صعدة برس- سلطان قطران - شهدت اليمن في السنوات الماضية عدة تفجيرات وهجمات إرهابية استهدفت سياحا أجانب ومنشات ومصالح حكومية وسفارات أجنبية . فقد قتل سائحان بلجيكيان في يناير/كانون الثاني العام الماضي عندما أطلق مسلحون النار عليهم في منطقة حضرموت وجاءت العملية الإرهابية التي استهدفت مبنى السفارة الأمريكية بصنعاء صباح الأربعاء 17سبتمبر2008م الذي صادف شهر رمضان الكريم .. ، كما قتل أربعة من السياح من كوريا الجنوبية وأصيب آخرون بانفجار في أحد المرتفعات السياحية في مدينة شبام حضرموت يوم الأحد الموافق 18/3/1430هجرية 15 مارس 2009م
و في 27 مارس 2009م أعلن تنظيم القاعدة في رسالة له على الانترنت عن تبني فرع التنظيم باليمن الهجوم الانتحاري الذي قتل أربعة سياح كوريين جنوبيين ، ولم توضح رسالة القاعدة ما إذا كانت العملية الثانية التي استهدفت وفد امني كوري قرب مطار صنعاء هي من تنفيذ التنظيم.
وذكر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيان على مواقع إسلامية أن أبو عبيدة الجراح أحد أفرادها نفذ عملية "استشهادية" ردا على دور كوريا الجنوبية في الحرب على الإرهاب بالتحالف مع قوات صليبية تحت ستار الحرب على الإرهاب في أفغانستان والعراق ، وجاء في البيان الذي لم يتسن التحقق من صحته أن الهجوم على مجموعة من السائحين الكوريين الجنوبيين جاء انتقاما لمقتل خمسة أشخاص يشتبه أن لهم صلة بتنظيم القاعدة برصاص الشرطة اليمنية في تبادل لإطلاق النار وقع في أغسطس اب الماضي.
ومن جانبها أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط (16) شخصا من عناصر تنظيم القاعدة في عمليتين منفصلتين.وبين هؤلاء ستة أشخاص في مجموعة كانت تخطط لتنفيذ(12) عملية إرهابية ضد منشأة نفطية ومصالح غربية وسياح أجانب في اليمن والهجوم الانتحاري الذي استهدف سياحا كوريين جنوبيين في مدينة شبام في حضرموت (شرق اليمن) في منتصف مارس الجاري والهجوم الانتحاري الذي استهدف وفدا أمنيا كوريا شارك في تحقيق الحادث الأول وذلك أثناء توجه إلى مطار صنعاء.
أما العشرة الآخرون هم من صغار السن من الذين تم تجنيدهم للقيام بعمليات انتحارية وتخريبية في خلية تعرف باسم خلية قاسم الريمي القائد الميداني لتنظيم القاعدة في اليمن. وضبط هؤلاء الشباب في منطقة عسيلان في محافظة شبوة جنوب اليمن.
وكانت الداخلية اليمنية أعلنت في 19 مارس الجاري عن قائمة تضم (12) مطلوبا أمنيا تتراوح أعمارهم بين( 18 و25) سنة وجميعهم يمنيون ورصدت مكافأة مالية لمن يدلي بأي معلومات عنهم أو عن أي نشاط إرهابي.
من جانب أخر علمت ( حضرموت نيوز ) من مصادر أمنية أن الخمسة السعوديين الذين سلمتهم اليمن إلى المملكة العربية السعودية يوم السبت 30 مارس 2009م هم من المطلوبين ضمن قائمة الـ(85) مطلوبا سعوديا بينهم عبدالله عبد الرحمن الحربي الذي كان الأمن اليمني ألقاء القبض عليه الأسبوع قبل الماضي في محافظة تعز(وسط).
وكانت مصادر أمنية رسمية أفادت في وقت سابق يوم الأحد 31مارس المنصرم أن اليمن سلمت المملكة السعودية أمس السبت خمسة مواطنين سعوديين من المطلوبين لها في قضايا إرهابية وتخريبية ،ونقل موقع(26سبتمبرنت) التابع لوزارة الدفاع اليمنية عن المصادر القول أن من تم تسليمهم كان قد تم القبض عليهم في الأراضي اليمنية وأن عملية تسليمهم جاءت في إطار التعاون الأمني والاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين وتبادل المجرمين.
والمطلوب السعودي الحربي هو أحد المطلوبين لليمن والمدرج اسمه أيضا ضمن لائحة أمنية يمنية تضم (116) مطلوبا وكان تعميم من وزارة الداخلية جرى على الأجهزة الأمنية بينهم مطلوبين سعوديين في قائمة الـ(85) مطلوبا في المملكة قاموا بتشكيل جناح لتنظيم القاعدة في الجزيرة مقره اليمن حيث نظموا سلسلة من الهجمات والأعمال الإرهابية في البلاد.
يذكر أن عملية تسليم مطلوبين تمت في (17) فبراير الماضي عندما سلمت اليمن السعودية المدعو محمد عتيق عويض العوفي الحربي المسجل برقم(73) في لائحة المطلوبين السعوديين والذي سلم نفسه للجهات الأمنية اليمنية.وقبل ذلك سلم اليمن ثمانية مطلوبين سعوديين وذلك في أغسطس عام 2008م
( هزيمة القاعدة في اليمن دفعها لاستخدام الأطفال في تنفيذ عملياتها )
ونظرا للنتائج الممتازة التي حققتها الأجهزة الأمنية اليمنية في معركتها ضد الإرهاب ومحاصرته ، وتضييق الخناق على العناصر الإرهابية وإلقاء القبض عليهم وضبطهم قبل تنفيذ مخططاتهم الإجرامية التي تستهدف المواطنين الأبرياء والمنشات التنموية والخدمية وبعض السفارات العربية والأجنبية والسياح الأجانب ، فقد لجاءت القيادات الإرهابية العمياء ومن يسمون أنفسهم بتنظيم القاعدة في اليمن إلى استخدام الأطفال الأبرياء والمراهقون من الشباب في أعمارهم الحيوية إلى تنفيذ مخططات إجرامية تستهدف أولئك الأطفال والشباب أولا ، بتفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة .. ومن ثم أمن واستقرار واقتصاد الوطن .
وذكر عدد من المهتمين والمتابعين والمراقبين إن لجوء تنظيم القاعدة في اليمن لمثل هذا الأسلوب وتنفيذ مثل هذا النوع من العمليات الانتحارية الإرهابية ‘ قياساً بالأهداف التي كثيراً ما تحدثت عنها تلك البيانات التي يتم تسربيها عبر بعض المواقع على شبكة الانترنت‘ومنها مجلة "صدى الملاحم" الناطقة باسم التنظيم إنما هو تعبير عن ما تعيشه تلك العناصر من حالة اليأس والإحباط ‘ وإشارة واضحة على أنها أصبحت غير قادرة على التركيز والتخطيط الجيد لعمليات كبيرة ومؤثرة‘نتيجة التدابير الأمنية وحملات المطاردة المكثفة التي تقوم بها أجهزة الأمن لخلايا القاعدة ونجاحها في القبض على العديد من العناصر النشطة التي من بينها عناصر قيادية.. معتبرين أن التنسيق اليمني السعودي في مطاردة وتعقب عناصر القاعدة قد أسفرت عن نتائج مهمة حتى الآن ‘ وذلك من خلال تفكيك وضبط العديد من خلايا التنظيم وعناصر التي من بينها عناصر قيادية من الجنسيتين اليمنية والسعودية ومن بينهم محمد عتيق العوفي و سعيد الشهري وعبدالله الحربي وغيرهم‘ومن ثم تحييد نشاط التنظيم ومحاصرته وتضييق الخناق عليه وإحباط العديد من مخططاته الإرهابية الخطرة‘ وهو ما أدى إلى اضمحلال القوى التقليدية لتنظيم القاعدة‘ وجعل ما تبقى من عناصره القيادية وبالذات في اليمن تعيش حالة يأس يمكن القول أنها تلفظ معها أنفاسها الأخيرة‘ إلى درجة أنها لم تعدد تتردد في استقطاب ( أو اختطاف) عناصر من صغار السن إن صح التعبير من أوساط أسرهم ودفعهم بعد التغرير بهم إلى محرقة العمليات الإرهابية.
وفي السياق ذاته أعلنت وزارة الداخلية اليمنية مؤخرا في 30مارس المنصرم عن مطلوبين أمنيا من تنظيم القاعدة وعددهم (154) وبينهم (85 ) سعوديا بالصور والأسماء وذلك في دليلا جديدا بالمطلوبين أمنيا من عناصر تنظيم القاعدة حيث بذلت الأجهزة الأمنية جهودا كبيرة في تجميع الصور والتدقيق في المعلومات الواردة عنهم ، وأهابت وزارة الداخلية بالإخوة المواطنين التعاون مع الأجهزة الأمنية في ملاحقة العناصر الإرهابية ، والإبلاغ عن أماكن تواجدهم ، وتحركاتهم على الرقم المجاني (199) ، أو إلى أقرب مركز شرطة ، ووفقا لما أورده (مركز الإعلام الأمني) فإن توزيع الدليل المصور يأتي في إطار توسيع عملية ملاحقة العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة ، وإحكام الخناق على حركتهم وتنقلاتهم ، بهدف فرض طوق واسع من المراقبة والملاحقة الأمنية حولهم يمتد على مدار الساعة ، وفي مختلف محافظات الجمهورية .
|