صعدة برس - *فيصل الصوفي
أمريكا حاربت الاتحاد السوفييتى على أرض أفغانستان، في ثمانينيات القرن الماضي بمقاتلين مسلمين، تكفلت المخابرات الأمريكية بنقلهم وتدريبهم وتهيئتهم دينياً ونفسياً تحت مسمى الجهاد، بالتعاون مع رجال الدين الذين لعبوا الدور الأساسي في تجنيد الشباب للجهاد المقدس ضد الشيوعية، وضغطت أمريكا على الحكام العرب لكي يسمحوا بإرسال المقاتلين إلى هناك، فقاتلوا ثم تقاتلوا فيما بينهم، وعاد معظم الأحياء منهم إلى بلدانهم للجهاد فيها، بعد أن اكتسبوا مختلف الخبرات القتالية في أفغانستان، وتحولوا إلى إرهابيين خلص، وصاروا مشكلة في أوطانهم، عنوانها الأفغان العرب.. وعندما غزت أمريكا العراق، سمح الحكام بتكرار مشكلة الأفغان العرب، عندما تركوا رجال الدين يجندون الشباب، ويرسلونهم إلى العراق، وهناك ارتقوا درجات في سلم الإرهاب، وعاد معظم من تبقى منهم إلى بلدانهم» عراقيون عرب» أشرس من الأفغان العرب، وكانت حصة اليمن منهم أكثر.. يمنيون وسعوديون وجزائريون وليبيون ومصريون، انخرطوا في صفوف أنصار الشريعة، وتنظيم القاعدة، وقاتلوا ولا يزالون يقاتلون في مناطق عدة، مزودين بخبرة العراق الطويلة في القتال المباشر، والتفجير بالأحزمة الناسفة، والسيارات المفخخة، والمتفجرات والاغتيالات.. ومرة ثالثة كررت الحكومات الخطيئة، ومنها حكومتنا التي سمحت بتجنيد الشباب ونقلهم إلى سوريا عبر تركيا، وبتعاون وتنسيق بين الأخيرة وطرف يمني تعرفونه.
إلى الأفغان العرب، والعراقيين العرب، سيضاف لنا السوريون العرب، عندما يفرغ الإرهابيون من مهمتهم في سوريا، أو قُل بعد أن تحيق بهم الهزيمة.. وقد تأكد أن الإرهابيين اليمنيين والعرب الذين أرسلوا إلى سوريا للقتال، سيكونون قريباً في طريق العودة إلى اليمن، بل إن طلائعهم قد وصلت إلى البلاد.. ألا تتذكرون أن السعوديين الذين نفذوا الهجوم الإرهابي على العرضي، قدموا من سوريا، وذكر بعض منهم في وصاياهم أن الجهاد في سوريا ميئوس منه، الأمر الذي دفعهم للمجيئ إلى اليمن للجهاد فيها على النحو الذي رأينا؟.
هل الحكومة جاهزة لتصحيح خطأها؟ هل أعدت خطة محكمة لمنع بقية الإرهابيين العرب والأجانب المهزومين في سوريا من القدوم إلى هنا؟ وماذا بالنسبة لليمنيين؟ ولم لا تقتدي بالحكومات الرشيدة؟ في مطلع فبراير الماضي صدر في السعودية مرسوم يقضي بأن أي سعودي شارك في القتال خارج المملكة، أو انتمى لجماعة تعتبرها السعودية وغير السعودية، منظمة إرهابية، أو دعمها، أو تعاطف معها، أو تبنى فكرها، أو روج له، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات، ولا تزيد على 20 سنة! |