صعدة برس-متابعات - استطاع الحوثيون في اليمن قلب المعادلة ضد تنظيم الإخوان المسلمين، الذي يخوض حرباً على النفوذ، بعد انضمام أكثر القبائل إلى صفوف جماعة أنصار الله، التي تقود حرباً ضد الجماعة، كما ذكرت صحيفة النهار اللبنانية اليوم الأحد.
وتابعت الصحيفة أنه في عام الثورة اليمنية، حسم الصراع لصالح تنظيم الإخوان، بعدما خاض مسلحو الجماعة موجة قتال عنيف مع القبائل وقوات الجيش الموالية لصالح، قبل أن تنقل المبادرة الخليجية الجميع إلى طريق التسوية.
الحرب مع الحوثيين
وأضعفت هذه الجولات قوة صالح الذي انحنى للعاصفة، وخرج من المعادلة السياسية محتفظاً بعوامل قوة، كان بينها ضعف خبرة تنظيم الإخوان في التعامل مع ظهيرهم القبلي، إذ تخلوا عنه لصالح مخططات التنظيم الدولي، بعدما أعلن عن نفسه بقوة في مصر، وغيرها من العواصم التي دعمت الظاهرة الإخوانية في بلدان الربيع العربي.
وتضيف الصحيفة: "اليوم يتجرع تنظيم الإخوان من الكأس نفسه، ففي شهور قليلة أدار فيها الذراع السياسي لتنظيم الإخوان حزب التجمع، استطاع الحوثيون تدمير نفوذهم، بعد انضمام أكثر القبائل إلى صفوف جماعة أنصار الله، وكانت قبيلة خولان الحلقة الأولى في السلسلة، وسرعان ما انضمت إليها قبائل شمالية في حجة والجوف، قبل سقوط الظهير القبلي الأبرز لتنظيم الإخوان قبيلة حاشد ومعاقل رؤوسها من شيوخ آل الأحمر في محافظة عمران وصولا إلى ضواحي العاصمة حيث قبائل همدان".
وأضافت الصحيفة أن مفاتيح الحكم في اليمن التي فقدها تنظيم الإخوان، تبدو اليوم في استعداد لخوض مواجهات مع قوات الجيش التي احتفظ التنظيم بولائها.
إطاحة المعقل القبلي
وفي المواجهات الأخيرة التي قادها الحوثيون مع مسلحي الذراع القبلية للإخوان بمديرية همدان بضواحي العاصمة، كان المشهد مريعاً، إذ أدت إلى الإطاحة بهذا المعقل القبلي، بعد إعلان أكثر وجهاء القبيلة الانضمام إلى جماعة أنصار الله، وساعدهم في ذلك عجز التنظيم عن السيطرة على فوضى المئات من مقاتليه، كما ذكرت الصحيفة.
سيناريو واحد
واستفاد الحوثيون من تجربة الإخوان، واقتلعوا كل شيء يذكر بالجماعات الإخوانية والسلفية والتكفيرية في هذه المناطق، فدمروا مركزاً للعلوم الدينية في همدان، كما دمروا منازل لقادة الجماعات التفكيرية، وفي اليوم التالي رمموا الجراحات وأعلنوا العفو ووقعوا وثيقة شرف تحقن الدماء وتحول القبائل إلى حراس للأمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيناريو الذي طُبق في المواجهات السابقة بين الحوثيين وأفخاذ قبيلة حاشد المنضمين إلى جماعة أنصار الله من جهة ومسلحي آل الأحمر، طبق كذلك في قبيلة همدان، وحظى بترحيب الجميع خصوصاً، بعد أن لامس حاجة الناس في تأمين الطرق والمزارع والتعايش المذهبي.
ولفتت الصحيفة أن أنظار اليمنيين تتجه منذ أيام إلى محفظة عمران، لرصد تفاعلات واقع جديد، أعاد فيه الحوثيون الكرة من جديد في تظاهرات سلمية لإحداث تغيير جذري في هذه المحافظة، يقتلع نفوذ الإخوان والنظام السابق، ويفسح الطريق لمرحلة جديدة يسودها الحوثيون.
هذه النتيجة تبدو في طريقها إلى قبائل همدان وأرحب، وحتى العاصمة التي تشكلت فيها جبهة عريضة انخرطت فيها قوى ثورية عدة يتصدرها الحوثيون وكلها تناهض مشروع الإخوان الذي لا يزال يحظى بالدعم الدولي. |