صعدة برس-متابعات - حياة بوتين الأسرية أشبه ما تكون بسر من أسرار الدولة
نجح رئيس الوزراء الروسي فلادمير بوتين في فرض ما يشبه "الحصار" على حياته الأسرية الخاصة، حتى وصل الأمر إلى أن الروس لا يعرفون شكل بناته البالغات، ولا يعرف وضعهن الإجتماعي إذا ما كن متزوجات أم لا.
يعد رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، حالة استثنائية للقاعدة التي تتحدث عن أن الخصوصية لا تعرف طريقها أبداً للحياة الشخصية لأبرز السياسيين حول العالم. وفي هذا السياق، أكد تقرير نشرته اليوم مجلة التايم الأميركية أن بوتين نجح في فرض حصار معلوماتي حول حياته الشخصية بطريقة يحلم بها معظم رجال الدولة.
ورغم استمرار بوتين في قيادة البلاد لأكثر من عقد، إلا أن الشعب الروسي لا يعرف شكل بناته البالغات. وتنتشر الآن تقارير متضاربة حول ما إن كانوا قد تزوجوا أم لا، وفي أي دولة يقيمون بها الآن، ولم تسفر عملية البحث عبر الإنترنت عن أسمائهن – وهن ماريا بوتينا التي ولدت عام 1985، ويكاترينا بوتينا التي ولدت عام 1986 – عن أي صور مؤكدة لهن في مرحلة البلوغ، ناهيك عن أي مقابلات.
ولم ينتج عن هذا البحث سوى تشكيلة مذهلة من النظريات والشائعات المتعلقة بحياة بوتين الأسرية، لكن لم يتم التحقق من شيء من الناحية الصحافية. وأدركت وسائل الإعلام في روسيا أن مثل هذه الأمور تقع خارج الحدود. وكان الدرس الأكثر وضوحاً على هذا الصعيد هو توقف صحيفة "موسكوفسكي كوريسبوندنت" اليومية الروسية عن الصدور، بعد أن قامت بنشر خبر في شهر نيسان / أبريل عام 2008 عن أن بوتين قام بتطليق زوجته قبل شهرين وينوي الزواج في حزيران / يونيو من العام ذاته من بطلة العاب القوى الاولمبية، ألينا كاباييفا.
وحينها، نفى بوتين كل هذه التفاصيل، خلال المؤتمر الصحافي الذي كان يعقده في ذلك الوقت مع نظيره الايطالي، سيلفيو بيرلسكوني، في سردينيا. وحينها وضع بيرلسكوني يديه في كليهما البعض على شكل مدفع رشاش، وتظاهر مداعباً بأنه يطلق النار على الصحافي الروسي الذي استفسر عن هذا الموضوع ( على اعتبار أن الصحافيين عادةً ما يُقتَلون أو يُضرَبون في روسيا بسبب تأديتهم لعملهم، لكن الصحافة الإيطالية لم تستسغ دعابة بيرلسكوني ). وفي هذا اليوم نفسه، اتخذ ناشر الصحيفة الروسية قراراً بوقفها، بعد أن زعم أنها تتعرض لخسائر. ومن هنا، لم تعد تركز وسائل الإعلام الروسية على تغطية أخبار بوتين الشخصية، ومنها علاقته بكاباييفا.
ومع هذا، لم تتمكن الدولة أو السلطات في روسيا حتى الآن من فرض وصايتها أو تطبيق الرقابة على العدد الكبير من المدونين المنتشرين حالياً في البلاد. والشيء اللافت أن ما يروجه هؤلاء المدونون من مزاعم وأخبار متعلقة ببوتين سرعان ما تنتشر في الفضاء الإلكتروني، نتيجة للفراغ المعلوماتي الذي يحيط بحياته الشخصية.
ثم تطرقت المجلة إلى وصول الأمر لحد انقسام السكان المحليين في روسيا بشأن حقيقة المكان الذي تعيش فيه زوج بوتين، في إشارة تؤكد حقيقة حالة التعتيم التي تغلف تفاصيل الحياة الخاصة برئيس روسيا السابق. ومضت المجلة تقول إن المبدأ الغربي الذي يشدد على أحقية الناس في المعرفة لم يتم تبنيه على نطاق واسع في روسيا، ولفتت إلى عدم وجود قانون مماثل هناك لقانون حرية المعلومات الأميركي. وختمت المجلة بتأكيدها أن الأمور لن تعود سهلة في ما هو قادم من سنوات – بالنسبة لبوتين – إذ بات يتعين عليه الآن مواجهة التحدي الخاص بعصر الإنترنت.
|