صعدة برس-متابعات - نقلت “العرباللندمية"عن مصادر خليجية أن القاعدة الأميركية في قطر وحاملات الطائرات في الخليج تشهد تحركات محمومة للإسراع بتجهيز الطائرات والصواريخ لتوجيه ضربات للثوار العراقيين وإيقاف تقدمهم إلى العاصمة العراقية بغداد، في وقت ذكرت فيه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن تحريك حاملة الطائرات يوفر "مزيدا من المرونة" في حالة اللجوء لخيارات عسكرية "لحماية أرواح أميركيين ومواطنين ومصالح في العراق".
وقالت المصادر إن هذه الضربات تأتي تنفيذا لما أعلن عنه الجمعة الرئيس باراك أوباما بأن بلاده تدرس "خيارات أخرى" غير إرسال قوات برية لمواجهــة تطورات العراق.
ولم تستبعد المصادر أن تتعاون واشنطن مع طهران ضدّ ثورة العشائر في العراق.
وكان الرئيس الإيراني أكّد أن بلاده "يمكن أن تفكر في التعاون مع خصمها القديم الولايات المتحدة لاستعادة الأمن في العراق".
وأضاف روحاني أن إيران مستعدّة لمساعدة العراق والتدخل لصد المسلحين في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك.
ويتوقع مراقبون أن تلعب إيران دورا مشابها لما تقوم به في سوريا، استنادا إلى تقارير استخباراتية كشفت أن الحرس الثوري الايراني أعلن النفير العام والتعبئة داخل صفوفه بعد يوم من سقوط الموصل.
يأتي هذا في وضع معقد أثبتت فيه قوات الجيش والشرطة في العراق عجزها عن مواجهة كتائب الثوار الذين سيطروا على مدن ومحافظات كبرى في البلاد بسهولة، ما جعل رئيس الوزراء نوري المالكي يقرر الاعتماد على ميليشيات تابعة للأحزاب الدينية.
وقال المالكي لضباط في مدينة سامراء إن “متطوعين” سيصلون في غضون ساعات لمساعدة الجيش في إلحاق الهزيمة بمسلحي العشائر الذين يتهمهم الإعلام العراقي بأنهم ينتمون لداعش ويقولون هم إن داعش مجرد فزاعة لتشويه تحركهم.
وذكر المالكي موجها حديثه لضباط الجيش في المدينة الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر إلى الشمال من بغداد وعلى الطريق إلى الموصل التي يسيطر عليها المسلحون إن “سامراء هي ليست خط الدفاع الأخير وإنما ستكون هي محطة تجميع وتجمع للانطلاق.”
وحرص رئيس الوزراء العراقي خلال وجوده بسامراء على زيارة مرقدين شيعيين تم استهدافهما سنة 2006 في محاولة منه لتغذية البعد الطائفي للمعركة وفق ما أشار إلى ذلك مراقبون. وكان المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني قد حث على حمل السلاح لمواجهة الكتائب التي تتقدم باتجاه بغداد، وتتزامن هذه الفتوى مع حديث عن عودة سريعة للميليشيات الشيعية التي ذهبت إلى سوريا للقتال إلى جانب الأسد لتساهم في “الجيش الرديف” الذي دعا المالكي إلى تشكيله بمواجهة مسلحي العشائر.
ويتخوف العراقيون، خاصة بالمحافظات الغربية والشمالية، من أن يؤدي هذا الشحن الطائفي إلى عودة ميليشيات ذات سمعة سيئة خلال الحرب الطائفية التي شهدها العراق في 2005 و2006.
يشار إلى أن المالكي عمد إلى إدماج عناصر الميليشيات الشيعية المدربة تدريبا جيدا، والمدعومة من إيران في مؤسسة الجيش والشرطة، وأفادت عدة تقارير بأن الميليشيات كانت تقاتل في الصفوف الأمامية، ويرتدي أفرادها زي أجهزة الأمن.
وحذّر المراقبون من أن فسح المجال لعودة الميليشيات المسلحة يعني وضع الأرضية المثلى للحرب الأهلية التي لا شك أن جهات داخل العراق وخارجه تدفع باتجاهها بغاية قطع الطريق أمام تغيير سياسي قد يقع فيه التخلص من أطراف ساهمت في إنجاح العملية السياسية التي جاء بها بول بريمر.
وقالوا إن المالكي الذي صعقه موقف أوباما الجمعة برفض إرسال قوات برية إلى العراق مرة أخرى، وجد أن أفضل طريقة هي خلط الأوراق وإعادة البلاد إلى المربع الطائفي في وضع سيهدد مصالح الجميع بما في ذلك الاتفاقيات التي تم إبرامها قبل الانسحاب الأميركي من العراق في 2011. |