صعدة برس-متابعات - يحيى السدمي: أكد مسؤول يمني رفيع أن الحملة الأمنية التي تنفذها وحدات من قوات الجيش وأجهزة الأمن المختلفة منذ ما يزيد على أسبوعين في صنعاء ومعظم المدن اليمنية, حققت نجاحات كبيرة سواء على صعيد محاصرة المظاهر المسلحة أو الحرب التي تشنها السلطات على تنظيم "القاعدة".
وكشف المسؤول, الذي فضل عدم الكشف عن اسمه, لصحيفة "السياسة الكويتية ", أمس, عن أنه "تم القبض على عدد كبير من الإرهابيين الذين نفذوا عمليات الاغتيالات بحق ضباط في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) والقوات المسلحة والأمن, بينهم خمسة يشكلون خلية تم القبض عليهم في محافظة حضرموت شرق اليمن حيث اغتالوا ثمانية ضباط, كما ألقي القبض على ثلاث خلايا تابعة للتنظيم في صنعاء كانت تخطط لعمليات إرهابية, وخلايا أخرى تم القبض عليها في محافظات أخرى", مشدداً على أن ملاحقة عناصر "القاعدة" هي عملية مستمرة لا هوادة فيها.
وأوضح أن الحملة الأمنية لا علاقة لها بالمخاوف في الشارع اليمني من اتساع رقعة المواجهات بين الحوثيين والسلفيين من منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن إلى مناطق أخرى من بينها صنعاء, مشيراً إلى أنها "لتهيئة مرحلة مقبلة ترتكز على الأمن والاستقرار واستعادة هيبة الدولة والنظام والقانون".
وأكد أن "الحملة حققت نتائج هامة فلم يعد هناك مظاهر مسلحة في صنعاء أو المدن الأخر, وان الأطقم العسكرية والأمنية تلاحق المسلحين وتصادر أسلحتهم, وانخفض معدل ارتكاب الجريمة كما انخفضت عمليات الاغتيالات التي كانت تتم في صنعاء وغيرها من المدن".
واستبعد المسؤول اتساع المواجهات الجارية بين الحوثيين والسلفيين في دماج إلى محافظات أخرى, مضيفاً "هناك تهويل كبير وتأجيج إلا أنه ليس بإمكان الجانبين القيام بشيء, والمشكلة بينهما منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود وفي منطقة جغرافية محدودة لا يمكن أن يتجاوزاها, ومشكلة دماج بالذات هي بسبب وجود معهد دار الحديث التابع للسلفيين الذي يتوافد إليه طلاب من العالم كله".
واعتبر أن "وجود طلاب أجانب من مختلف أنحاء العالم في المعهد بصفات مختلفة ناتج عن المرحلة الماضية وتهاون بعض الأحزاب وتبدل التحالفات إضافة إلى أسباب أخرى", مشيراً إلى "أن هذه المشكلة جاءت في هذا الظرف في محاولة لإرباك مخرجات مؤتمر الحوار وسعي الجانبين إلى تحقيق مكاسب سياسية".
وأضاف "إن ما يقوم به الطرفان هو مدفوع الثمن وناتج عن تعبئة خطأ وينفذان حرباً بالوكالة لصالح أطراف أخرى".
ميدانياً, أكدت مصادر قبلية في دماج لـ"السياسة" أن طالبا صوماليا يدرس في معهد دار الحديث قتل أمس وأصيب خمسة من أبناء دماج بالقصف الحوثي المتواصل على المنطقة, ما يرفع عدد قتلى الطلاب الأجانب إلى ,22 رغم وجود اللجنة الرئاسية في محافظة صعدة منذ أيام, في محاولة لإيقاف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين.
واتهم مصدر سلفي في تصريح لـ"السياسة" الحوثيين بمنع اللجنة الرئاسية والصليب الأحمر الدولي وفريق حقوقي وإعلامي من العودة إلى دماج, مؤكداً أن "قبائل حلف النصرة الموالين للسلفيين أكملوا حصارهم على محافظة صعدة من مختلف الجهات, حيث قطعوا الطريق من جهات الملاحيظ والجوف والبقع وحاشد".
واضاف "إن القتال بين الجانبين في منطقة كتاف اشتد خلال اليومين الماضيين وارتفع عدد قتلى السلفيين إلى أكثر من 40 في مقابل عشرات القتلى من الحوثيين".
في غضون ذلك, أفادت مصادر محلية أن 400 مقاتل من أنصار السلفيين وصلوا إلى منطقة حوث في حاشد لقتال الحوثيين, قادمين من محافظات إب وتعز وصنعاء والمهرة وذمار وشبوة والحديدة, في حين أن 150 مقاتلا في الطريق إلى حوث, فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن عددا من مساجد منطقة الحضن بمحافظة أبين جنوب اليمن شهدت محاضرات لنصرة دماج وتم فتح باب التسجيل للجهاد ضد الحوثيين.
من جهة أخرى, أعلن "حزب المؤتمر الشعبي" وحلفاؤه, في بيان, رفضهم رؤية "الحزب الاشتراكي" لضمانات ما بعد الحوار, التي تطالب بحل مجلسي النواب والشورى وتحويل مؤتمر الحوار إلى جمعية تأسيسية.
وأكد "حزب المؤتمر" أن تلك الرؤية تهدف للانحراف بمؤتمر الحوار عن مساراته والانقلاب على الوحدة بمشاريع للتجزئة ومحاولة فرض رؤى بعيداً عن التوافق الوطني, وتمثل هروباً من الاستحقاقات الديمقراطية ونصوص المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتخالف الدستور والقانون والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والنظام الداخلي لمؤتمر الحوار. |