صعدة برس - بقلم /علي عبدالله صالح -
ستكون اليمن بخير.. مهما فجَّروا، وقتلوا وتقاتلوا.. لدى مجتمعنا تاريخ من الحوارات والتسويات، لكنَّ كلَّ طرف منهم الآن لا يريد إلَّا أن يُلغي الآخرين ويكون هو وحده على الساحة.. لقد قلتُ لهم، من أول تقليد لما حدث في تونس ومصر- اليمن لديها ثقافتها وظروفها المختلفة لا تقلِّدوا الآخرين فسنفقد كلَّ ما أنجزناه سوياً من خمسين سنة.. قدَّمنا المبادرة تلوَ المبادرة، ولكنهم اغترُّوا طمعاً في أن يستولوا على السلطة، ولا يزال الغرور يأكلُ بعضهم بعضاً، ضد بعضهم البعض.
بقدر فرحتي برؤية أبنائي يتخرَّجون، مصمِّمين على الأمل أن اليمن ستعود أقوى وأفضل وبكلِّ خير لكلِّ أبنائها، للتنافس، للعلم ورفضهم الانجرار لمعارك الشتائم والقبائح والصراعات، وبُعدهم عن صراعات مشاريع الفساد والإفساد، الذي يشرد أتباع كلِّ مجموعة بعضهم بعضاً، بقدر أسفي وأنا أسمعُ ليلةً أخرى على صنعاء تعيشُ فيها قلقَ الانفجارات، ومحاطة بالحروب والصراعات.. نحن، كقياداتٍ سابقةٍ وحاليةٍ، محاطون بالحراسات، وقد نجونا من موتٍ محقَّق مراتٍ ومرات، وأنا شخصياً أحسُّ نفسي عائداً من الموت.. ولكن ماذا عن الناس، رجالاً ونساءً وأطفالاً، الذين يخسرون أمنهم وأمانهم، ويعيشون قلقاً يومياً، وكلّ ساعة تتعطَّل مصالحهم ومدارسهم وأعمالهم!!
ندعو الله أن يحفظ اليمنَ وكلَّ اليمنيين، ويُلهم قيادتها الرُّشدَ والحسَّ بالمسؤولية. |