صعدة برس -
الجمعة: تنافس في صنعاء واقتتال بتعز مع بروفة في عدن
حشدت السلطة والمعارضة في اليمن أنصارهما، اليوم الجمعة، بالعاصمة صنعاء، وذلك في سياق التنافس المحموم بينهما منذ منتصف فبراير الماضي، فيما تواصلت المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وفصائل مسلحي المعارضة من مليشيات حزب الإصلاح الذراع السياسي لـ"الاخوان المسلمين " وقوات من الفرقة الأولى مدرع المنشقة في محافظة تعز وسط اتهامات متبادلة بتعمد تأزيم الوضع، واندلع اشتباك مسلح في احد أحياء مدينة عدن بين مسلحين مطالبين بإسقاط النظام ، وآخرين من المطالبين بانفصال الجنوب في مساعي للسيطرة على مقرات حكومية.
*استعراض للقوة.. ووعيد متبادل
طرفا الصراع في البلاد سعيا يوم الجمعة إلى تحقيق “حشد جماهيري كبير” ، وذلك غداة وصول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، إلى صنعاء، لمراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، والصادر أواخر الشهر الماضي.
وجاءت جمعة أتباع الحزب الحاكم والموالين لنظام الرئيس صالح تحت عنوان “وإن للمتقين مفازا”، فيما عنون انصار المعارضة المطالبة بإسقاط النظام جمعتهم تحت اسم “لا حصانة للقتلة.
وأكد أنصار المعارضة الذين احتشدوا في ميدان الستين بالعاصمة صنعاء مطالبهم بإسقاط نظام الرئيس صالح، ورفضهم لأي مبادرات تعطيه وأعوانه ضمانات لعدم محاكمته على ما يقولون أنها "جرائم ترتكبها قواته" في عدة مدن يمنية.
ورددوا شعارات تندد وترفض مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وجددوا التأكيد على التصعيد الثوري والحسم لإسقاط "بقايا النظام".
وبالمقابل جددت حشود حزب المؤتمر الحاكم وأنصار نظام الرئيس صالح من ميدان السبعين في العاصمة "تأييدها للشرعية الدستورية ورفضها للفوضى والتخريب".
ورفع الموالون شعارات .. "الرحيل للمتآمرين والعملاء الجبناء ، الرحيل لقطاع الكهرباء والطرق ومقلقي الأمن والاستقرار، فليرحل المحتلون للأحياء السكنية ، الخزي لمن يخيف المواطنين ، ويقلق أمنه ، العار.. لقطاع الطرق والكهرباء ، فلتخرس السنة العملاء المتآمرين".
وأكدوا انهم لن يسمحوا بأن يفرض عليهم" الأخوان المسلمين والناصريين والاشتراكيين والحوثيين أجندتهم وتناقضاتهم " ،وقالوا ان لا مجال للمساومة في المبادئ ولا مكان للعملاء والمتآمرين".
*تعز..قتلى وجرحي مع تواصل المواجهات
وفي مدينة تعز التي كانت ولا تزال مسرحاً لمواجهات اندلعت في بعض أحياء بالمدينة وسط قصف متبادل استمر منذ أسبوع في خرق لمساعي التهدئة، شهدت فصلا جديدا من المواجهات يوم الجمعة أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من مسلحي المعارضة والقوات الحكومية ومدنيين ، مع اتهامات متبادلة بتعمد تأزيم الوضع.
ودعا حمود المخلافي قائد كتائب ومليشيا الإخوان في مدينة تعز فيما يسمى أنصار الثورة ، محافظ المحافظة حمود الصوفي الى تسليم نفسه بدلا من المراوغة وإطلاق الاتهامات للمسلحين ،متوعدا إياه بالمحاسبة مع قادة القوات الحكومية.
وقالت مصادر متطابقة " أن ما لا يقل عن 11 شخصا قتلوا وأصيب آخرين في اشتباكات وقصف متبادل يوم الجمعة بين القوات الحكومية وفصائل مسلحي المعارضة من مليشيا الإخوان وقوات الفرقة المنشقة التابعة للواء علي محسن الاحمر ،فيما يسمى "حماة الثورة" بعد يوم من بدء مبعوث من الامم المتحدة مهمة جديدة في مسار حل الأزمة اليمنية وفقا للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن.
وتحدثت وسائل اعلام تابعة للمعارضة عن قصف عشوائي لقوات النظام على الاحياء والمدنيين والمحتجين، بينما ذكرت أن المسلحين الموالين للثورة تمكنوا من طرد عناصر اللواء 33 مدرع التابعة للنظام من مدخل منطقة النور بمدينة تعز بعد احراق عربة مصفحة بالقرب من جولة المرور واعطاب دبابتين كانت تتمركز امام مدخل المدينة.
وطبقا لوكالة "رويترز" فان اندلاع الاشتباكات منذ الخميس الماضي بعدما أطلق مسلحون الرصاص على جندي كان يقف عند مبنى حكومي فأصابوه بجروح خطيرة. وأعقب ذلك قتل زعيم قبلي موال لصالح واصابة أحد حراسه.
*بروفة بين إخوان القاعدة والحراك
مدينة عدن هي الأخرى شهدت تصعيد من نوع مختلف يوم الجمعة بعد اشتباكات في حي المنصورة بين مسلحي المعارضة بقيادة الجناح العسكري للإخوان المطالبين باسقاط النظام ،ومسلحي الحراك الجنوبي الداعين لانفصال الجنوب عن الشمال.
ووقعت الاشتباكات بعد مساعي كل طرف للسيطرة على مبنى المجلس المحلي بمديرية المنصورة بمدينة عدن ،غير أن الروايات تباين لاتهامات متبادلة كشفت في محصلتها إحباط بروفة من مخطط إطرافها لإسقاط المدينة وفق المثل القائل "ما شافوهمش بيسرقوا ..شافوهم بيتحاسبوا".
وقالت مصادر في الحراك ان الاشتباك نتج عن مواجهات بين شباب ثورة 16 فبراير الذين يطالبون بتحرير الجنوب، وبين مجاميع مسلحة يعتقد انتمائها للقاعدة حاولت السيطرة على مبنى المجلس. وآن المواجهات انتهت بهزيمة المسلحين.
بالمقابل قالت رواية للمعارضة ، إن أحداث الاشتباكات التي دامت لنحو ساعة بين أنصارها من شباب الثورة المطالبة باسقاط النظام ، ومن يعتقد أنهم من أنصار الحراك الجنوبي المطالبين بالانفصال ، جاءت نتيجة اقتحام مسلحي الأخير للمبنى حيث رفعوا علم دولة الجنوب على سطحه بعد صمت الرصاص.
وقال شهود أن تعزيزات للقوات الحكومية هرعت للمنطقة ، مشيرة إلى فرار الجماعات المسلحة المتصارعة ، بينما لا تزال مصفحات واليات تمركزت قرب مقر شرطة المنصورة وبالقرب من جامع الرضاء في حين تتواجد آليات عسكرية بصورة كثيفة في القرب من جولة كالتكس عند مدخل مديرية المنصورة .