صعدة برس-متابعات - ألقى تقرير رسمي إيراني بظلال من الشكوك على الدور التركي في محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي وتساؤلات حول علاقة انقرة بالتنظيم خصوصاً بعد صفقة إطلاق سراح مختطفيها لدى داعش والتي وصفت بـ"المريبة".
نقل تقرير لوكالة (فارس) الإيرانية عن مصدر أمني قوله تنظيم (داعش) الإرهابي استلم 50 مليون دولار أميركي من قطر خلال رحلة عبر الخطوط الجوية التركية إلى الدوحة.
وأحجمت تركيا عن لعب دور قيادي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الإسلامية، إلا ان مسؤولين ذكروا الأسبوع الماضي ان اردوغان يجري مفاوضات بشأن طبيعية الدور التركي.
كا تحدث المصدر عن لقاء مسؤولين قطريين وأتراك، مبينا أن تركيا لاتزال تمتلك علاقات متميزة بكبار القادة في التنظيم ومنهم زعيمه أبو بكر البغدادي.
وأشار المصدر الأمني الذي لم تكشف الوكالة الإيرانية عن هويته إلى أنه وتم عقد خمسة لقاءات بين الجانبين قبل الاتفاق على اطلاق سراح المختطفين الأتراك مقابل عدم مشاركة أنقرة في التحالف الدولي ضد (داعش) وعدم استخدام قواعدها الجوية لضربه وهو ما طمأنت الحكومة التركية به.
وتقول الوكالة إن هذه المعلومات أعادت الاتهامات مجددا من قبل ساسة عراقيين إلى أنقرة بدعمها لتنظيم داعش الإرهابي لتحقيق مصالحها التي لم تقتصر على حماية مواطنيها بل تمتد لتغذي أطماعها في الأراضي العراقية. ويرى الساسة العراقيون أن تركيا لديها أطماع في الموصل تريد تغذيتها.
وفي هذا السياق تقول النائب عن ائتلاف دولة القانون ابتسام هاشم في حديث لمراسل وكالة أنباء (فارس)، إن "الدور التركي مستنكر ونحن من البدء قلنا إن تركيا لها دور في إيجاد تنظيم داعش وكان هذا له تأثير كبير على العراق لأنه قريب من أراضينا".
تدريبات
وفي السياق ذاته، يقول النائب عن كتلة بدر محمد ناجي في حديث لمراسل وكالة أنباء (فارس) إن "علاقة داعش بالحكومة التركية واضحة منذ وقت ليس بقريب حيث أن تشكيلات داعش كانت تجري تدريباتها على الاراضي التركية وأنقرة كانت تراهن عليها في مقاتلة النظام السوري ودعمتها بالمال والسلاح ومعالجة الجرحى وإقامة مراكز للتدريب والمعلومات الاستخباراتية وهناك تعاون وثيق بينهما وبعد ذلك تحولت للعراق للاستحواذ على مدينة الموصل".
وأضاف إن "تركيا ما تزال تظن ان الموصل مدينة تابعة لها وتريد تقسيم العراق لتحظى بالموصل، متهما الحكومة التركية بضلوعها بشكل كبير والدليل ان داعش افرج عن الدبلوماسيين الاتراك بصفقة كبيرة مقابل عدم دخول تركيا في التحالف الدولي وكذلك تقديم مساعدات.
واوضح، ان كل ما جرى في الصفقة ليس معلوما ونحن نقول ان الذي يتعامل مع داعش يتعامل مع الشيطان وعلى الحكومة العمل بشكل أحادي وأن تراعي الجانب الانساني".
تصريحات اردوغان
وإلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في تصريحات نشرت يوم السبت إن القوات التركية قد تساهم في إنشاء منطقة آمنة في سوريا في حالة ابرام اتفاق دولي على اقامة ملاذ للاجئين الذين يفرون من مقاتلي الدولة الاسلامية.
وقال اردوغان في مقابلة مع صحيفة (حريت) في طريق عودته من نيويورك حيث شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "المنطق الذي يفترض ان تركيا لن تشارك عسكريا خاطيء."
ونقلت (رويترز) عن اردوغان قوله في المقابلة أن المفاوضات جارية لتحديد كيفية تنفيذ الحملة الجوية واحتمال القيام بعملية برية وتحديد الدول المشاركة مبديا استعداد تركيا للمشاركة.
وأضاف "عند توزيع الأعباء ستضطلع كل دولة بدور معين وستنفذ تركيا الدور المناط بها مهما كان" مضيفا ان العمليات الجوية وحدها لن تكفي.
قوة برية
وتابع "لا يمكن القضاء على مثل هذه المنظمة الإرهابية بالغارات الجوية فقط. القوات البرية تلعب دورا تكميليا... يجب النظر للعملية كوحدة واحدة." واضاف "من الواضح انني لست عسكريا إلا ان العمليات الجوية مهمة لوجستية. واذا وجدت قوة برية فلن تكون مستديمة".
وأضاف ان تركيا ستدافع عن حدودها اذا اقتضى الأمر وتابع ان الخطوات الضرورية ستتخذ بعد نيل تفويض من البرلمان يسمح للقوات التركية بالمشاركة في عمليات خارج حدودها.
وحين سئل عن احتمال ان تنشيء تركيا منطقة آمنة للاجئين في سوريا بشكل منفرد أجاب "ينبغي ان يحدث ذلك بالتعاون مع دول المنطقة. ينبغي ان نتحاور فيما بيننا. نحتاج للشرعية في إطار المجتمع الدولي."
وقال للصحيفة "تركيا ليست القضية بل عودة نحو 1.5 مليون شخص لديارهم. مساعدة هؤلاء على الاستقرار من بين القضايا محل البحث." |