صعدة برس-متابعات - قالت وكالة الأسوشيتدبرس إنه بعد مرور قرابة 4 سنوات من انتفاضة اليمن ضد حكم الرئيس على عبدالله صالح، والآمال في تحويل أفقر بلد عربي إلى مجتمع ديمقراطي حديث، لا تزال البلاد تعج بالفوضى.
وترصد الوكالة الأمريكية، في تحليل كتبه مدير مكتبها فى القاهرة حمزة هنداوى، الاثنين، المشهد فى اليمن حيث سيطرة الحوثيين على العاصمة ورغم خروج صالح من السلطة، لكنه يحتفظ بقوة، من خلال أنصاره ورجاله الذين لا يزالوا يهيمنون على المشهد السياسي والعسكري، فيما بات تنظيم القاعدة أشد عنفا ويشن هجمات قاتلة في صنعاء.
وتضيف أن محاولات الإصلاح الحقيقي في حالة فوضى ويشير العديد من النشطاء، الذين قاموا بالانتفاضة فى 2011، إلى سلسلة من الأخطاء بدأت عندما ذهب فرع جماعة الإخوان المسلمين فى اليمن، ممثلا في حزب الإصلاح، للسيطرة على حركة الاحتجاج فلقد عمل هذا على تحويل الثورة إلى صراع على السلطة بين صالح والإسلاميين.
ويقول الحوثيون، الذين سيطروا على صنعاء الشهر الماضي، أنهم فعلوا ذلك لكسر قبضة حزب الإصلاح ويقول الناشط ماجد المهدى أن الثورة ذهبت فى اتجاه مخالف وتستغل من قبل حزب الإصلاح للتفاوض مع صالح على حساب التطلعات الأساسية.
ويقول تقرير الأسوشيتدبرس أن المشهد في اليمن تكرر في العديد من دول الربيع العربى ففي أغلبها إنضم الإسلاميين إلى الثورة التي قادها نشطاء ليبراليون وعلمانيون، لكن لأنهم أكثر تنظيما وقوة استطاعوا السيطرة على الحركات وبرزوا باعتبارهم اللاعبين الأقوى بعد سقوط الاستبداديين، ليلقى هذا بالبلدان فى مزيد من الاضطرابات.
ففى مصر، قادت جماعات الشباب الليبرالية والعلمانية ثورة يناير، وقد التحق إليهم الإسلاميون بقيادة جماعة الإخوان المسلمين فيما بعد. وبعد عام واحد من سقوط حسنى مبارك، استغل الإخوان مواردهم الهائلة ومهاراتهم التنظيمية للفوز بالانتخابات البرلمانية والرئاسية.
لكن بعد عام واحد فى السلطة، واجه الرئيس الإخوان محمد مرسى احتجاجات ضخمة من المصريين الذين اتهموا الجماعة بمحاولة احتكار السلطة، فكان تدخل الجيش لعزل مرسى. وفيما يخشى البعض حاليا من عودة مصر إلى قبضة الأمن، فإن نشطاء الثورة الأصليون يقولون أنه ما لم يسعى الإسلاميون للهيمنة، لكانت الأوضاع مختلفة.
وفى ليبيا، ما أن بدأت الاحتجاجات عام 2011، تحولت الانتفاضة إل حرب أهلية أدت فى النهاية إلى مقتل العقيد الليبى معمر القذافى، لكنه ترك البلاد فى حالة من القوضى مع تفشى الميليشيات المسلحة، العديد منها جماعات إسلامية متطرفة.
وفى الوقت نفسه، سعت جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين للسيطرة عل البرلمان السابق، وبعد خسارتها فى الانتخابات الأخيرة، حاولت التمسك بسلطتها من خلال إقامة حكومة بديلة.
|