صعدة برس - سامي غالب
قبل 14 شهرا اتضح أن البلد داخل إلى نفق 'موفنبيك' ليخرج إلى 'هاوية'. كان الرئيس المؤقت وقادة أحزاب المشترك عازمين على عقد 'الحوار' قبل 'التهيئة'.
ما كانوا ليقدمون على مقامرة كهذه لولا ضمانات من عواصم غربية وتفاهمات سرية على إنهاء الدولة التي تسلموها عقب ثورة شعبية ومبادرة لنقل السلطة، لصالح دويلات تقوم على خطوط طول وعرض مناطقية ومذهبية.
تكفلت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار بتمرير ما جرى التفاهم عليه خارج "المنتجع". وجرت الأمور بسلاسة ويسر في الغالب. فالمشاركون في الحوار يثقون بحكمة وحنكة الرجال الذين يتقاسمون المنصة.
***
الثابت أن مخطط التقسيم والتفتيت والفوضى ما كان ليمر لولا ورثة الحركات اليسارية والقومية. لقد فعل هؤلاء ما يخجل أي يساري أو قومي عربي من فعله في أي بلد عربي. صاروا "قفازات" اليمين الانعزالي في اليمن، وهراوات قمع أي صوت ناقد أو متشكك. وباتوا الآن شواهد قبور لكل القيم الحداثية التي استشهد من أجلها أجيال من اليمنيين.
***
كل من شارك في صناعة "الإجماع الخرافي" وانخرط في التبرير وبشر بالمعجزات هو متورط في أخذ "اليمن" إلى جحيم الاقتتال والتشظي.
كل من يمجد "مخرجات الحوار الوطني" ويتغنى بها ويزايد باسمها، هو مضلل (بالكسر وبالفتح) أو مراوغ يعمل لصالح مشروع عصبوي.
***
اليمن يتمزق ويتشظى.
من المستحيل تدارك الانهيار بالإصرار على أن مسار العملية السياسية كان صحيحا منذ البداية، وأن "التقسيم السياسي" للدولة - حسب المقامرين والطوباويين القادمين من الجماعات الشمولية اليسارية والقومية والدينية- هو المدخل إلى بنائها.
***
البدايات هي التي رسمت هذه النهاية القاتمة لحوار تم تفصيله على أساس "فدرلة" اليمن وبما يلبي متطلبات اقليمية ودولية، وأهواء حفنة من السياسيين الفاسدين، المناطقيين والطائفيين، في قلب العاصمة صنعاء.
***
يزايدون باسم مخرجات الحوار الوطني!
المخرجان الملموسان هما التمديد لسلطات غير شرعية، والتقسيم للدولة الطبيعية الوحيدة في الجزيرة والخليج.
المخرجات الاخرى أبحثوا عنها مع هذا اليمني البسيط في الكاريكاتير أدناه. |