صعدة برس - فيصل الصوفي
الهجوم الإرهابي الذي نفذه انتحاري مستهدفا المواطنين الذي قدموا إلى ميدان التحرير بالعاصمة صباح الخميس الماضي، ليحصد أرواح 51 منهم، لا ينفصل عن الهجمات الإرهابية في حضرموت في نفس اليوم، والتي أودت بحياة 20 جنديا، وكلاهما لا ينفصلان عن الهجمات الإرهابية التي أسفرت في اليوم السابق عن قتل 15 جنديا في البيضاء، وهذه لا تنفصل أيضا عما سبقها من هجمات إرهابية في العاصمة وعمران والجوف والبيضاء والضالع.. ذلك لأن الفاعل واحد، وقد حدد أهدافه قبل، علنا وبوضوح.. لقد كرر تنظيم القاعدة الإرهابي القول إن الزيود (أنصار الله)، الذين يسميهم شيعة حوثيين روافض، هدف للهجوم، كما أن أهدافه تشمل الجيش الذي صار يسميه " الجيش المتحوث".. قلنا مرارا أن هذا التنظيم، قسم البلاد والسكان إلى فسطاطين، سنة، وشيعة.. وبناء على هذا التقسيم يريدها حربا مذهبية طائفية، وهو يقتل على هذا الأساس، ويجد من يدعمه ويشجعه على ذلك، والفضائح التي تكشفت مؤخرا في الفرقة الأولى مدرع، وجامعة الإيمان، أفصح شاهد. لأسباب مفهومة، يتجنب السياسيون ورجال الدين الزيود، وفي مقدمتهم أنصار الله، تسمية الإرهابيين وداعميهم، الذين يستهدفونهم على أساس طائفي ومذهبي، ويفضلون تسميتهم بعملاء أمريكا، أو عملاء الخارج.. غير أن ذلك لا يغطي على الحقيقة، وهي أن الإرهابيين معروفين، ويريدونها مذهبية وطائفية، ويجب الاعتراف بهذه الحقيقة، والتحذير من خطورتها، ومقاومتها، وهذه المقاومة تتطلب تكوين جبهة، ورأي عام معاديين للإرهاب، وداعمين لجهود الدولة في محاربته. عندما كنت أقول هذا، قيل: أنت تبالغ.. المسألة ليست مذهبية وطائفية، بدليل إن الإرهابيين قتلوا مواطنين في ميدان التحرير، فيهم الزيدي والشافعي، وفيهم من ينتمي إلى أنصار الله، ومن ينتمي إلى أحزاب أخرى، ومن ليس منتمياً لأي حزب، كما لم يفرقوا بين طفل وشاب وكهل وهرم، ولا بين شمالي وجنوبي.. لكن، كل هذا لا ينفي عن الهجوم طابعه المذهبي الطائفي، لأن الإرهابيين سبق وأن قالوا إنهم يستهدفون الشيعة، الحوثيين، الروافض، أي أنصار الله، وإن على الآخرين أن يبتعدوا عن تجمعاتهم، وعن مساكنهم أيضا، لكي ينجوا، ولأنهم لم يميزوا أنفسهم عن أنصار الله (الشيعة الحوثيين الروافض)، فقد اعتبر الإرهابيون كل من حضر إلى التحرير (شيعي، حوثي، رافضي).. ومن ناحية ثانية، فإن الإرهابيين قد قتلوا كثيرا من الناس على أساس طائفي مذهبي، أينما وجدوهم منفصلين عن غيرهم، ولو كان للزيود أسواق خاصة بهم، أو مساجد كما للشيعة في العراق، لاستهدفهم الإرهابيون بالجملة.
|