صعدة برس-متابعات - التقى رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, أمس, في دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء, أكثر من 90 شيخاً قبليا ورجل دين, يتقدمهم الشيخ صادق الأحمر, طالبوا الرئيس بمواجهة جماعة الحوثي, بعد أسابيع من تمكن مقاتلي الجماعة, فجر الثاني من فبراير الجاري, من دخول معقل "آل الأحمر" في "الخمري" وتفجير منزلهم هناك.
وذكرت المعلومات أن لقاء أمس بالرئيس هادي جاء ضمن الضغوط التي يمارسها أولاد الأحمر, وحلفاؤهم السياسيون والقبليون والدينيون والعسكريون, على رئيس الجمهورية, لدفعه إلى مواجهة جماعة الحوثي عبر قوات الجيش.
وطبقاً للمعلومات, فقد أكد رئيس الجمهورية, في اللقاء, "حرصه على تثبيت دعائم الأمن, ومعالجة المشاكل بطرق سليمة".
وقال لـ"الشارع" مصدر رئاسي إن هؤلاء المشائخ ورجال القبائل ينتمون إلى تجمع الإصلاح أو موالون له, مشيراً إلى أن "هذا هو أول لقاء لصادق الأحمر مع الرئيس هادي, منذ ما بعد سقوط معقل أسرته في منطقة الخمري".
وأوضح المصدر أن هؤلاء المشائخ ورجال الدين قالوا للرئيس هادي أنه "يجب نزع سلاح جماعة الحوثي, وأن على الحوثيين أن يعلنوا عن أنفسهم ما هم". وأفاد المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث في هذا الموضوع, أن هؤلاء المشائخ قالوا للرئيس هادي إن الحوثيين "يشكلون خطرا على البلد, وإنهم ممولون من عدة دول, وأنه لولا الدعم الذي حصلوا عليه خلال العام لما تمكنوا من الاستيلاء على عمران, ولما وصلوا إلى مشارف أرحب".
وقال المصدر: "الرئيس طمأنهم بأنه في تفاوض وعلى تواصل مع الحوثيين, وأن الدولة جادة في هذا, والمجتمع الدولي معه, وأن آخر تواصله مع الحوثيين عبر لجنة الوساطة التي يرأسها علي الجائفي. وقال لهم الرئيس إنه لن يسمح لأي طرف- أياً كان- أن يعيق عملية التحول والتغيير واستقرار اليمن".
وأفاد المصدر أنه تم إدخال المشائخ إلى الخيمة التي التقى بهم الرئيس فيها؛ إلا أن الشيخ صادق الأحمر ظل يدخن خارج باب الخيمة, يدخن سيجارة, وعندما وصل الرئيس هادي قال له, معاتباً: كثر الله خيرك, خليت الأعداء تشمت فينا, ويقولوا إن قوتنا كانت من قوة صالح, لكن لا تعتقد أنك بعيد من الحوثة, حرام إن دورك واجي (قادم)". وذكر المصدر أن الرئيس رد عليه بالقول: "تفضل أدخل.. أجلس.. خليه لوقت آخر".
وذكرت وكالة "سبأ" أن هؤلاء "المشائخ قدموا مذكرة إلى الرئيس تضمنت التهاني الأخوية بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة الشبابية الشعبية السلمية" ومطالبته بـ"التصدي بحسم للمخلين بالقانون".
وطبقاً للوكالة, فقد أفاد هؤلاء المشائخ بأن المذكرة التي قدموها للرئيس هي "خطاب صادر عن الاجتماع الموسع لمشائخ وعلماء ووجهاء اليمن المنعقدة في صنعاء بتاريخ الـ 8 من فبراير الجاري, الذي فرضته المصلحة الوطنية العليا للحفاظ على الأمن والاستقرار خاصة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا الحبيب".
وطلب هؤلاء المشائخ في مذكرتهم, من الرئيس هادي "فرض سيادة الدولة على كل الأراضي اليمنية وسحب الأسلحة الثقيلة من الجماعات والمليشيات المسلحة بكل أنواعها ومكافحة الإرهاب بقوة".
وأشاروا "إلى ما تحمله الشعب اليمني طوال فترة الحوار الوطني من صعاب لأجل الخروج بمخرجات تحقق تطلعاتهم وتحفظ وحدة البلد وأمنه واستقراره وتجنيبه ويلات الحروب الأهلية والطائفية".
وقالت الوكالة الحكومية إن مذكرة هؤلاء المشائخ "شددت على ضرورة الحسم والتصدي للمخلفين بالقانون والنظام وفرض هيبة الدولة أمام الصغير والكبير دون تمييز". وحسب الوكالة, فقد أكد هؤلاء "المشائخ والعلماء دعمهم لمخرجات الحوار الوطني وتنفيذها على أرض الواقع وبصورة قوية ومخلصة من أجل اليمن الجديد والأجيال القادمة".
كما "أكدوا تأييدهم خطوات الرئيس وقراراته وبما يلبي تطلعات جماهير الشعب اليمني من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب".
وذكرت الوكالة أن الرئيس هادي قال لضيوفه إنه "لا بد أن نتنازل لبعضنا البعض من أجل تجسيد التلاحم الوطني وإقفال صفحة الماضي". واستعرض معهم "جملة من القضايا الوطنية وما يتصل بالنجاحات التي تحققت".
وطبقاً للوكالة, فقد قال الرئيس إن "مخرجات الحوار الوطني ستمثل عهدا جديدا لليمن ومنظومة حكم جديدة ترتكز على العدالة والإنصاف والمشاركة في المسؤولية والثروة والسلطة".
وأكد أن "نظام الأقاليم في الدولة الاتحادية سيمكن من إتاحة المزيد من الوظائف وفرص العمل في مختلف الجوانب التنموية والاقتصادية والخدمية والأمنية ويعزز ويحفظ وحدة اليمن والنظام الجمهوري".
وأشار إلى أن "النظام الاتحادي على مستوى الأقاليم تعتمده الكثير من الدول الكبرى والمتقدمة صناعياً واقتصادياً مثل الصين وروسيا وأمريكا وألمانيا وفي جوارنا دولة إثيوبيا والكثير من الدول أصبحت بهذا النظام متقدمة جداً من مختلف النواحي".
وقالت وكالة "سبأ" أن رئيس الجمهورية " نبه إلى أن مخرجات الحوار هي التي حددت هذا الأسلوب على أساس علمي ودراسات دقيقة, ومن أجل الإدارة عن قرب تنموياً وخدمياً واقتصادياً وأمنياً حيث يستطيع الوزير في الإقليم متابعة القضايا المدرجة في جدوله بصورة حديثة وعن قرب".
وجدد الرئيس تأكيده أن "المبادرة الخليجية قد شكلت المخرج الأجمل على قاعدة لا غالب ولا مغلوب, من أجل استتباب الأمن وتجنيب اليمن ويلات الانزلاقات الخطرة".
وخاطب رئيس الجمهورية الحاضرين بالقول "يدخل إلى المدرسة كل عام حوالي ستمائة ألف طالب وطالبة وفي الصفوف الدراسية قرابة 6 ملايين طالب وطالبة كيف يمكن متابعة ذلك, وكيف يمكن أن تكون مستوى الدراسة, هذه وغيرها من المشاكل جاءت باعتماد المركزية, فهناك مشاكل لا تحصى على مختلف المستويات نتيجة المركزية".
وأضاف: "وعليه فإن النظام الاتحادي سيعمل على تجاوز المشاكل بكل أشكالها وأنواعها, بحيث يمكن تقديم الخدمات وإنجاز المشاريع خصوصاً ما يتعلق بالبنى التحتية على مختلف مساراتها, وسوف تعطى كافة الصلاحيات المالية والإدارية للأقاليم والولايات (المحافظات)...".
وتابع: "يستطيع المسؤول هناك أن يقيم حاجته وحاجة المجتمع من خلال وجوده عن قرب وبصورة مستمرة وبصلاحيات كاملة, ولا يحتاج العودة للعاصمة حيث ستكون هناك حكومات مصغرة وعلى أساس مواصفات الحكم الرشيد المرتكزة على الدولة المدنية الحديثة والمشاركة في المسؤولية والسلطة الثروة".
وقال الرئيس هادي أن "مستقبل اليمن الواعد يبشر بالخيرات, فجبال اليمن وأرضها وسهولها وسواحلها زاخرة بكل أنواع الثروات المعدنية من ذهب وحديد وزنك وفضة, إضافة إلى النفط والغاز, ويمكن لليمن أن يكون دولة غنية إذا صدقت النوايا وبذل الجميع قصارى الجهود دون مماحكات ومناكفات ومنابزات تؤثر على سير الأداء والعمل".
وفيما يتعلق بالدستور, وخصوصاً بند اعتماد الشريعة الإسلامية مصدر كل التشريعات.. لفت رئيس الجمهورية إلى "أن ما تضمنه الدستور الحالي سيتضمنه الدستور القادم إن شاء الله".
وقال الرئيس إن "اليمن وبالإدارة الحديثة سيتمكن من إحراز النجاحات الباهرة والتطور والنهوض على مختلف المستويات, وسيستطيع عبر الإدارة الحديثة أن يسيطر على كافة الأراضي اليمنية بفرض النظام والقانون والمواطنة المتساوية والعدالة والإنصاف دون إجحاف أو إقصاء".
ودعا رئيس الجمهورية إلى الاصطفاف الوطني وبما يجسد أواصر الوحدة الوطنية ويكرس مفهوم المواطنة الصالحة والعدالة الاجتماعية والابتعاد عن الفرقة والتنابز بكل صوره وأشكاله. |