صعدة برس - *فيصل الصوفي
حزب الإصلاح لا يوثق به، ولو قال لكم إن محنته جعلته يعيد حساباته، وأصبح لكم صديق حميم.. لن يتغير، بحكم أيدلوجيته الدينية المتطرفة، وتفكيره العصبوي، وتحالفه مع الإرهابيين، ومشروعه الخاص، وما يرتبط بذلك من نفعية، وخداع، وكذب، والاستثمار في الآخرين.. وعندما يتخلى عن ذلك، ويعيد خلق نفسه خلقا جديا، "يقع خبر"! هذه الأيام يغمز لكم بالغدرة، وبالضوء، يبحث عن شريك يحمله وساخاته، ويساعده على الخروج من محنته بلا ثمن.. خدعكم من قبل، وخدع شركاؤه في المشترك..غضبان منهم لأنهم لم يحاربوا إلى جانبه ضد الحوثيين، بل وأشاعوا في وسائل إعلامهم، أن بعض أحزاب المشترك تنسق مع الحوثي بشأن تقاسم البلاد، وأن بعض أحزاب المشترك حاربت إلى جانب الحوثيين في عمران! الأوضاع بالنسبة لحزب الإصلاح كانت ممتازة للغاية، يوم استأثر بأغلبية لجنة تحضير الحوار..وكانت تمام يوم حصل على حصة الأسد باسمه، وباسم شباب، ونساء، ومنظمات، في مؤتمر الحوار، وبهم تمكن من فرض مخرجات الاستبعاد، وما لا يجوز عرفا وشرعا.. وهي تمام ما دام في الحكومة يقصي ويفسد ويعربد.. والأوضاع بالنسبة للإصلاح تمام ما دام مجلس الأمن سيعصف بمصائر المؤتمر، والرئيس أيضا تمام ما دام يقرر في مصلحة الإصلاح وحده.. وكذلك أمريكا تمام، والأوروبي تمام، والخليجي تمام. لكن الأمور بالنسبة لحزب الإصلاح تصبح مش تمام، لأن أحزاب المشترك لم تحارب معه، والرئيس لم يزج الجيش معه، رغم أنه حارب الحوثيين كما حاربوه، وبنفس الأسلحة، وفاقهم بجيشه الخاص(الجيش الحر- كتائب الثورة)، وتنظيم القاعدة.. والأمور مش تمام لأن مجلس الأمن الدولي، ودول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول مجلس التعاون الخليجي، أدركوا إن طرفي الحرب في اليمن هما حزب الإصلاح، وأنصار الله، ومطلوب من الطرفين إنهاء الحرب الطائفية، ومطلوب نزع أسلحتهما، ونزع الأسلحة أكثر الأشياء إثارة لقلق الإصلاح.. فضلا عن أن حزب الإصلاح ملوث بالدماء، والشراكة مع الإرهابيين، وهو أجمالا في محنة.. ولكي يخفف العناء لا بد من طرف يحمل معه الوزر، ومغسلة لقذاراته، وفي هذه الحالة، لا بد من فتح حوار مع المؤتمر.. فيا للغباء! أبقوا الباب مغلقا، ليس لأن الإصلاح يشن حملة مسيئة ومتعمدة -لم تكتمل دورتها بعد- ضد قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي، ومؤسساته.. ليس لهذا يبقى الباب مغلقا، فهذه الحملة أساءت للإصلاح، وخدمت المؤتمر، لأن مادة تلك الحملة كراهية وقبح.. بل يبقى مغلقا إلى أن يتغير الإصلاح.. ولن يتغير! |