|
|
|
صعدة برس-متابعات - هشام المشرمة : ملاحظة: كُتب هذا قبل تصريح جمال بن عمر الذي قال فيه إن الأمم المتحدة تدخلت وفرضت شروطها في اليمن ولم تكن محايدة، وهو ما يؤكد كل ما ورد في هذه الدراسة التحليلية بالكامل.
لقد دفُعت الدولة اليمنية إلى خانة ضيقة جداً، فأصبحت أمام انتحار ذاتي!! فهي لا ترعى حواراً سياسياً بهدف التوافق الوطني في خدمة الأهداف الوطنية، بل تفاوضاً بينها وبين أطراف دولية! سيلغي كيانها ويسقط هويتها في نفق لن تستطيع الخروج منه بسهولة وبنفس الوقت تعمل على شرعنة سلبها لكافة خيارات الدفاع والقرار السيادي وتسقط حتى حقوق الشعب التي قامت لأجلها!! فتحنيط الجيش والانحياز لصالح أطراف بعينها على حساب الدولة وتاريخها مضاف إليه تجميد المؤسسات والأجهزة الديمقراطية والتشريعية والتنفيذية والرقابية عن العمل بحُجة تهيئة الحوار محال أن تحدث في أي بلد في العالم يرعى حواراً سياسياً بين أطراف محلية!!
مرحباً بكم في عصر الخداع الشامل!
الحقيقة التي ترينا جسدها المشوه ـ في مؤسسة التعري والإغراء ـ تقول إنه ما من حوار وطني شامل هنا أو هناك، وإنما تمويه وخداع شامل لعمليتي تقسيم اليمن جغرافياً وإلغاء كيانه من الخارطة!! وهذا ما ستوضحه دراستنا التحليلية بالتفصيل:
الحرب الأهلية..
فظيع جهل ما يجري
الترويج لمخرجات الحوار على أنها المخرج الوحيد لليمن، شعار مضخم تم تضخيمه بأيادي من ضخموا شعار "الربيع العربي". هناك قضية جوهرية يحاول فريق التضخيم الدعائي إخفاءها، تقول: إن الحوار الوطني خُطط له أن يصبح كذلك (أي أن يكون البديل له الحرب في حين كانت الحرب عبارة عن شبح قضت عليه المبادرة والآلية المزمنة بكلام واضح يقوم على نقل السلطة سلمياً ثم العودة للانتخابات الديمقراطية) وهذا ما ينفي أن الحوار هو الحل الوحيد والأخير لأن المتفقين والضامنين وضعوا النهاية واضحة وهي انتخابات ولم يرهنوا ذلك بمخرجات الحوار ولاهم يحزنون، فلماذا يجري تزييف الحقائق ولماذا صدق الناس أن الحرب الأهلية ستقع بعد المبادرة الخليجية؟؟ لسببين، الأول: أن القوى الوطنية هدفت إلى شرعنة المبادرة الخليجية عن طريق مراضاة من تضرروا منها (الشباب، الحوثيون، الحراك) وفقدوا مجال تطبيق أهدافهم وهو مجال الساحة والشعارات الرنانة، فلجأت إلى تنسيم الانتفاخ التعبوي الحاصل في الساحة عن طريق إقامة حوار وطني للقوى الوطنية ومن ثم إنشاء شبكة من الخيام في الجمهورية لنفس الغرض مع ملاحظة خطورة هذه الشبكة في أنها وفرت على أجهزة المخابرات الدولية الوقت الكبير في دراسة أفكار الأفراد الفاعلة في المجتمع عن طريق إشراكهم في تلك الخيام.
هذا اللجوء كان مدفوعاً بشعار مضخم يقول: إن البديل للحوار هو الحرب، وللأسف أن القوى والنخب الوطنية بصورة وبأخرى ساعدت في نشر الشعار، فوقعت في فخ كبير، وكان من المنطق أن نقول: ما هي الحاجة للحرب طالما والأطراف المتصارعة (اللقاء المشترك، والسلطة وأحزاب التحالف) وافقت على المبادرة الخليجية ولم ترفضها؟! ولم تعلن الحرب عليها؟! والأسئلة المنطقية هنا تقول: هل كانت المبادرة هي الحل أم هي طريق الحل؟ إذا كانت الحل المرضي للجميع فما الحاجة لحرب إذاً؟ أما إذا كانت هي طريق الحل فإننا سنكون أمام مبادرة مفرغة ومجردة. فهل المبادرة مفرغة ومجردة؟! بالتأكيد كلا، فالمبادرة تضمنت مبادئ وآلية مضمنة في جوفها السؤال الأبرز يقول: هل الحوار من ضمن مبادئ المبادرة أم من ضمن الآلية الانتقالية؟؟ الحوار كان من ضمن الآلية الانتقالية أي أنه بند من جملة بنود وبالتالي فإنه بند من البنود له مالها وعليه ما عليها!! ولو كان الحوار من ضمن المبادئ الأساسية!! فإنه يمكننا القول إن الحوار هو لتفادي الحرب الأهلية! ولكي نثبت هذا، نسأل السؤال التالي: هل كان انطلاق الشعار القائل إن الحوار هو الحل قبل الانتخابات التوافقية لانتخاب رئيس انتقالي؟ أم بعدها؟ لو كان قبلها لكان الحال اختلف كثيراً.
وقد كان أول من قال إن الحوار الوطني هو البديل للحرب! هو أكاديمي يعد من أبرز الحاقدين على الوحدة! وذلك بعد تعيينه من قِبل الرئيس الجديد في اللجنة الفنية للحوار الوطني!! وتبعه بعد ذلك العديد من السياسيين الخدج والسذج والمتآمرين!! وصولاً إلى عقل المبادرة المنفذ!! الذي اقتنع وبدأ بالترويج لهذه الإشاعة واعتمادها كشعار لمرحلته، بعد تنصيبه حاكماً انتقالياً! وهكذا تم تجريد المبادرة من معناها، وجعلها منتهية الصلاحية بتفعيل مبادرة مبتدعة هي الحوار الذي سيعقد في مؤتمر الخداع الشامل! وبدلاً من الترويج أن الفترة الانتقالية هي لتهدئة النفوس وإزالة الأحقاد وتفعيل التوافق!! وبدلاً من التأكيد بأن المبادرة الخليجية هي الحل الذي جنب البلد حرباً أهلية كما أرادت قوى قبلية برزت ظاهرت "أن الحوار الوطني هو الحل لتفادي الحرب الأهلية، ولا ندري أي حرب أهلية تلك التي سيشعلها حوار حول زواج الصغيرات مثلاً.
نجحت الإشاعات وصارت استراتيجية وصار الكل يؤكد أن الحوار هو البديل للحرب الأهلية دون سبب منطقي، وهكذا منحت قوى التمرد والانفصال شرعية جديدة لم تمنحها لها المبادرة، ولم تمنحها القوى المختلفة والمتصارعة في الساحات قبل ذلك!!
وهكذا أصبحنا أمام حقيقة جوهرية كبرى هي جواب لسؤال يقول: ما الغرض الرئيس من هذا الخداع؟؟ ما الهدف من شرعنة الحوار والتي ستأتي في الأخير، كما نشاهد، مشرعنة لمخرجاته ومؤكدة لكذبة سابقة كنا خُدعنا بها جميعاً بقصد فض الاعتصامات والساحات وتهدئة الحراك الجنوبي كما قالوا!! الجواب هو كالتالي:
فبما أن كذبة الربيع العربي كُشفت وصار الكل يرى أن الربيع العربي جاء لخدمة أهداف خارجية أممية كبرى، كما يحصل في سوريا وليبيا هدفها تقسيم الدول العربية وشرذمة شعوبها في فيدراليات جاءت الفكرة لتقول: إن من الأفضل نقل أهداف الربيع الذي فرضه الخارج لتصبح من مسئولية الحوار السياسي المرتقب بما يضمن تحويل الحوار لأن يصبح محطة لصناعة التحولات التي عجز عن صناعتها فيلم الموسم (الربيع العربي) والتي تدخل في خدمة أهداف النظام الإقليمي الجديد المزمع إقامته بشراكة بين أمريكا وتركيا وإيران!! وهذا الكلام ذكرناه قبل سنة من الحوار.
من هنا فإن فزاعة الحرب الأهلية كذبة واضحة استُخدمت بغرض صناعة حالة من الضبابية على طبيعة ما سيحدث في الحوار مستقبلاً وهو التآمر على وحدة اليمن وتقسيمه تحت شعارات وطنية وترعاه مؤسسة الرئاسة بكل قوتها، وهذا من جهة صنع حبكة درامية كبرى بقصد دفع وتوجيه الدولة والقوى الوطنية للاشتراك في فيلم الخداع الشامل الذي سيصبح مخرجاً بالفعل بدون أن يعلم الناس كيف حدث ذلك؟ وهذا طبيعي، فما دمت دخلت الفخ بلا شك أنك ستبحث عن المخرج!! ناهيك من أن تلك الفزاعة استخدمت فزاعة أكثر وقاحة وهي التي أعلنها الرئيس أوباما بقوله إن من سيعرقل الحوار والرئيس هادي سيتعرض لعقوبات قاسية!! وكأن أمريكا لا تنام الليل على اليمن وشعبها ووحدته وتريد له الخير!! والهدف من كلام أوباما وبالتالي مجلس الأمن كان واضحاً وهو أن الحوار الوطني سيصبح الأداة الجديدة لتعويض ما عجزت عنه الأداة السابقة وهي الربيع العربي الهشة. وهكذا تم استخدام الدعوة للحوار بتهديد صنع معه جيشاً مفككاً ومحنطاً ووزارات مأخونة وحكومة فاسدة وديكتاتورية واضحة بحجة التمهيد للحوار وعدم عرقلته.
الخدعة الكبرى...(وأفظع منها أن تدري)
إذاً، ما حصل كان أن الدولة انخدعت أو خدعت نفسها أو صدقت كذبة رئيسها الحالي وأدخلت نفسها كطرف مساوم بين أطراف لا تخفي نيتها في إزالة هذا الطرف وهو الدولة بأي وسيلة، ولذلك اشترطت حواراً ليس فيه سقف وطني ثابت، (ملاحظة: القسم الذي أقسم عليه المتحاورون كان قسماً ليبرالياً من المقام الأول ولم يكن قسماً دستورياً أو وطنياً، ناهيك أن الشروط الموضوعة لقبول المتحاورين كانت في المقام الأول تعتمد على شرط ليبرالي أمريكي صرف وهو شرط أن يكون ممن يلتزمون بالقانون الدولي لحقوق الإنسان وكأننا أمام مشكلة دولية عالمية).
خدعة الحوار هو المستقبل المرهون بمخرجاته، شكل اليمن خدعة تاريخية يتم إقناعنا بها بفعل التضخيمات الدعائية المستمرة، مستخدمين خدعاً أخرى للتمويه والتضليل مثل المبادرة فوق الدستور وتحنيط الجيش والاعتذار للجنوب وإصدار قوانين مفرطة في واقعيتها بحجة تهيئة الحوار أعطت للحوار زخماً غير عادي رغم انه عادي ويفترض أن يكون كذلك، ومنحت الناس تحفيزاً للاشتراك في فيلم الخداع الشامل (خاصة أن القوى الوطنية التزمت الصمت على معظم الخدع السابقة)، فأصبحت الدولة والحكومة والمؤسسات التي تمثل أركان الدولة والشعب والحضارة والتاريخ مرهونة برغبات جهات وشخصيات طامعة وبعضها متخلفة ونصف أمية وجاهلة بفلسفة الدول والدساتير والأنظمة، من جهة ومرهونة برغبات وأطماع قوى دولية واضحة وتقف صراحة أمام الشعب فارضة شروطها، أو متسترة بتيارات وشخصيات محلية، غالبيتها نصف أمية ونصف مثقفة وجاهلة مخابراتياً وفلسفياً والكثير منهم عميل ولا يخفي عمالته لأمريكا أو بريطانيا أو إيران.
انتبـــاه...
وهل تدرين يا صنعاء...؟!
هذا الرهن هو من وضع الدولة في موقع من يدمر نفسه بطريقتين: الأولى، تدمير ذاتي (بقبضة أيادي أبنائها الطامحين للحكم والسلطة والثروة) والثانية، القبول للتدمير الخارجي بطريقة الاستسلام لطعنات مميتة خارجية (بقبضة الدول الاستعمارية) ووكلائها.
استعــــادة الدولة من المستعمر السري
الاستنتاجات الأولية الواضحة من عملية الحوار التي تمت تقول إن الحوار أصبح مخرجاً لقوى أحرجت نفسها في اقتحام عالم السياسة مثل الرئيس هادي فغامرت باليمن ودولته ووضعته في خدمة الحوار لكي يصبح منجزاً شخصياً يؤهله للبقاء في الحكم، ومخرجاً لقوى اهتزت وفقدت مصالحها وترى في الحوار فرصة ومخرجاً للإنقاذ أو للكسب والتفيد. وأما الأهم والأبرز والحقيقي فإن الحوار الوطني أصبح مخرجاً ومنفذاً لإمرار مشاريع غربية صهيونية واقفة أو متوقفة منذ زمن بفضل تماسك اليمنيين خلف وطنهم ووحدتهم وحماية ثرواتهم .
لقد أصبح الحوار الوطني الحالة التي تزيل العوائق من طريق سايكس بيكو(2) والجهات الأكثر رغبة في تقسيم وشرذمة اليمن وبالتالي فإن دعمها بذلك الشكل هو لأنه يمثل الفرصة الكبيرة التي حرمت منها أجهزتهم الاستخبارية على مدى عقود، ومن الجنون أن لا ينتج عنه حلولاً في مصلحة تلك الجهات في المقام الأول. ومن ثم عملائها في المقام الثاني، وشركائها في المقام الثالث، وترك الفُتات للقوى السياسية في اليمن لتتقاتل عليه فوق الجسد الشعبي الممزق والمخدوع.
ومن ينكر هذا عليه أن يتذكر أن الغرب وأمريكا ليسوا جمعيات خيرية وليسوا من محبي الإنسانية بدليل مليوني عراقي ذبحتهم أمريكا وبريطانيا بسبب أنهم عرب وعرب فقط.
إلغاء كيان اليمن كما أراد برنارد لويس
إذاً، سيناريو الحرب التي قالوا عنها ستقع في حالة لم يعقد الحوار يومياته السخيفة، هو سيناريو مقرر له أن يأتي بعد الحوار وليس قبله، فالمشاكل التي زعموا بأنه جاء لأجلها الحوار ستكون (مستقبلاً) أهون وأقل ضرراً من المشاكل التي ستنتجها مخرجات الحوار، وأول المشاكل المفصلية والأساسية والمصيبة التاريخية الأعظم هي: شرعنة إلغاء كيان الدولة اليمنية واستبداله بكيان هش موحٍ بشدة إلى الأقزمة والشرذمة. مع ملاحظة أن كيان الدولة هو الشيء الوحيد المتبقي لليمنيين ليحسوا أنهم يعيشون في كنف دولة، وهو الأمل الذي سيفقده اليمنيون. وسيصبح حال لساننا يقول بعد الحوار (نريد استعادة الدولة) وعند ذلك لن تنفع ثورات شبابية ولا تحولات ديمقراطية باستثناء رغبتنا بوجود قوة منتشرة في جميع الأرجاء قادرة على قمع الانفصالات والتمردات والشرذمات القادمة وهي المتمثلة بوجود نخبة وطنية قوية تمتلك جيشاً قوياً موحداً يستعيد الدولة (فهل عرفتم لماذا أصر الأمريكان على الهيكلة) ولماذا يصرون على ضرب القوى الوطنية الكبرى وتقسيمها؟؟
مخرجات تافهة
مخرجات الحوار المتفق عليها حتى اللحظة مخرجات فتحت لنا ملفات كثيرة وكثيرة جداً وبالتالي فتحت أبواب مشاكل كثيرة للدولة الحالية، بل ولأي دولة أو حكومة قادمة ولأي حزب حاكم قادم (وحتى يداروا هذه المشكلة عن الأعين كما يداري الكلب فضلاته في التراب، سيتم التحفظ على إقامة انتخابات في الفترة اللاحقة بما يصنع واقعاً تتقبله الأحزاب والقوى الوطنية رغماً عنها وعن جماهيرها بما يؤهلها للتمرد وهذه هي خطة شرعنة التمردات أفقياً وعمودياً).
صراعات جديدة
إن مخرجات مثل العدالة الانتقالية لم تكن مخرجاً ولا حلاً بل طريق زرع واستدعاء الثارات والأحقاد. محال أنها ستحل مشاكل أمة مازالت تتحكم بها نوازع الثأر القبلي والطائفي والأسري والسلالي والسلاح ينتشر بكثرة في كل الأيادي.
وهو بالمناسبة مفهوم غربي لطالما حذرنا من استنساخه لأننا كنا نعرف أن أمريكا وأوروبا ستستخدمانه لضرب كافة النخب ببعضها والتمهيد لصناعة صراعات تتحكم بإداراتها، وهي لاتريد أحزاباً وإنما تريد أن تتقسم النخب السياسية وتحل محلها ما يسمى، خداعاً، بمنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والتي تنشئها أمريكا عبر معاهد حزبيها الجمهوري والديمقراطي في صنعاء، ومن يظن بأن هيئة حقوق الإنسان المزمع إقامتها في اليمن ستكون بلا تأثير فهو وأهم، بل ستكون المؤسسة التي سيمارس من خلالها الأمريكان والغرب التدخل المباشر في الدساتير والقوانين بصورة دائمة ومستمرة ولذلك انظروا لحقيقة وهوية من يطالب بإنشاء هذه الهيئة ستجدونهم ممن تدربهم وتمولهم أمريكا وأوروبا عبر سفاراتها ومعاهدها وويكلكس أكدت هذا وليس نحن فقط!!
فلسفة أمريكية
إجمالاً، فإن هذه المخرجات التافهة قد أخذت حيزاً كبيراً من الحوار رغم أنها لم تكن من ضمن مطالبات القوى الوطنية من رفعوا شعار التغيير، فمثلاً: هل سبق وسمعتم أحداً ممن أسميهم أنا، بـ"الماشطين والماشطات"، مثلاً خلال الأزمة يقول نريد أن يسقط النظام لأنه لم يوقف زواج الصغيرات، إذا كان لا.. فما يسمى هذا السخف أرجوكم؟!
إن زواج الصغيرات وهيئات الحقوق وقضايا أخرى تعتبر جميعها من صميم الفلسفة الليبرالية الأمريكية واستراتيجيتها الثقافية في الهيمنة على الشعوب عن طريق تغيير المفاهيم الثقافية، والإصرار الغربي على هذه المخرجات رغم أنها هي من ستفتح أبواب مشاكل جديدة يؤكد حقيقة الضباع الداعمة للحوار.
عملاء في مهمة وطنية
أما بالنسبة للمخرجات المهمة والمحورية كشكل الدولة فإنها قد وظفت في مهمة عكسية أيضاً لإنتاج أكبر عملية خداع ممنهجة في التاريخ وهي خدعة (دمر نفسك بنفسك أو قسم نفسك بنفسك) وذلك حين نرى أن ما يسمى خداعاً وزوراً (أقاليم وفيدراليات) هي المخرجات الأبرز، فهي الأخرى مصطلحات ومفاهيم دخيلة وحلول خارجية لمشاكل أوروبية وأمريكية خاصة بهم وبمجتمعاتهم، ورغم ذلك يجري إدخالها كحلول لمشاكلنا الداخلية، فأي جنون وطني هذا؟؟ (أرجوكم تذكروا أن المتحاورين ليسوا فلاسفة ولا خبراء بدليل أن الخبراء الأجانب هم المنظرون وحلالو العقد في الحوار)!
انتباه.. !
ما ينبغي الانتباه إليه هو أنه وعند التوجُّه إلى تفكيك هذه الدولة البسيطة، فإنه ليس هناك أي ضمانة لنجاح التجارب والأشكال الجديدة وليس هناك شيء اسمه اقتصاد أصلاً يمكن الاعتماد عليه في بناء دولة مركبة تضم أكثر من دولة محلية تحت مسمى أقاليم أو غيرها. وأما عند الفشل فليس هنالك جيش ولا قوة وطنية كبيرة قادرة على استعادة الدولة. ومن أبرز مظاهر الفشل ظاهرة ان المشيخات والمرجعيات ومراكز القوى ربما ستحول أقاليمها الخاصة إلى دويلات خاصة بها وبمصالحها على طريقة دويلات التاريخ القديم (الفاطمية والصليحية والطاهرية والرسولية و... الخ)، تأخذ استقلالها بقوة السلاح وبفضل انهيار الدولة المركزية، وهذا شيء طبيعي أن يحدث طالما والثقافة المناطقية والعِرقية والطائفية هي السمة الغالبة على النخب المشاركة في صناعة شكل الدولة في مؤتمر الخداع الشامل، والدول الاستعمارية تدعم هذه التوجهات لأسباب سبق توضيحها في دراساتي السابقة.
وأخيراً: أنبه إلى أن البرنامج العملي للفترة الانتقالية (المزمع إقامتها عنوة) هو برنامج رصيده العملي وأجندته الواقعية: خدمة الأطماع الأجنبية أولاً والأطماع الإقليمية (التركية والإيرانية) ثانياً.
في حين الأطماع الحزبية والشخصية (التجارية) ستوظف في خدمة هذا البرنامج!! تذكروا أن ما يُسمى بالمجلس التأسيسي لمرحلة الخداع في موسمها الجديد، سيكون أكبر تحدٍ صارخ للشعب وتاريخه وتاريخ مناضليه، لأن من سيكونون حكاماً ومسئولين هم من أدنى فئات النضال والوطنية وغالبيتهم أنصاف أميين وأنصاف مثقفين والكثير منهم تم شراؤه بالمال، تذكروا أن 100أو 200 دولار التي تصرف يومياً هي خطة ممنهجة بغرض شراء الألباب والضمائر يومياً وجعلها محصورة في دائرة الكسب المادي، ولذلك من المتوقع أن توافق تلك الفئات الورقية المشتراة بفئات ورقية على التمديد وتنصيب نفسها وليَّة على الشعب وخياراته.
hi_sh6@hotmail.com
* أسبوعية "المنتصف" |
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
RSS |
انشر في تيليجرام |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
| |