صعدة برس - كثيراً ما نسمع عن طالبات تعرضن للضرب والشتم الجارح من قبل معلماتهن أو حتى مديرات مدارسهن وكثيراً ما يتعدى هذا الضرب حدود المعقول وفق قواعد التربية ليصل حد الاستمتاع بتأوهات الطالبة وصرخات استغاثتها تحت رحمة سوط هذه المعلمة أو تلك المشرفة والمديرة التي تحولت في لحظة ما إلى جلاد يمارس هوايته المفضلة بأعلى درجات المتعة.. وفي ظل وجود عديد من الشواهد تبدو بوادر المرض النفسي بادية للعيان لدى البعض ممن يمارسن السادية بدواعي التربية والتقويم السلوكي خصوصاً في الحالات التي يتم توجيه الضرب فيها مباشرة وبشكل معتمد على المواضع الحساسة من أجساد الطالبات مع التلذذ بنعتهن بألفاظ لا يصح أصلاً استخدامها في التخاطب داخل الحرم المدرسي.. ولنكون على اطلاع بالحقيقة وتزامناً مع قرار وزارة التربية بمنع الضرب في المدارس دعونا نخوض في تفاصيل هذا التحقيق الذي يكشف لنا الكثير مما نريد معرفته في هذا السياق وعلى ألسنة الطالبات أنفسهن وبعض من المعلمات.
< تحقيق : رندى العامري
مدارس أم حظائر؟
< تقول عائدة سالم معلمة ثانوية: يا أختي لا توجد لدينا مدارس حقيقية وما هو موجود يشبه حظائر الماشية من حيث الأعداد والمساحة التي تصل في بعض الأحيان إلى 120 طالبة بالفصل الواحد وهو ما يؤدي إلى حدوث إزعاج وتوتر لدى المعلمة أو المعلم لقيام الطالبة بإحداث نوع من الحركة كالحديث مع زميلاتها فتقوم المعلمة بضربها ونتيجة لأن مدارسنا حظائر كما قلت ففي الغالب يتم ضرب الطالبات أثناء تزاحمهن بالسلالم من أجل إفساح الطريق أو في الساحة من أجل تنظيم الطابور ولا توجد وسيلة أخرى في ظل هذا الازدحام يمكن أن تحل محل الضرب.
دهف ولطم ونزع براقع
< الطالبة أروى عبد الفتاح طالبة في ثالث ثانوي تحدثت مؤكدة وجهة نظرها : أنا ضد العقاب الذي يهين كرامتي وينتهك انسانيتي.. يجب على المعلمة أو المديرة عندما تقوم بالعقاب الجسدي أن تراعي حرمة الجسد وإذا كان ضرورياً فليكن في أطراف اليد وليس في الظهر أو في الساق أو في البطن كما أني ضد العقاب الذي تقوم به بعض المشرفات من خلال الدهف ونزع الحجاب أو اللطم أو شد الشعر أو الثدي أحياناً وغيره فهذه الوسائل الهمجية في العقاب يجب أن تضع التربية قوانين لمعاقبة من يقوم بها لأننا جئنا لنتعلم وليس من أجل أن تهان كرامتنا.
أتحداكم ..!!
< افتكار قائد وكيلة مدرسة قالت : أنا ضد قرار وزارة التربية بمنع العقاب أو الضرب لأنه لا توجد تربية بدون عقاب ومن اتخذ هذا القرار ليس لديه تجربة أو خبرة في الميدان التربوي.. وأنا أتحدى أي واحد منهم ينزل ويدير مدرسة حكومية لمدة يوم واحد بدون أن يستعمل العصا.. يا أختي قولي لهم يبطلوا فلسفة وقرارات عشوائية.. إذا أرادوا أن يمنعوا العقاب يبدأون أولاً بتخفيف الازدحام وتوفير فصول نموذجية لا يتعدى فيها عدد الطالبات 25 طالبة ثم بعد ذلك ممكن نتحدث عن منع العقاب.
بالطو يفتح بسهولة
< أمل حامد طالبة في الصف الثاني الثانوي بمدرسة حكومية قالت: أنا ضد العقاب لأن المعلمات أصبحن يتفنن في ممارسة العقاب واختلاق الأعذار من أجل معاقبة الطالبة فأنا في أول يوم من الدراسة حضرت بزي مدرسي فيه أزرار من الأمام فقالت لي المشرفة إن هذا عيب لأنه يمكن فتحه بسهولة فقلت لها لا يوجد معي غيره فحرمتني من الكتب وقالت لي بأنها لن تعطيني الكتب إلا عندما أغير الزي فقلت لها لن أغيره فقامت وأخذت عصا وضربتني في كل أنحاء جسدي واتهمتني بأني لست طالبة علم وإنما بنت شارع.
محاذير المراقص وقاعات الأفراح
وتضيف زميلتها أحلام : هذه المشرفة نفسها شاهدت العام الماضي خصلة من شعري ملونة فأوقفتني بالإدارة وطلبت مني إحضار ولي أمري بحجة أن هذه مدرسة وليست قاعة أفراح ولا منتزها للرقص وعندما رفضت إحضار ولي أمري على شيء تافه كهذا أقسمت يميناً أني إذا حضرت في اليوم الثاني بدون ولي أمري فسوف تقوم بقص شعري بالمقص فأضطررت إلى ادعاء المرض لمدة أسبوع وعندما حضرت وكانت قد نسيت المشرفة ولم يحدث لي شيء.
تركت الدراسة لانها بشر
< (ع. م) قالت : شقيقتي تركت الدراسة بسبب عنف المعلمات ففي إحدى المرات جاءت إحدى المعلمات ومسكتها بالأذن وجلست توبخها وتقول لها يا حمارة يا كسلانة يا غبية فغضبت أختي وصفعت المعلمة وتم فصلها من المدرسة ورفضت أختي الدراسة في مدرسة أخرى والسبب هو العقاب ولهذا أنا ضد العقاب لأننا بشر وليس مواشي.
ضرب جماعي
< طالبة أخرى من نفس المدرسة رمزت لاسمها بـ (ش. س) قالت إن طالبتين في نهاية العام الماضي تعرضتاً لعقاب تجاوز حدود كرامة الإنسان حيث قامت المديرة بإيقاف الطالبتين في الساحة أمام الطابور ونادت على بقية الطالبات بأن يقمن بضرب الطالبتين من الخلف أثناء دخولهما إلى الفصل وفعلاً قامت كثير من الطالبات بضرب الطالبتين من الخلف بصورة مهينة ووقحة لدرجة أن إحدى هاتين الطالبتين لم تحضر المدرسة منذ ذلك اليوم ورفضت دخول الاختبار وفي هذه السنة انتقلت هاتان الطالبتان إلى مدرسة أخرى.. فهل هذه تربية أم وقاحة وقلة حياء.
الضرب في أماكن حساسة
< رويدا طالبة في الصف الثالث الثانوي قسم علمي قالت : نحن بشر ولسنا حيوانات .. لدينا عقول ونفهم فلماذا نعاقب بالضرب كالحمير.. إذا لم تعرف الطالبة الاجابة تقوم المعلمة بمعاقبتها جسدياً وتهزئها لفظياً وإذا ذهبت واشتكت للمديرة بدورها تقوم المديرة بضربها، مرة أخرى والمبرر لماذا اشتكت وصراحة هناك كثير من هؤلاء المعلمات ينتظرن أي هفوة من الطالبة ليقمن بضربها وفي أماكن حساسة من جسدها وكأن المعلمات يتلذذن بالضرب والتجريح الموجه للطالبات.. وبالنسبة لي فأنا ضد الضرب وضد العقاب البدني إلا عند الضرورة ففي إحدى المرات رفضت عقاب المعلمة لأنها دخلت فوجدت حالة هرج ومرج بالفصل فقررت عقابنا جميعاً وهذا ظلم وعندما رفضت شتمتني بألفاظ بذيئة وتجمعت المعلمات، بعدها قمن بشد ثيابي وإسقاطي على الأرض وحملنني إلى الإدارة وهناك رفض الجميع الاستماع لأي كلمة مني لكني صممت أيضاً ألا أفتح يدي للعقاب وبسببها طردوني من المدرسة بحجة أني قليلة أدب، وبعد عشرة أيام توسطت وكيلة مدرسة أخرى عند المديرة وتمت اعادتي للمدرسة وهذا بنظري استبداد وظلم.
هذا كان زمان
< هناء مسئولة ادارية على وشك التقاعد قالت: يا شيخة هذا كان زماناً أيام ما كان المعلم يعاقب الطالب أما الآن فنحن بحاجة إلى منع عقاب المعلم من قبل الطالب فالمعلمة مثلاً لا تستطيع أو بالأصح لا تجرؤ أن تقوم بمعاقبة الطالبة إلا في الصفوف الأولى وفي مدارس البنين كذلك الوضع بل وأسوأ فقد أصبح المعلم إذا رأى طلاباً في الشارع هرب هو إلى الشارع الثاني خوفاً منهم ونحن لهذا السبب نطالب بقانون يمنع اعتداء الطلاب على المعلم وليس العكس.
تقشير بالليفة والبترول
< (س. م) طالبة رفضت الكشف عن اسمها خوفاً من عقاب مديرة المدرسة قالت : أنا ضد العقاب بكل أنواعه وعندي تجربة في هذا الجانب فقد صرت أكره الدراسة والمدرسة والسبب أن مديرة مدرستنا حطمت الرقم القياسي في ممارسة التلذذ بالتعذيب والعقاب.. وكل الحكاية أنني في إحدى المرات تأخرت عن دخول الفصل بعد الاستراحة فأخذتني المشرفة إلى المديرة التي بدورها أمرت الفراشة بأن تحضر مادة البترول وتقوم بإزالة نقش الحناء من يدي وما بقي قامت بتقشيره بالليفة الحديدية حتى تورمت أصابعي ونحن مازلنا إلى اليوم نعيش بالمدرسة في حالة رعب وهناك بعض الطالبات يتعرضن لعقاب أشد مما تعرضت له أنا وللأسف - إلى الآن- لم يستطع أحد تغيير هذه المديرة لأنها مدعومة من مسئول كبير.
الاختباء في الحمام
< سامية صف ثاني ثانوي تحكي عن قصة زميلة لها فتقول: في إحدى الحصص لم تحل زميلتي الواجب وخوفاً من شتم وسب المعلمة لها دخلت دورة المياه ولم تخرج إلا في نهاية الحصة وعندما اكتشفت الأخصائية أنها لم تدخل الحصة قامت بمعاقبتها أشد العقاب واتهمتها بأنها سيئة الأخلاق وأن جلوسها في الحمام لم يكن خوفاً من المعلمة وإنما من أجل الـــ......، بعد ذلك أمرتها أن تظل واقفة في اتجاه الحائط وظهرها في اتجاه الطالبات وطلبت منها أن ترفع إحدى رجليها إلى نهاية الدوام ولم تكتف بذلك ففي اليوم الثاني طلبت منها الأخصائية أن تنظف دورة المياه وعندما رفضت الطالبة تنفيذ الأوامر تجمعت عليها المشرفات وقمن بضربها وشتمها وفي اليوم التالي جاء مسلحون من أسرة الطالبة واقتحموا المدرسة وأطلقوا النار وبهذلوا بالأخصائية ونزعوا عبايتها ومزقوها وسحبوها على الأرض ولولا تدخل المعلمات للقيت مالا لراحت في داهية فقد كانوا يريدون أن يختطفوها وبعد ذلك جاء أمر بنقل الأخصائية من المدرسة وتم إعادة الطالبة للدراسة فالعقاب بنظري يجب أن يكون على قدر الخطأ.
نهاية لعبة الثعبان
< (ص. ح) طالبة في الصف الأول ثانوي تقول : أنا أرى أن يكون العقاب بنفس درجة الخطأ ولكن بعض المعلمات يبالغن بالعقاب فأنا -مثلاً- في إحدى حصص التعبير مللت من الدرس فأخرجت التلفون وجلست ألعب لعبة الثعبان فرأتني المعلمة وجاءت وأخذت التلفون ولفقت ضدي تهمة وادعت بأني أشاهد صور قلة أدب واستدعت المديرة فقامت المديرة بمعاقبتي باللطم والصفع وأخذت التلفون وكسرته وفي الحقيقة أنا ضد هذا العقاب المبالغ فيه لأنه يخلق الحقد والكراهية عند الطالبة وبشكل كبير للمعلمة والمديرة.
م/المستقلة |