صعدة برس - *عبد المجيد التركي
أكثر أهل النار من النساء.. لا زال هذا الحديث عالقاً في ذاكرتي منذ الطفولة.. والأغرب منه أنني قرأت حديثاً آخر مفاده أن "صلاة الرجل تبطل حين يمر من أمامه كلب أسود أو حمار أو امرأة"!! ولم يقل لنا أحد: هل تبطل صلاة المرأة إن مرَّ من أمامها رجل أو كلب أو حمار!! كيف تم إقحام المرأة إلى جانب الكلب والحمار وهي أجلُّ وأطهر.. وهل ستفسد صلاتي إن مرَّت أُمِّي من أمامي؟ رغم أن الجنة تحت قدميها، فهي روح الله في الأرض. لا غرابة أن نجد كمّاً هائلاً من الأحاديث الذكورية التي تمَّت نسبتها إلى رسول الله زوراً وبهتاناً.. فالمرأة دائماً يتم التعامل معها على أنها خطيئة أو مشروع فضيحة، أما الرجل إذا فعل شيئاً قبيحاً فإنه يفاخر به لأنه رجل!! من حقنا أن نرفض أيَّ حديث لا يتوافق مع القرآن ومع العقل ومع إنسانية الإنسان.. فالنبي الأعظم، عليه وآله الصلاة والسلام، جاء ليتمِّم مكارم الأخلاق، ولم يأتِ ليضع أحاديث ذكورية تمتهن كرامة المرأة وإنسانيتها.. كيف للنبي أن يقول أحاديثَ كهذه وهو الذي لم يكن يقف لأحد وهو في مجلسه، إجلالاً وإكباراً، إلا حين تدخل عليه الزهراء عليها السلام، وكان يناديها: يا أم أبيها.. أبعد هذا الإجلال والتعظيم لحقِّ المرأة يأتي من يقول لنا إن النبي، عليه وآله الصلاة والسلام، قال: لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها!! المرأة تطبخ والرجل يأكل.. المرأة تغسل والرجل يلبس.. المرأة تحمل وتلد والرجل يستمتع ويدير لها ظهره.. المرأة تلعنها الملائكة حتى تصبح إن نامت وزوجها غضبان عليها.. وهي إن نامت غضبانة عليه فسينام مطمئناً ولن تلعنه الملائكة حتى يصبح، ولن يمسُّه سوء!!
*اليمن اليوم |