صعدة برس-متابعات - تعرض العميد الركن عبد الكريم الصيادي, قائد اللواء 105 مدرع, المرابط في منطقة "المدافن"- محور الملاحيظ بمحافظة حجة, لحصار استمر ساعات, في مقر القيادة, من قبل عشرات الجنود, الذين اعلنوا حالة من التمرد, داخل اللواء, احتجاجاً على إيقاف مرتبات عدد من المنتدبين منهم, واحتجاجا أيضاً على قرار اصدره, في وقت سابق, العميد الصيادي, قضى بإيقاف كاتب اللواء.
وقالت لـ"الشارع" مصادر متطابقة داخل اللواء إن الجنود المحتجين أطلقوا النار على مقر قيادة اللواء, وأخذوا يرمونها بالأحجار, ويهتفون شعارات مطالبة برحيل العميد الصيادي وتعيين ضابط آخر في قيادة اللواء.
وذكرت المصادر أن عشرات الجنود المنتدبين قادوا عملية التمرد احتجاجا على إيقاف قائد اللواء لمرتباتهم كونهم لا يحضرون الى اللواء ويعملون كمرافقين مع شخصيات قبلية وعسكرية عدة, بناء على توجيهات قيادة المنطقة العسكرية الخامسة.
و طبقاً للمصادر, فقد ساند عدد من الجنود هؤلاء المنتدبين في احتجاجهم, وهو الأمر الذي جعل اللواء يقع تحت حالة من الفوضى والتمرد.
وأوضحت المصادر أن الجنود حاصروا قائد اللواء في مكتبه داخل مبنى القيادة من الثامنة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً, حيث تم رفع الحصار بعد وساطة قام بها ضابط عسكري كبير من خارج اللواء.
وقال لـ"الشارع" مصدر عسكري رفيع, كان حاضراً في هذا اللواء خلال عملية التمرد: "عشرات الجنود المنتدبين, احتجوا على قرار العميد الصيادي, بتوقيف كاتب اللواء عن العمل, وتكليف مندوبين آخرين بالقيام بعملية صرف الرواتب والمستحقات المالية, كما احتجوا أيضاً على توقيف رواتبهم بناءً على قرار العميد الركن محمد راجح لبوزة, قائد المنطقة العسكرية الخامسة, المرابطة في محافظة الحديدة".
وأوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن ضابطا يحمل رتبة عقيد وصل الى مقر قيادة اللواء وعمل, مع ضباط وجنود أخرين من اللواء, على تهدئة الموقف, واحتواء التمرد, حيث جرى الاتفاق مع الجنود المحتجين على تنفيذ قرار قائد اللواء القاضي بتغيير كاتب اللواء, وصرف رواتب جميع الجنود, مع استمرار عمل لجنة الشيكات المشكلة من قيادة المنطقة العسكرية الخامسة لمراجعة أوضاع الجنود المنقطعين.
و أفاد المصدر بأن عدداً من الجنود المحتجين اعترضوا هذا الضابط بحجة أنه ليس من قوام اللواء؛ غير أنه رد عليهم بأنه يقوم "بواجب الزمالة في احتواء المشاكل وحقن الدماء, ثم تمكن من تهدئة الوضع واحتواء التمرد داخل المعسكر".
وأوضح المصدر أن "قرار العميد لبوزة تضمن توقيف مرتبات الجنود غير العاملين, وإعادة النظر في القوات غير العاملة, المتمثلة في الجنود المفرغين, والمعيات والمرافقين, وهو ما أثار حفيظة العشرات من هؤلاء الجنود الذين رفضوا هذا القرار, وقاموا بمحاصرة قائد اللواء 105, وإطلاق النار عليه, والمطالبة برحيله, وتعيين بدلا منه".
ونفى المصدر صحة المعلومات التي قالت إن قائد اللواء, العميد الصيادي, استجاب لمطالب الجنود المحتجين, والمطالبين بوقف قرار إيقاف كاتب اللواء, وصرف مرتبات الجنود المنقطعين عن العمل.
وقال المصدر: "لا صحة لهذه المعلومات قرار إيقاف الكاتب أصبح ساري المفعول, والكاتب غادر مقر اللواء ويتواجد حالياً في مدينة الحديدة, وتم تكليف عدد من المندوبين الماليين بصرف الرواتب للجنود".
وأضاف: "في اعتقادي أنه تم صرف رواتب الجنود الذين أثاروا هذه القضية, وقاموا بمحاصرة قائد اللواء وهذا في اعتقادي من نتائج دمقرطة المؤسسة العسكرية, وما حدث في هذا اللواء, وغيره من الألوية العسكرية التي تشهد أعمالا مشابهة, ما هو إلا نتيجة للحريات التي أدخلت على الألوية والمؤسسات والقطاعات والوحدات والمناطق العسكرية في ربوع الوطن".
ومساء أمس, اتصل بصحيفة "الشارع" قائد اللواء 105 مدرع, العميد الركن عبد الكريم الصيادي, وأكد ما حدث في معسكر اللواء, وقال: "أربعة ضباط قادوا عملية التمرد, يقودهم كاتب المرتبات, الذي تم إيقافه عن العمل , ولم يتم تغييره. علمت من الجنود أن أول من أطلق النار في الهواء وعلى القيادة هو كاتب المرتبات, وبعدها أخذ كثير الجنود المحتجين يطلقون الرصاص من أسلحتهم الشخصية في الهواء, وقد وجهت المرافقين التابعين لي بعدم الرد على إطلاق النار, وبقيت داخل مكتبي تحاشياً لأي احتكاكات. تعاملت مع الموقف بكل عقلانية, بعد أن تبين لي أنهم دفعوا بهؤلاء الجنود للقيام بما قاموا به".
وأضاف: "استعان هؤلاء الضباط الأربعة بالعشرات من خارج اللواء تربطهم صلة القرابة والمناطقية والصحبة, بعد أن فشلوا في عملية استعطاف جنود اللواء, والذي دافع عني هم قادة الكتائب والضباط وجنود اللواء, وهم من تصدوا لهذه المؤامرة".
وتابع: "أنا لم استجب لمطلبهم, بل أعطينا, وفقاً للتوجيهات, فرصة ومهلة لهؤلاء المنتدبين والمنقطعين لتصحيح أوضاعهم. وبالنسبة للجنود المتغيبين فقد وجهت بصرف مرتباتهم إذا وصلوا الى معسكر اللواء, وتم صرف مرتبات الكل. سامحتهم وطلبت من مندوب الاستخبارات عدم اعتقال أي شخص, وقلت لهم: سامحكم الله, يجب أن تعرفوا أنهم ورطوكم, وأنا القائد الوحيد الذي مكتبي مفتوح من الصباح وحتى الثانية عشرة ليلاً, وتلفوني مفتوح في أي وقت ولكل الجنود, فهم أبنائي وإخواني...".
وزاد: "ما حدث هو نتيجة الفوضى التي نعيشها في معسكرات الجيش منذ عام 2011؛ إذ لم يعد بإمكاننا, كقادة للألوية والمعسكرات, أن نوقف المتجاوزين, وتصحيح الوضع, وهذا بسبب الانعكاسات السياسية التي تعيشها البلاد, وقيادة المنطقة العسكرية الخامسة لم توجه بإيقاف المرتبات, بل وجهت بتشكيل لجان تتولى عملية النزول الميداني لكل الوحدات العسكرية وصرف المرتبات للأفراد يداً بيد".
وأشاد العميد الركن الصيادي بالعقيد عبد الكريم الورافي, الذي وصل الى اللواء واحتوى المشكلة.
وقال الصيادي إن "الورافي يحظى بمكانة كبيرة داخل اللواء, وعندما وصل استحى منه كثير من الجنود". |