صعدة برس-متابعات - فرانس برس
أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، أنها ستعتمد تدابير دبلوماسية وسياسية وأمنية “مكثفة” لمساعدة العراق على الانتصار على “الدولة الإسلامية”، محذرة في الوقت ذاته من أن تأخير تشكيل حكومة جديدة سيصب في صالح هذا التنظيم الجهادي المتطرف.
وجاء في بيان صادر عن السفارة الأميركية في بغداد تلقت وكالة “فرانس برس” نسخة منه، أن “الولايات المتحدة سوف تقف بقوة وراء كل الشعب العراقي من خلال تدابير دبلوماسية وسياسية وأمنية مكثفة للمساعدة في إلحاق الهزيمة بداعش وتعزيز رؤية عراق متحد وفيدرالي”.
ودعا البيان “جميع القادة السياسيين إلى تحمل مسؤولياتهم بجدية”، مشيراً إلى أن “أي جهود لتأخير عملية تشكيل الحكومة أو استغلال هذه الأزمة من خلال آليات خارج الإطار الدستوري والقانوني سوف تفضي لصالح تنظيم داعش”.
وتابع: “لايزال الوضع الآن في العراق خطيراً للغاية، وإن مزيداً من التأخير أو التصعيد من قبل أي طرف تحت أية ذريعة لا يمكن تبريره”.
ويشن مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” وتنظيمات متطرفة أخرى منذ أكثر من شهر هجوماً كاسحاً تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه، تشمل مدناً رئيسية، بينها الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت (160 كلم شمال بغداد).
وتسبب هذا الهجوم بنزوح مئات الآلاف من المدن التي دخلها المسلحون ومن مناطق أخرى حولها خوفاً من اقتحامها، وتوجهت غالبية هؤلاء النازحين إلى إقليم كردستان وإلى المناطق المحيطة به التي باتت تخضع لسيطرة الأكراد ومعظمها مناطق متنازع عليها.
ويدور منذ يوم الأربعاء سجال حاد بين رئيس الوزراء نوري المالكي والسلطات الكردية في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي بعدما اتهم المالكي الأكراد بإيواء تنظيمات متطرفة بينها “الدولة الإسلامية” و”القاعدة”.
وعلق الوزراء الأكراد في حكومة المالكي مشاركتهم في جلسات الحكومة على خلفية هذه التصريحات التي تأتي في وقت تتعرض فيه البلاد إلى هجوم كاسح من قبل المسلحين المتطرفين وتعيش على وقع أزمة سياسية متفاقمة.
جاء ذلك قبل يومين من انعقاد الجلسة الثانية للبرلمان العراقي بعد غد الأحد، إثر فشل الجلسة الأولى في انتخاب رئيس له، بحسب ما ينص الدستور وسط استمرار غياب التوافق السياسي على الرئاسات الثلاث، خصوصاً رئاسة الوزراء.
يذكر أن الولايات المتحدة أرسلت 300 مستشار عسكري لمساعدة القوات العراقية، لكنها ربطت مزيداً من الالتزام العسكري من قبلها بالتزامات “ملموسة من قبل القادة العراقيين”، ووعدهم باعتماد “برنامج حكومي أكثر انفتاحاً”. |