صعدة برس-متابعات - أعلن نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب «أوليغ سيرومولوتوف» أن محاولة توريد منظومات دفاع جوي وصواريخ محمولة لمن وصفهم بـ«الإرهابيين» في سوريا ستعتبر مساعدة مباشرة لهم، مع كافة الآثار المترتبة على ذلك.
وقال «سيرومولوتوف»، أمس الجمعة إنه «لم تسجل حتى الآن أية وسائل دفاع جوي لدى الإرهابيين، إلا أنه توجد دلائل تشير إلى محاولة الإرهابيين الحصول على منظومات صواريخ جوية متنقلة (محمولة على الكتف) غربية الصنع في الدول الإقليمية المجاورة لسوريا».
وأكد الدبلوماسي الروسي أن «توريد هذه المنظومات لأي من المجموعات الإرهابية في سوريا سيعني أن الدولة التي فعلت ذلك وقفت عمليا إلى جانب الإرهاب الدولي، مع كل العواقب المترتبة على ذلك، وأريد أن يتم الاستماع إلى ذلك كتحذير جدي».
نكسة في العلاقات السعودية الروسية
وتعكس النبرة الروسية الحادة، وتهديد الحلف الإقليمي «جديا» برد روسي، نكسة التفاهمات السعودية-الروسية مجددا بعد لقاء الإثنين الماضي، بين الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» وبين ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير «محمد بن بن سلمان».
ويقول مصدر غربي إن لقاء «بوتين» بـ«بن سلمان» كشف مرة ثانية انعدام الثقة بين الطرفين، خصوصا أن السعوديين لم يفوا بوعودهم التي قطعت خلال لقاء 19 يونيو/حزيران الماضي بفتح باب التعاون مع المسؤولين الأمنيين السوريين، بعد الزيارة اليتيمة التي قام بها إلى السعودية بناء على اقتراح روسي رئيس مكتب الأمن القومي اللواء «علي مملوك»، والتي لم تتكرر، كما لم يحدث أي اختراق جدي في المسألة السورية.
ويقول مصدر غربي إن الروس يرغبون بعقد صفقة مع السعوديين، والعمل معهم لرفع أسعار النفط، لكن «بوتين» رفض أي تفاهم مع السعوديين يقوم على شروط مسبقة في سوريا، وتركيزه على ضرورة تأجيل أي حل سياسي إلى حين انتهاء الحرب على الإرهاب.
ويقول المصدر إن الأمير «محمد بن سلمان» حاول مجددا تقديم وعود بتوسيع الاستثمارات، وتسريع اتفاقات وقعت بالأحرف الأولى تعهدت فيها الرياض باستثمار 10 مليارات دولار بمشاريع في روسيا في إطار شراكة ما بين صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وصندوق الاستثمارات العامة السيادي السعودي.
وكرر «بن سلمان» موافقة السعودية على حل يقوم على وحدة سوريا واستمرار الدولة، ولكن من دون «الأسد»، محذرا من أن التدخل الروسي في سوريا سيؤدي إلى انتشار الإرهاب.
ويقول مصدر إن الرئيس الروسي رد بأن التهديد الإرهابي يطال السعودية أيضا، وأن الإرهاب يتوسع وهو خطر على الجميع، وليس على سوريا وحدها.
وأعلن الرئيس الأميركي «باراك أوباما» أن نقطة التفاهم الوحيدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا هي كيفية منع وقوع تصادمات غير مقصودة بين الطائرات المنخرطة في الصراع، لكنه أوضح أن البلدين يختلفان حول المبادئ والاستراتيجيات الرامية لإحلال السلام.
وكرر أن «الحرب السورية مغناطيس للمتشددين ولا يمكن وقفها سوى بحل سياسي يتمخض عنه تشكيل حكومية شرعية شاملة».
إلى ذلك، أعلن قائد العمليات في الجيش الروسي الجنرال «اندريه كارتابولوف» تأييده تشييد قاعدة عسكرية روسية كبيرة في سوريا.
وقال: «على الأرجح كنت سأتحدث عن إقامة قاعدة عسكرية روسية موحدة، وإنها ستكون قاعدة تضم عناصر عدة، الجوية والبحرية والبرية»، مشيرا إلى أن روسيا قد تستخدم سفنها في البحر المتوسط لإطلاق صواريخ على مواقع «الدولة الإسلامية» في سوريا |