صعدة برس-متابعات - -عبدالناصر المملوح
وقعت أمس قبائل همدان اتفاقاً مع جماعة الحوثي لوقف القتال بعد سقوط معاقل جماعة الإخوان لصالح الحوثيين خلال مواجهات الخمسة الأيام الماضية.
وقال الشيخ يحيى علي عايض- أحد أبرز مشايخ همدان- في تصريح لــ"اليمن اليوم" إنهم توصلوا إلى اتفاق مع ممثلي الحوثيين يقضي بوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه ليس لدى أبناء قبائل همدان أية إشكالية مع جماعة الحوثي وأن المواجهات انحصرت بين الحوثيين وجماعة الإخوان.
وبحسب الشيخ عايض فقد تضمن الاتفاق (التعايش السلمي وحرية التعليم وتأمين الطرق، وانسحاب الحوثيين من المواقع التي سيطروا عليها في همدان).
وقال موفد صحيفة "اليمن اليوم" إلى المنطقة إنه تم التوقيع على الاتفاق في منطقة (اللكمة) التي كانت تعد أهم معاقل جماعة الإخوان، مشيراً إلى أن قيادات الحوثيين الميدانية وعلى رأسهم أبو علي الحاكم دخلوا (اللكمة) وتناولوا مع الوساطة ومشايخ همدان وجبة الغداء.
وكان مسلحو جماعة الإخوان فروا من المنطقة بعد سقوط مواقعهم في ذرحان وبيت غفر وحاز ومناطق أخرى في همدان.
وقع الاتفاق عن جانب الحوثيين أبو علي الحاكم وعن مشايخ همدان العميد محمد يحيى الحاوري، والشيخ يحيى علي عايض، والشيخ علي حمود دودة.
واستغرب الشيخ يحيى عايض من نفي جماعة الإخوان مشاركة قبائل همدان في الصلح مع الحوثيين.
وقال في سياق تصريحه لــ"اليمن اليوم": قبائل همدان وقعت اتفاق الصلح حفاظاً على كرامة قيادات الإخوان من أبناء همدان الذين خاضوا حرباً تخصهم دون غيرهم مع جماعة الحوثي.
وأضاف: المواجهات لم تكن بين همدان والحوثيين وإنما بين جماعة الإخوان من أبناء همدان والحوثيين، وأسفرت المواجهات لصالح الحوثيين، وكان توقيعنا الصلح هو لحفظ كرامة الإخوان بالدرجة الأولى، أما همدان القبيلة فليست طرفاً في الحرب.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين نفت أن تكون قبائل همدان وقعت اتفاق صلح مع الحوثيين.
ونشر أمس موقع (الصحوة نت) الناطق بلسان جماعة الإخوان في اليمن، بياناً باسم قبائل همدان ولكن دون أن يذكر أو يحدد اسماً واحداً لمشايخ ووجهاء همدان. وجاء في البيان: "ننفي نحن أبناء قبيلة همدان نفياً قاطعاً توقيع أي وثيقة مع مليشيا الحوثي الإرهابية الذين قدموا من سفيان وصعدة لغزو واحتلال قبيلتنا، وأي توقيع من شخص فإنه لا يمثل إلاّ نفسه".
وفي مواقع أخرى تابعة لها، أرجعت جماعة الإخوان أسباب هزيمتها في همدان إلى ما أسمته (خيانة قبلية) متهمة (المشايخ الموالون لحزب المؤتمر الشعبي العام) وهو ذات المبرر الذي ساقته الجماعة لهزيمتها في حاشد عمران.
يذكر أن مسلحي الحوثيين سيطروا على كامل معاقل جماعة الإخوان في همدان، وأهمها قرى (حاز، بيت المنقب، بيت غفر، الغرزة، ذرحان) ونسفوا منزل القيادي الإخواني قناف القحيط في قرية حاز، ومنزل زميله الضابط في الفرقة الأولى مدرع المنحلة خالد الجماعي في قرية ذرحان خلال مواجهات الخمسة الأيام الماضية.
ويتهم الحوثيون قحيط والجماعي بنصب كمين لأنصاره أثناء توجههم للمشاركة في عزاء، وقتلوا ثلاثة منهم، الأمر الذي أشعل شرارة الحرب في همدان.
وأمس دخل الحوثيين قرية (اللكمة) أهم معاقل الإخوان دون مواجهات بعد فرار مسلحي الإخوان منها.
وبحسب بلاغ القيادي الإخواني قحيط للأمن، فإن منزله تعرض للنهب قبيل تفجيره، مشيراً إلى أن المنهوبات عبارة عن (خزنة بداخلها مليوناً ونصف المليون دولار، بالإضافة إلى مليون ريـال سعودي، وكذا 5 كيلو ذهب، وكذلك 160 مليون ريـال يمني، وأسلحة وذخائر وبصائر متنوعة).
وتزامناً مع اندلاع المواجهات في همدان التابعة لمحافظة صنعاء، سيطر الحوثيون على مديرية ثلا محافظة عمران، وتم نسف معهد تابع لجماعة الإخوان.
إلى ذلك قال سكان محليون أنهم شاهدوا مدرعات للجيش وأطقم عسكرية منتشرة بين منطقتي ضلاع همدان وحجر سعيد التابعتين لمحافظة صنعاء وذلك للقيام بنزع النقاط المسلحة التي نشرها مسلحو الحوثيين خلال المواجهات، فيما يبدو أنه تدخل للجيش في الصراع بعد ضغوط مكثفة من قبل جماعة الإخوان. |