صعدة برس-متابعات - أمين الوائلي
من يعرف حجم ومساحة جمارك ومنفذ حرض البري، علاوة على مدينة حرض، سيعرف كم هي يائسة وهستيرية عمليات القصف الصاروخي والمدفعي السعودية المتواصلة منذ أشهر على المنفذ ومحيطه والمنطقة.
آلاف الصواريخ والقنابل وعشرات الآلاف من قذائف المدفعية تستهدف ـ ولا تزال ـ المنفذ والجمارك ومحيطه بصورة تكشف، بأكثر من اللازم للفهم،
حجم اليأس والانهيار الأخلاقي والمعنوي والتخبط المريع الذي تعاني منه قيادة العدوان وهي تلجأ إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة وإلإبادات اليومية الجماعية بحق البشر والسكان دون تفريق ودون هدف آخر أكثر من القتل لأجل القتل.
أدنى من السكان والبشر والأحياء الفقيرة والمزارع والأسواق، هناك قوات جيش ولجان أقرب إلى الحدود وخطوط التماس بين الجانبين، وإذا كانت تزعم قيادة العدوان أنها تستهدف وتريد هؤلاء، فلماذا تتركهم وتستقوي بآلتها الحربية المدمرة وأسلحة القتل والإبادة المحرمة ضد السكان ومناطقهم وأسواقهم وضد البشر البسطاء العزل؟
لكنهم كلما جربوا حظهم مع الالتحام البري البشري المباشر وجهاً لوجه ورجلاً لرجل.. وينالهم ما هم به أدرى وأعلم، يعودون إلى الشيء الوحيد الذي يجيدونه: القتل البسيط والسهل من الجو وعن بُعد بالصواريخ والغارات ضد التجمعات السكانية على امتداد المناطق الآهلة الحدودية أو في المدن الداخلية والقرى.
بالأمس استهدفت غارات جوية حقيرة وجبانة أطفالاً ونساءً من إخواننا المهمشين في جهة من تعز كانوا ينقلون الحطب على ظهور الحمير، كما يظهر جلياً في الصور التي وصلت من موقع الجريمة الحقيرة. صبية صغار وبسطاء قتلوا وتكومت أجسادهم الممزقة مع حمير نافقة، وتناثرت أعواد الحطب في الجوار وعلى اللحم المتكوم.
مصادر العدوان وإعلامه ومن إليه من همج الداخل سارعت إلى زف بشائر كاذبة وإعلانات حقيرة باستهداف قافلة إمدادات وأسلحة للحوثيين (..) انحطاط مريع وانحلال لا مثيل له. كما قالوا عن شاحنة وشحنة المواشي في عمران أنهم استهدفوا منصة صواريخ سكود محمولة، أو الأسلحة الثقيلة المستهدفة في طريق آخر ولم تكن سوى شحنة "موز أبو نقطة".
هذا العدوان، يكاد وصفه بمجرد عدوان، أن يكون بمثابة امتداح له، أمام كم وحجم الدموية والبربرية التي له ويزاولها يومياً كما لو كانت له عادة وعبادة.
لا شيء بعد ليثبته العدوان أكثر، إلا أن حماقة ذي القوى تقدر أكثر؛ على التشهير به والتأليب عليه واستجلاب كل نقمة وثأر وحقد وكراهية إليه، وهي جميعها ديون لن ينساها ضحاياه ولن يسعه وما يملك أن يعوض عنها أو أن يجزي أباً عن ولده وأماً عن طفلها وطفلاً عن والديه.
لا شيء سيغطي ما يحدث، أفضل وأشمل من هذا: مملكة تنتحر بدماء اليمنيين. تذبح نفسها بدماء ضحاياها وأشلاء الأطفال الممزقين واللحم الآدمي المشوي في هذه البلاد الولادة.
____
*رئيس تحرير وكالة "خبر" المستقلة للانباء
نقلا عن صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك |