هدى أحمد الشرفي -
(وهو الذي خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).. (نساؤكم حرث لكم..) صدق الله العظيم..
أثبت كثير من الباحثين والأكاديميين في علم الاجتماع أن المرأة هي أساس المجتمع وأهم لبناته، إذ لا تستطيع أي أمة كانت أن ترتق إلى أوج العلا وقمم المجد إلاّ بالمرأة الصالحة التي هي بانية الشعوب وعنوان نجاحها..
إن المرأة- وبكل صراحة- قد خلقت من أصل مغاير لخلق آدم (ع) فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد خلق آدم من تراب ونفخ فيه من روحه، فإنه قد خلق حواء من كيان قائم بذاته.. من روح ولحم ودم ومشاعر وأحاسيس..
لقد أبدع الخالق في خلق حواء- وهو مبدع سبحانه في كل ما خلق- وأضاف إليها إمكانات عظيمة لا توجد في الرجل، سواءً أكانت تلك الإمكانات عضوية أم سيكولوجية كالحنان والصبر والقدرة على الحمل والإنجاب والإرضاع والسهر على فلذات الأكباد، ثم تحمل رغبات الأزواج التي لا تنتهي عملية كانت أم جنسية.
إنني أشكر الله واثني عليه إذ خلق المرأة ووهبها للرجل لتحمل عنه ثلاثة أرباع المسئولية التربوية مصداقاً لقوله صلى الله عليه وآله وسلم عندما جاءه رجل يسأله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فأجابه: »أمك«، قال: ثم من؟ قال: »أمك« قال: ثم من؟ قال: »أمك« قال: ثم من؟قال: »أبوك«.
ولقد صدقت الحكمة القائلة: »وراء كل رجل عظيم امرأة« فلولا النساء الصالحات القائمات بتحمل المسئولية التربوية للأطفال لما استطاع الرجال تحقيق أي نجاح، إذ من يقوم بالواجب سوى المرأة، فهي التي تربي العيال وتقوم بواجبهم مع الواجب لزوجها، وترتيب جدول مصاريف المنزل.. وبذلك فهي التي تقود وإن بطريقة غير مباشرة.. وفي المثل: »من يتحمل المسئولية حقاً.. هو الذي يجب أن يقود..«..
وعليه.. ومن كل ما تقدم فإن على المرأة المسلمة أن تعرف من تكون وماذا تريد؟! انطلاقاً مما أراده لها خالقها وجاء به الإسلام الحنيف.. وإني لأعجب من تفكير بعض النساء اللاتي يطالبن بالمساواة مع الرجال.. لأن ذلك يرجع إلى قصور في فهم المرأة المسلمة للمرتبة العظمى التي هي عليها، في حين أن الإسلام وكل العقلاء يضعون المرأة الصالحة في منصب القيادة للمجتمع.. فأي درجة أعظم من هذه التي وضعتها مسئولياتها فيها؟!