صعدة برس-فزع الأمة-د.علي مطهر العثربي -
فزع الأمة
د.علي مطهر العثربي -
إن الحادث الإجرامي الإرهابي الذي نفذته أيادي الغدر والخيانة في جامع النهدين قد حرك أبناء اليمن في الداخل والخارج، وجعل من كل يمني ويمنية غيوراً على دينه ووطنه في حالة من الغليان التي لا مثيل لها في تاريخ الحياة السياسية، لأن بشاعة الجرم لم تترك فرصة لأحد من أبناء اليمن للهدوء فهب الناس في الداخل والخارج كل صوت فيهم يحاول الاطمئنان على رمز الوطن وسلامته، ومرت ساعات بالغة الصعوبة على الملايين، لأنهم يدركون بأن رئيس الجمهورية، حفظه وعافاه الله سبحانه وتعالى يؤدي الصلاة في ذلك الجامع ومعه كوكبة من رموز البلاد الوطنية، بل ان البعض لم ينتظر رد الهاتف أو بيان المصدر الرئاسي فأخذته أقدامه صوب المكان، وكان لذلك الحضور وذلك التفاعل دلالة وأبعاد وطنية ودينية وإنسانية عبرت عن المكانه العظيمة التي احتلها رمز البلاد وقائدها علي عبدالله صالح في قلوب أبناء اليمن الواحد الموحد.
لا يستطيع أحد أن يصف حالة القلق والخوف التى أصابت أبناء اليمن عقب ذلك الحادث الإجرامي الإرهابي ليس على نفوسهم أو أبنائهم أو اقربائهم أو أي فرد آخر ولكن كل ذلك الخوف على رمز الأمة وصانع مجدها الرئيس الصالح المواطن الأمين الناجح علي عبدالله صالح لأن كل يمني غيور كان ينظر إلى ذلك العدوان الغادر والفاجر ليس استهدافاً لشخص بقدر ماهو استهداف لأمة بأكملها ولم يطمئن الناس في الداخل والخارج لأية بيانات، ولم يهدأ لهم بال أو يسكن روعهم غير سماعهم لرمز هذه الأمة وهو يحدثهم بكلمات الإيمان بالله والوثوق والاعتصام بحبل الخالق جل وعلا وقال لهم بالحرف الواحد : أنا بخير مادمتم والوطن والوحدة بخير وتصوروا ملايين الدموع التي انهمرت وأكف الضراعة إلى الله جل جلاله التي ارتفعت إلى السماء حامدة وشاكرة لله على سلامة الرمز المؤمن بالله العظيم.
إن فزع تلك الملايين العظيمة التي مثلت الضمير الوطني والديني والإنساني بيان عملي للعالم بأن علي عبدالله صالح أمة وان استهدافه غمة، وان الله سبحانه وتعالي قد أحبه فحفظه وحماه لهذه الأمة، فهل من دليل أعظم من هذا البيان الإلهي ؟ وأنني هنا اترحم على أروح الشهداء العظماء الذين استشهدوا في قبلة الجامع وهم يؤدون الصلاة وارجو من العلي القدير ان يسكنهم فسيح جناته ويلهم الشعب الصبر والسلوان وان يجعل بشفاء رموز الوطن الاخيار وان يكون هذا آخر أحداث الشر في اليمن بإذن الله .