صعدة برس - أعلن نائب رئيس الجمهورية انه بعد احتفالات شعبنا بالعيد الوطني التاسع عشر(22 مايو) ستباشر لجان شكلها رئيس الجمهورية على مستوى رفيع, نزولها الميداني إلى كل محافظات اليمن للاطلاع وتقييم سير العمل ومجازاة المحسن ومحاسبة المسيء على مختلف المستويات العليا والوسطى وبكل جدية وذلك بهدف إيجاد انطلاقة عمل جديدة تهدف إلى تصحيح كافة الاختلالات ومعالجة قضايا الاقتصاد والإدارة والتنمية والجوانب الأمنية والسياسية.
وأكد في الاحتفال الكبير الذي أقيم اليوم بالصالة الكبرى بمدينة خور مكسر محافظة عدن بمناسبة السابع والعشرين من ابريل "يوم الديمقراطية على أهمية نهوض كل قوى الشعب لمواجهة قوى التآمر والتخريب والنزعات الانفصالية والتشطيرية والظلامية، ليبقى الوطن موحدا آمنا.. كريما وشامخا إلى أبد الآبدين.
كما أكد باليقين الكامل أن تلك العناصر لن تفلح في مراميها الخبيثة ولم ولن تفلح في تكثيف الغشاوات أمام أعين البسطاء المغرر بهم.
وقال نائب رئيس الجمهورية في مستهل كلمته:" يسعدني في هذه المناسبة المجيدة يوم الديمقراطية الـ(27) من إبريل" ان أنقل إلى الحاضرين في هذا الاحتفال تحيات وتهاني بأني نهضة اليمن الحديث وصانع التحولات الوطنية وباني صرح الوحدة والديمقراطية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية".
وخاطب الحاضرين قائلا:" إيها الحشد الكريم.. يا من سطرتم مفردات الوطنية الحقة بتضحياتكم وأدواركم المشرفة في سبيل انتصار الثورة وترسيخ مداميك المنجز الوحدوي التاريخي العظيم وتوأمه النهج الديمقراطي التعددي الذي أصبح خيارا راسخا لشعبنا".
وأردف قائلا:" إن احتفالنا اليوم معكم في عدن الوحدة والعزة والمجد، يأتي تأكيدا عمليا قويا على التمسك بقيم ومبادئ هذه التجربة الديمقراطية الفريدة التي وضعت اليمن في قلب العصر".
وأكد نائب الرئيس ان هذا الاحتفال الكبير ، يكتسب بعدا احتفاليا ودلالة وطنية كبرى، كونه يأتي وقد قطع النظام السياسي الوحدوي الديمقراطي شوطا لا يستهان به في تأصيل الممارسة والتعددية الحزبية والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة والمباشرة وضمان حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير في أرقى صيغة سياسية وصلتها بلادنا في تاريخها الحديث، وبوأتها مكانة مرموقة بين الدول الديمقراطية المتقدمة".
وقال:" وللإنصاف، فان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي أسس بنيان النظام السياسي الديمقراطي الحديث، هو من بادر في وقت مبكر لجعل الديمقراطية قضية وطنية، وتعاطي معها بواقعية سياسية وفكر متفتح، انبثق منه مفهوم الحوار وثقافة الوفاق والمصالحة والتسامح، وإلغاء ثقافة الحقد والكراهية والصراع الطبقي والإقصاء التي كانت سائدة في العهد الشمولي البائد".
وأضاف:" لقد ارتبط قيام الوحدة المباركة، عضويا بالديمقراطية, وفي عهد الوحدة المباركة الذي قضي على نتؤات التشطير, تهيأت مناخات الأمن والاستقرار والطمأنينة، وسارت عجلة التنمية لتعم بخيراتها عموم الوطن اليمني الموحد من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه".
ومضى قائلا:" ويكفينا فخرا ان عدن الباسلة التي كانت تدفع الثمن خلال الصراعات الدامية في العهد الشمولي.. هي اليوم مهد السلام والتنمية".
وأوضح نائب رئيس الجمهورية أنه قبل 22مايو العظيم, كانت دورات العنف وجبات محتومة يتجرعها شعبنا كل خمس سنوات داخل الشطر الواحد أو بين الشطرين.. لافتا إلى أن محافظة عدن كانت تقدم التضحيات بصبر لأنها ترنوا إلى الحلم الكبير المتمثل بتحقيق الوحدة المباركة.
وقال:" وبحلول يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م تحررت عدن ولحج وأبين وكل محافظات ومناطق اليمن وإلى الأبد من مآسي التشطير والشمولية.. ودشن تحقيق الوحدة عهدا جديدا مزدهرا للوطن برمته".
وأستطرد قائلا :" تدركون جميعا حرص القيادة السياسية على رعاية التجربة الديمقراطية وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية في صنع القرار وعلى مشاركة الجميع في منظومة العمل السياسي، حيث اتخذت العديد من القرارات التي استهدفت تعزيز الديمقراطية وتوسيع تجربة السلطة المحلية وتطويرها للانتقال إلى نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات".
وقال:" وفي إطار حرص القيادة السياسية على المصلحة الوطنية العليا وتحقيق التوافق إزاء كافة القضايا، اعتمدت مبدأ الحوار مع كافة الأطراف السياسية وعلى أساس ان الشراكة الوطنية ينبغي ان ترتكز على أساس احترام الجميع للدستور والقوانين وقواعد الديمقراطية".
وأكد عبدربه منصور هادي ان هذه هي القناعة الراسخة في منهجنا.. غير ان بعض القوى الحاقدة والعناصر المريضة لا تنفك ان تمارس لعبتها العبثية ومحاولاتها اليائسة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء .. إلى ما قبل الثورة والوحدة.
وأردف قائلا:" بل ان تلك العناصر الموتورة المتجنية تجاوزت كل المحظورات، وبدأت تخوض في أوحال المغامرات المستهدفة وحدة الوطن والنسيج الواحد للشعب، وبدأت تنفث سمومها في سعى محموم للإضرار بمكاسب الوطن والثورة والوحدة، وتقويض كل وشائج وروابط الإخاء والانتماء دون مبرر واضح سوى جعل منطق التهريج هو السائد وإشعال نيران الفتن والقلاقل لتجد لها موقعا تمارس فيه كل سلوكياتها المريبة".
وقال نائب الرئيس:" إن تلك العناصر التي فقدت مصالحها وانحسر مدها وتقوقعت في بؤر ضيقة بعد انعزالها، عليها وخير لها ان تستفيد من ترفع قيادة الوطن والشعب عن الخوض في صغائر الأمور ومن الخير لها ان تنأى عن المزالق الخطرة، فهي تعلم يقينا ان الحلم والصبر ـ مهما تمدد ـ لهما حدود".
وأشار عبدربه منصور هادي إلى ان العناصر الانفصالية المريضة تكرس اليوم ثقافة الكراهية و الحقد والضغينة، وهي قوى تطل علينا من جحور الماضي التشطيري البائد، وما تزال متقوقعة مغمورة بفكرها الشمولي الظلامي، وهي امتداد لموروثات الطابور الطويل للقوى التي تقف على أطلال الماضي البغيض، وتروج لخرافاتها وخيبات أملها وتكشف بسفور عن انسلاخها التام عن خيارات الشعب في الثورة والوحدة والديمقراطية.
وقال مخاطبا الحشد الجماهيري الكبير: إنكم أنتم وكل أبناء الشعب أصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة والوحدة والديمقراطية.. أنتم ومعكم كل القوى الحية في مجتمعنا.. تقع عليكم المسؤولية الوطنية الكبرى في صون مكتسبات العهد الوحدوي الزاهر المترجمة لأهداف ومبادئ ثورة سبتمبر وأكتوبر المجيدة.. أما أولئك الأدعياء فليسوا أوصياء على شبر من وطننا الحبيب. والوصي الوحيد هو النظام الوطني الوحدوي وهو سلطان الدستور والقانون الذين يعتبر الخارجين عليه خارجين على الإجماع الوطني وعلى إرادة الشعب".
وبين نائب رئيس الجمهورية إلى انه وان كانت ثمة أخطاء رافقت تجربتنا الوحدوية الديمقراطية فإن الأخطاء هي دائما لا ترافق إلا التجارب العظيمة .. والسلبيات مهما تكن فإن السبيل الوحيد لمعالجتها وتجاوزها يجب ان يكون في حاضنة الدستور وفي إطار الثوابت الوطنية.
واستطرد قائلا:" نقول لأولئك الذين جعلوا من بعض قضايا الأراضي مدخلا لإثارة الزوابع، ان هناك عدد كبير من الأراضي التي تم صرفها قبل 1994م في معظم مناطق الجنوب، وإن الكثير منها تم بيعها لآخرين.. وللأسف هذا ما أعاقنا عندما شرعنا للتعويض.. كما كانت هناك جمعيات أهل البان وجمعيات العقارب والعزيبة والمصاعبة وغيرها من الجمعيات المتعددة، كانت تبيع قطعة الأرض بنفس المكان لأكثر من شخص .. ولهذا نحن نعكف الآن على تصحيح هذا الوضع الخاطئ وغير المنصف".
ولفت إلى ان هذه القضايا البسيطة، لا يجب ان نجعل منها مبررا للتطاول على الثوابت .. وفي مقدمتها الوحدة الوطنية التي تمثل المكسب العظيم لشعبنا ، وفيها عزتنا وشموخنا وكرامتنا.
وقال:" في رحاب الوحدة كبرنا جميعا وسوف نظل نكبر بخيراتها وبتلاحم قوى الشعب الحية . .مشددا أن علينا ان لا نسمح للأفكار الهدامة ان تنفذ إلى مراميها وتعيد الوطن والشعب إلى مربع ما قبل الـ22 من مايو، حيث الصراعات الدموية على أشدها ، وحيث تصفية الحسابات كانت سائدة بلا حدود".
وكشف نائب رئيس الجمهورية ان توجيهات صدرت للحكومة بالعمل على تقديم الاعتمادات اللازمة والواضحة لتمويل المنشئات الرياضية لخليجي عشرين ليتم التسريع بالانجاز حسب المواعيد المحددة.
وأكد الوطن شهد في ظل الوحدة والديمقراطية منجزات عظيمة ومكاسب وطنية كبيرة.
وبين على سبيل المثال أن عدد المدارس في عموم المحافظات الجنوبية والشرقية كان في العام 90م نحو الف مدرسة, واليوم أصبح عددها في هذه المحافظات أكثر من الفين وسبعمائة مدرسة. موضحا أن هذا يدل على اهتمامات الدولة والحكومة بهذا القطاع الحيوي المهم.
ولفت إلى أن هناك انجازات ومكاسب مماثلة في العديد من القطاعات الأخرى خصوصا في البنى التحتية وهو ما حقق تحولا نوعيا في مسيرة التنمية .. بعد ان انتقل شعبنا إلى عهد الوحدة المبارك وتجاوز الصراعات والخسائر التي كانت في ظل الشمولية والصراعات الشطرية.
وقال:" على الذين لم يعتبروا, ان يتذكروا كيف هب شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه عندما تعرضت الوحدة للخطر أثناء فتنة محاولة الانفصال في العام 94م".
وأضاف:" ليس هناك من طريق سوى طريق الوحدة التي تمثل عنوان الكرامة والشموخ والآباء لكل أبناء اليمن باعتبارها مكسبا إستراتيجيا لكل اليمنيين وليس لمخلوق كان ان يتطاول عليها أو يزيد باسمها".
وشدد عبدربه منصور هادي ان مكافحة ومحاربة ظاهرة الإرهاب تمثل تحديا قويا ولابد من تكاتف كافة الجهود لتجاوز هذا التحدي اللعين الذي لا ينتمي إلى لدين أو أخلاق او قيم ويتجاوز كل الحدود.
وتناول نائب الرئيس في كلمته عدد من القضايا الوطنية والمستجدات الراهنة على مختلف الصور.
* سبأ |