صعدة برس - فيصل الصوفي -
استغل الإصلاح الهجوم الإرهابي الأخير، ليضع "سليته" على مؤخرة الثور.. توهم أن بمقدور وسائل إعلامه الكثيرة والمتنوعة، تبييض وجهه، ووجه تنظيم القاعدة، بأخبار كاذبة عن وقوف طرف آخر غير التنظيم وراء الهجوم.. لاكوا تلك العلكة التي أفسد تنظيم القاعدة حلاوتها سريعا ببيانه الذي أكد فيه أنه منفذ الهجوم.
محاولات الإصلاح تبرئة تنظيم القاعدة عقب كل هجوم، يسهل تفسيرها، فهي واحدة من آليات دفاع المتهم عن نفسه، خصوصا وأن إصلاحيين كثر يتورطون في مواقف تظهر قوة الروابط الفكرية والنفسية بين القاعدة والإصلاح، وهي روابط حقيقية.
ولأن المثال يوضح المقال، كما يقول المثل اليمني، نسوق قليلا من الأمثلة.. فالزنداني- عضو الهيئة العليا للإصلاح- يبرر جرائم تنظيم القاعدة، ويدين المواجهات الأمنية، ويتمسك بموقفه النهائي بشأن الحوار مع القاعدة، وأن يكون للتنظيم كيان قانوني وراية، كما قال قبل أيام، ولم تصدر منه إدانة لأي من هجمات القاعدة، بما فيها هجوم أودى بحياة أكثر من خمسين رجلا وامرأة، وإصابة 167 آخرين.
رجال الدين المنتمين للإصلاح، في ما يسمى هيئة علماء اليمن، مستميتون في الدفاع عن الإرهابيين.. راحوا غير مرة إلى الرئيس هادي يطالبونه بالحوار مع القاعدة، ووقف مكافحة الإرهاب، ويدينون التعاون اليمني-الأمريكي في هذا المجال، ولا يزالون يحررون عريضة تلو عريضة بهذا الشأن.. والذارحي يزعم أن أمريكا تبالغ في حجم تنظيم القاعدة في اليمن، وأن هذه المبالغة لعبة تلعبها أمريكا مع الأنظمة لتبرير تواجد أساطيلها العسكرية، وأنهم لو كانوا جادين لأقاموا مع القاعدة حوارا جادا وصادقا.. و عنده أن الحوار مع القاعدة هو الخيار الأفضل.. وبينما كان محمد قحطان يصرح بأن مشاركة أنصار الشريعة في مؤتمر الحوار الوطني مسألة تدرس، اعتبر صادق الأحمر مشاركة تنظيم القاعدة في مؤتمر الحوار من أوجب الواجبات، وقال: وإلا لماذا دعينا لمؤتمر حوار وطني؟
هذه أمثلة قليلة من كثير، على الروابط بين الإصلاح والقاعدة، وعمليا شارك إصلاحيون كثر في القتال إلى جانب القاعدة في أبين ومناطق أخرى، ولم يكشف هذا الأمر إلا بعد أن قتل عدد منهم، وتنظيم القاعدة يقاتل إلى جانب مليشيات الإصلاح والأحمر في عمران، وإلى جانب الإصلاحيين والسلفيين في صعدة، فضلا عن الإصلاحيين المتهمين دوليا بدعم الإرهاب.. وكما ترون، يزحزح الإصلاح تهمة الإرهاب والعلاقة مع القاعدة جهة آخرين، لكن دون جدوى، لأنها ملتصقة به بلا فكاك. |