صعدة برس -متابعات -
قال مدير مركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية اللواء سامح سيف اليزل، إن الأزمة اليمنية ومحاولات جماعة الحوثيين السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة، ستلقي بظلالها على استقرار المنطقة، وخصوصاً دول الخليج، في الوقت الذي أشار إلى أن موقف مصر «محدّد»، بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، لكن هذا لا يمنع حقها في حماية أمنها القومي.

و نقلت صحيفة "البيان" الاماراتية، عن اليزل، أن اليمن ينطلق بقوة تجاه الانفصال، و الحرب الأهلية في حال استمرت محاولات الحوثيين في السيطرة الكاملة على البلد.

و أشار اللواء اليزل، أن اليمن الآن غارق في فوضى عارمة، جاءت نتيجة عدم وجود رئيس للدولة ولا حكومة مستقرة، في ظل انقلاب الحوثيين، الذين لا يمتلكون خبرة كافية في إدارة شؤون البلاد.

و أكد مدير مركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية، أن هناك من يساند تحركات الحوثيين، حيث إن ما تقوم به هذه الجماعة «هو جزء من لعبة المصالح وتوازنات القوى في المنطقة، ما بين الشيعة والسنة، باعتبار أن تواجد تنظيم داعش في سوريا والعراق- وهي قوة سنّية، كان يستدعي لإيران أن توجد ما يماثل هذه القوة من الشيعة»، لافتاً إلى أن ذلك الوضع يمثل توازنات طائفية.

و استبعد سيف اليزل أن تكون الحكومة اليمنية المستقيلة أو الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، أخلوا بواجباتهم تجاه دولتهم بتقديم الاستقالة في هذا التوقيت، موضّحاً أن الاستقالة جاءت نتيجة المطالب مستحيلة الحدوث والضغوط الهائلة، لا سيما مع مساعي الحوثيين للاحتفاظ بكل المفاصل الرئيسية في الدولة، وهو الأمر الذي يعني أن يتحول الرئيس اليمني إلى «خيال مآتة» ليس أكثر.

وحول سبل حل الأزمة، يرى سيف اليزل أن الحل لن يأتي سوى عن طريق التدخل الدولي للقضاء على الإرهاب، ومن خلال الرجوع للشعب اليمني، وترك المساحة له من أجل تقرير مصيره في ضوء الشرعية، بعيداً عن أي إملاءات خارجية.

وأضاف: المجتمع الدولي حتى الآن لم يحرك ساكناً من أجل حل الأزمة، ولا أعتقد أنه سيظل مكتوف الأيدي، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه لا يصب في صالح الكثير من الدول، موضّحاً أن مصر رغم أنها لم ولن تتدخل في الشأن الداخلي لأية دولة، إلا أن هذا لا يمنع أن مصر لها الحق في حماية قناة السويس، وإن كنت أتوقع أن الحوثيين لن يهدّدوا الملاحة في باب المندب، فهم ليسوا بهذا «الجنون» في استعداء العالم بهذا الشكل المريب.

و بحسب سيف اليزل، فإن تواجد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله- في المشهد، كان له تأثير كبير في أوضاع اليمن، لا سيما أنه كان له تأثيره الواضح في المنطقة، حيث كان يستمع الجميع له.

وأضاف «المملكة معنية بوضع حد لهذه الأزمة نظراً لوجود حدود مشتركة بين جنوب المملكة واليمن، ونحن نعول كثيراً على خادم الحرمين الشريفين الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في أن يستمر على النهج السياسي نفسه».