صعدة برس-متابعات -
د/ناصر بن يحي العرجلي
وكأن العدوان السعودي والحصار الاقتصادي ليس كافيا…ليفرض على الشعب حصارا بيئيا خانقا يعبر عنه التراكم الهائل للقمامة والنفايات المتنوعة في شوارع وأحياء أمانة العاصمة، وهو التراكم الذي يمثل بؤرة لتكاثر الحشرات وانتشار الأوبئة في ظل التدهور الحاد الذي يعانيه القطاع الصحي…
إن هذا الوضع صنيعة العبث السياسي والإداري الذي مارسته قيادة السلطة المحلية بأمانة العاصمة بالتنسيق مع عصابة الطيرمانات وبتواطؤ الجهات الرسمية العليا من خلال ما أصدرته من قرارات بشأن تعيين بعض الأشخاص في أمانة العاصمة وغيرها ، دون أن تكون تلك التعيينات موفقة لأنها افتقدت للمعايير والشروط القانونية التي تنص على ضرورة توفر الروح الوطنية والخبرة العملية والتمتع بالكفاءة والمؤهلات اللازمة في الأفراد المناط بهم تسيير العمل الإداري في مؤسسات الدولة ومنها صندوق النظافة…غير أن التعيينات في هذه المؤسسة الهامة بنيت على أسس المجاملات والرشاوي والمحسوبية، في عملية فساد متعمد من قبل قيادة أمانة العاصمة تعلن بتحدي واضح وصريح رفضها لخدمة الشعب من خلال استبعاد الكوادر الوطنية الكفؤة وإسناد إدارة أمانة العاصمة الذي يتصل بشدة بحياة الناس اليومية إلى مجموعة من الأفراد الذين لا تعنيهم المصلحة العامة وصحة الناس والبيئة تقع في أدنى سلم اهتماماتهم.
إن هذه التعيينات الخاطئة قد أفضت إلى نتائج سلبية وتنذر بكارثة بيئية وصحية لمجتمع أمانة العاصمة الذي يضم الملايين من الناس…
واستمرار الوضع على ما هو عليه يعد دعما صريحا للعدو السعوصهيوني الذي يستهدف إبادة الشعب اليمني لأن انتشار الأوبئة المنبعثة من التكاثر الفيروسي في جبال النفايات المذكورة هو أحد أساليب الإبادة البشرية كما هو معروف في قواميس الحرب..
كما أن استمرار هذا الوضع يعد تعبيرا عن بروز فئة تقود الثورة المضادة للثورة الشعبية التي أكدت على ضرورة استئصال بؤر الفساد واتاحة الفرصة أمام الكوادر الوطنية المؤهلة لإدارة مرافق الدولة ومؤسساتها…
فهل ستبقى الفئة اللامبالية في السلطة المحلية بأمانة العاصمة وشركائها في غيهم ودعمهم العدوان ومناقضة ممارستهم مع أهداف ثورة سبتمبر الشعبية؟
* رئيس حزب اليمن الحر*