صعدة برس-متابعات - أقرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين كان محقا بشأن القضية السورية، عندما كان الغرب يستعد لعمل عسكري على الدولة السورية، بجحة استخدام الأسلحة الكيماوية، في سيناريو مشابه لذرائع الحرب على العراق.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أن تدخل بوتين ومنعه لتلك الهجمات التي سعت اليها كل من أمريكا وبريطانيا، أنقذ المنطقة من مزيد من التشابكات، موضحةً أن المزاج تغير الآن حيث أصبح التوجه الجديد هو ضرب "داعش" التي تعتبر من أهم التنظيمات التي تقاتل النظام السوري، بعد ما قامت به من جرائم وابادة أقليات.
ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق في سوريا ريان كروكر ، تعليقا على الاتهامات بدعم الرئيس بشار الأسد قال: "أنا لست مدافعا عن نظام الأسد، ولكن من حيث أمننا القومي، داعش تمثل تهديدا كبيرا".
وأوردت الصحيفة تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تدخل الولايات المتحدة في سوريا في افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في سبتمبر الماضي، وجاء في نصها: "ستؤدي الضربات لزيادة العنف وإطلاق العنان لموجة جديدة من الإرهاب، ويمكن أن تقوض الجهود المتعددة الأطراف لحل المشكلة النووية الإيرانية والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وزيادة زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وقال بوتين "سوريا لا تشهد معركة من أجل الديمقراطية، ولكنه نزاع مسلح بين الحكومة والمعارضة في بلد متعدد الأديان".
وانتقد بوتين الكوادر الإسلامية المتنامية في صفوف المتمردين السوريين قائلا" هم مجموعة من المرتزقة من دول عربية تقاتل هناك، مع المئات من المسلحين من الدول الغربية وحتى روسيا، ونحن نبدي قلقنا العميق من تلك القضية، مع توقعات بالعودة إلى بلداننا بالخبرة المكتسبة في سوريا".
وأوضحت "واشنطن بوست" أن ذلك هو الاهتمام المشترك المعلن الآن من قبل المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، واللذين أبدو انزعاجهم مع وجود كبير من الرعايا الأوروبيين بين قوات داعش، لافتا إلى الاعتقاد بأن الجهادي البريطاني الذي تحدث بلكنة لندن هو من نفذ الإعدام المروع للصحافي الأمريكي جيمس فولي هذا الأسبوع..لافتة إلى أن آخرون يشككون في موقف بوتين بداعي مصالح موسكو الثابتة المشتركة مع الرئيس بشار الأسد.
واختتمت بالإشارة إلى أن البعض في واشنطن يجادلون بأنه لو كانت إدارة أوباما قد بدأت في التسليح المعتدل للمعارضة السورية، فلم تكن تلك القوى المتطرفة تمارس هذا النفوذ والسلطة حاليا، ولكن الباحث في أمور الشرق الأوسط مارك لينش علق بشأن تلك الافتراضية قائلا، "ذلك افتراض متفائل وساذج"، ورأت أنه من الصعب تصور أي سيناريو يدعو إلى المزيد من تورط الولايات المتحدة المباشر في الصراع السوري. |