صعدة برس - *د. صادق القاضي
لو كانت الدول أو الجزر قطعاً متحركة على عجلات، لتغيرت خريطة العالم كل يوم، وأصبحت الجغرافيا أصعب مقررات التاريخ السياسي.
كان ذلك سيحل كثيراً من المشاكل المناخية والاقتصادية والسياسية.. لكثير من الدول والجزر التي وجدت نفسها، بشكل يستعصي على التغيير، عالقة في قدرها الجغرافي.
على سبيل المثال كان يمكن للبرلمان اليمني، إصدار قرار بسحب جزيرة "سقطرى" من رأس رأس القرن الإفريقي إلى سواحل "أبين" لأشياء كثيرة أقلها توفيراً للنفقات. سياسياً، كانت حركة الجغرافيا ستغير ميزان القوى في المنطقة والعالم، وتوفر حلولاً للمشاكل المستعصية وإن ترتب عليها في كل مرة مشاكل مختلفة..
بالنسبة لإسرائيل لم يكن عبد الناصر أو أحمدي نجاد ليتمكنا من إغراقها في البحر أو محوها من الخارطة، فعلى الأرجح كانت هذه الدولة اللقيطة ستستبق الأحداث وتدفع أراضي 48 والضفة والقطاع والجولان وجنوب لبنان وسينا.. وتبحر بعيدا في المحيط الأطلسي.
لكن على الأقل كان بإمكان "جمال عبد الناصر" الذي قيل أنه قال: "لن ترى اليمن النور أبداً طالما جارتها السعودية".. أن يكلف الثوار بدفع اليمن من جنوب غرب الجزيرة العربية إلى شمال شرق أفريقيا ".
أعرف، سيقول البعض، أن قناة السويس أو مضيق جبل طارق لا تتسع لمرور اليمن من هناك.. لكن على الذين يجعلون المشكلة السياسية جغرافية طبيعية، أن يتدبروا حلاً ولو بالنقل الجوي على بساط الريح !! |