صعدة برس - *فيصل الصوفي
قالوا إن الرئيس هادي، أصبح معزولا في بيت الستين، بعد أن قدم استقالته لمجلس النواب، لكنه على اتصال بمخرجين "نطس" يبذلون جهودا حثيثة لكي يدبروا مسرحية التراجع عن الاستقالة، التي لا يملك التراجع عنها.. فماذا سيفعل رئيس مهزوز، مرتبك، ضعيف، مثله، لو تراجع عنها، أكثر مما فعله منذ فبراير2012؟ أراه، فأتذكر بيتا من قصيدة للشاعر اليمني الفذ القاسم بن هتيميل قبل حوالي 800 عام: "أوهى من الضب، وأكدى- من الضبي، وأعشى من فراخ الدجاج"!
ويضحكني، أولئك الذين اكتشفوا أن الرئيس بات معزولا في بيت الستين.. بينما كان معزولا من قبل في قصر الرئاسة، لا يستقبل إلا ألقابا مثل مبعوث، وسفير، ومندوب، وبعد الاستقبال تنشر الأخبار عن تأييد بنعمر لخطوات الرئيس هادي، تأييد أمريكا، ودعم تركيا، ومباركة الاتحاد الأوروبي لهادي، وهادي يتابع ذلك ويسكر بزبيبة.. لم يعزله أحد، هو نفسه، اعتزل شعبه، وعزل نفسه من حزبه، واعتزل العالم من حوله، أو قل: عزله المجتمع الدولي، فلم يخرج من البلاد طوال هذه السنوات سوى مرة إلى قطر وأمريكا، ومرة إلى الصين، ومرة إلى الكويت ودبي، ومرتين إلى السعودية، بل لم يخرج من قصره لزيارة اليمن، باستثناء زيارة إلى عمران بشر حينها أنها عادت إلى الجمهورية اليمنية، وزيارة إلى سقطرى يصلي ركعتي العيد.. ظل يكرر خطبة متاريس أزمة 2011، من يوم تولى إلى أن احتجب.. تولى لمرحلة انتقالية استطالت سنوات، فلم يحدث نقلة في أي مجال، لا في حل الأزمة السياسية، ولا في الاقتصاد، ولا التنمية.. من منكم رآه يسير في سوق يجامل مواطنيه، أو يزور محافظة، أو يضع حجر أساس لمشروع زراعي، أو صناعي، أو مدرسة من ذوات الثلاثة الفصول حتى؟ بينما اليمن حصلت هبات ومنح من الدول العربية والغربية في عهده القصير، ما لم تحصل عليه في عشرين سنة قبل.
جلس في معتزله يتصل بالخارج يستدعيه، ويهب للداخل خطبا وبرقيات تعازي، ويوسوس كيف يهرب الأموال ويغنم، كيف يبعد هذا، كيف يقلب بذاك.. و كيف يمدد؟ كل شيء استغله للتمديد، تمديد عبر التلاعب بمبادرة التسوية، تمديد عبر مؤتمر حوار، عبر تأخير مسودة الدستور، عبر اتفاق السلم.. وكل عناصر القوة التي توافرت للبلاد وله، حولها -بسوء تدبيره وضعفه- إلى عناصر ضعف له وللبلاد.. فلا أخرج البلاد من براثن الفساد والمتاريس، ولا بنى مؤسسة، بل على العكس، هدم ما كان قائما. |