتفاضة الشباب التي تسعى لانهاء حكم صالح المستمر منذ فترة طويلة أو بقوات المعارضة التي اشتبكت مع انصار صالح في العاصمة صنعاء الاسبوع الماضي.
ولكن لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب اهمية دولية لانه يضم أكثر مقاتلي القاعدة جسارة وهو خبير في شن عمليات في الخارج وتصنيع واخفاء عبوات ناسفة متطورة وانتاج دعاية مؤثرة على الانترنت تحرض اخرين على شن هجمات.
وستتنامي قدرته على القيام بجميع هذه الانشطة من مخابيء في مناطق نائية في اقاليم شبوة وابين والجوف ومأرب كلما ازداد انشغال اجهزة الامن في البلاد بالمشاكل السياسية.
وقال جريجوري جونسن المتخصص في الشؤون اليمنية "في ظل انشغال حكومة صالح الكبير بمحاولة التشبث بالسلطة تتسع المساحة التى يمكن لتنظيم القاعدة في جزيرةالعرب ان ينشط بها في الوقت الحالي".
وقال مسؤول بريطاني بارز في مجال مكافحة الارهاب إن اوضاع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب "مقلقة جدا" بما في ذلك طموحاته لتوجيه ضربة خارج اليمن في الدول المجاورة له وما وصفه بجهود تشكيل شبكات في شرق افريقيا واوروبا.
وقال "اخترقوا انظمة الطيران العالمية ولديهم خبراء اكفاء جدا في (تصنيع) المتفجرات ونعتقد انهم اكثر كفاءة من خبراء القيادات البارزة لتنظيم القاعدة".
وقال المسؤول ان القاعدة تعمل في "دولة في سبيلها للانهيار تحول اهتمام جهازها الامني.. لامور اخرى تحديدا الابقاء على النظام مما اوجد مناطق في اليمن تقلصت فيها سلطة الحكومة عما كانت عليه قبل عام".
ويوم الخميس قتل أكثر من 40 يمنيا في رابع يوم من الاقتتال عقب انهيار اتفاق لتنحي صالح ينهي أربعة أشهر من الاضطرابات.
ويؤدي انهيار كامل فى سلطة الدولة لتفاقم مجموعة من المشاكل تقلق اليمنيين أكثر من تنظيم القاعدة من بينها الفساد والجريمة والبطالة وضعف امدادات المياه.
ولكن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يأتي في مقدمة المخاوف الامنية للغرب.
وصرح صالح الاسبوع الماضي ان القاعدة كثفت هجماتها خلال الاشهر القليلة الماضية ولكن التنسيق مع واشنطن في محاربة الارهاب كان يسير بشكل جيد.
ويقول منتقدوه إن سوء إدارته ادى لمجموعة من المشاكل قادت للتشدد الإسلامي للدرجة التي تجعل من نهاية حكمه مكسبا لقضية مكافحة الارهاب.
وقالت ندوى الدوسري رئيسة منظمة شركاء اليمن وهي جماعة تهدف لمنع المنازعات تعمل مع المجتمعات القبلية "استمراره في السلطة يسهم فحسب في الاسباب الرئيسية الكامنة وراء تنامي قوة القاعدة في اليمن.. نقص الفرص والفساد وقمع الحريات والحقوق وقتل مواطنين يمنيين بحجة محاربة القاعدة."
وقالت "اذا بقي سيحبط الشبان الذين يتظاهرون الآن وربما ينضمون للقاعدة في جزيرة العرب او لمجموعات اخرى تمارس التهريب او في عصابات وفي تهريب المخدرات او امراض اجتماعية اخرى".
وتنتشر اراء مماثلة لرأي الدوسري ولكن محللين يحذرون من انه في حالة تنحي صالح فان من سيخلفه سيتعرض لنفس الضغوط من الغرب للتصدي للقاعدة.
ويبقي بدون جواب سؤال عما اذا كانت سياسة الحكومة الحالية ستتغير كثيرا في ظل قيادة جديدة.
ويشعر كثيرون ان التركيز الاكبر على تحسين إدارة الامن والقضاء سيكون أكثر تاثيرا من هجمات صاروخية امريكية من آن لاخر تسمح بها الحكومة او تتغاضى عنها.
وقال جونسن "لا يوجد حل صاروخي سحري لمشكلة القاعدة في جزيرة العرب في اليمن".
وصرح لرويترز "إذا استمرت الولايات المتحدة تنتهج استراتيجيات تركز فقط على قتل قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب دون ان تربط ذلك بتوجه سياسي وتنموي اكثر قوة ودقة فانها ستواصل حصد مكاسب قصيرة الاجل على حساب تحقيق استقرار طويل الامد".
وتحقيق تقدم دائم في مكافحة الارهاب سيظل امرا بعيد المنال في بلد غالبا ما تقتصر فيه سلطة الدولة على المدن الكبرى والطرق الرئيسية وحيث عادة ما تهيمن القبائل على الجبال والوديان والصحاري المحيطة بها.
وقالت باربرا بودين التي عملت سفيرة للولايات المتحدة في الفترة من عام 1997 إلى عام 2001 لرويترز "ضرر الطائرات بدون طيار اكثر من نفعها ورغم مشاعر الاحباط فان الامر يتعلق في هذه الحالة بتوفير التدريب ودعم القدرات المحلية وليس الاضطلاع بالمهمة بانفسنا".
وما من معلومة مؤكدة عن نطاق انشطة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ولكن محللين يرتابون بانها تبالغ في تقدير وجودها على ارض الواقع.
وفي الشهر الماضي قال رجل دين من التنظيم انه يتنامى في محافظة مأرب ويبسط سيطرته علنا في محافظة شبوة.
ويقول فرناندو كارفاجال الخبير في شؤون اليمن بجامعة اكستر البريطانية ان القادة الدينيين في مأرب لن يتوانوا عن طرد عناصر القاعدة من المنطقة اذا اضحوا عبئا على العلاقات داخل المجتمع.
لندن - من وليام ماكلين
متخصص غربي في الشؤون اليمنيةعن ميدل ايست اولاين |