صعدة برس -متابعات - صحيفة اليمن اليوم: عبدالله الحضرمي
الانطباع الراسخ في الذهن أنه كلما سُحق الغزاة ومرتزقتهم في جبهة من الجبهات، يهربون إلى الوعيد بإسقاط العاصمة، في محاولة لصرف التركيز العام عن الهزيمة ومحاولة الظهور بصورة المقاتل القوي لدرجة أن ناطق العدوان أحمد عسيري حدد قبل عدة أشهر 72 ساعة كموعد نهائي لدخول قواته إلى صنعاء، لكن ذلك لم يتعدَّ طور الحلم اليائس على شاشات فضائيات العدوان.
العدوان السعودي الذي انطلق قبل (9) أشهر حدد سقف أهداف عالية آخرها إعادة تنصيب الفار داخل القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء بعد احتلال جميع الأراضي اليمنية، وتفكيك الجيش، وتدمير السلاح، وقتل القادة السياسيين والعسكريين المقاومين لأطماع العائلة السعودية وعدوانها لكنه فشل في تحقيق أي من تلك الأهداف خلال التسعة الأشهر الماضية، وتحولت المناطق التي دخلتها قواته لتحقيق تلك الغايات إلى بؤر استنزاف مكنت أبطال الجيش واللجان الشعبية من سحق الآلاف من قواته ومرتزقته وتدمير المئات من آلياته العسكرية، وكان كل انسحاب للجيش واللجان من تلك المواقع فخاً لاستدراجه وخطة محكمة لإلحاق الهزائم المتكررة به والخسائر الفادحة في صفوفه.
فشل العدوان في التقدم متراً واحداً صوب مضيق باب المندب وخسر في محاولاته المتكررة آلاف المقاتلين بين قتيل وجريح، ومئات الآليات، رغم أسراب الطائرات وآلاف الغارات ورغم جغرافية المنطقة التي لا تقارن بتحصينات السلسلة الجبلية التي تحيط بصنعاء ومزاعم العدوان ومرتزقته وجيوشه والإعلام المأجور بقرب احتلال العاصمة، تظل مجرد امتداد لحلم أكدت التسعة الأشهر أن تحقيقه ضرب من المستحيل.
بسالة أبطال الجيش واللجان الشعبية منقطعة النظير تشكل خط الدفاع الأول الذي لا يمكنهم تجاوزه بشبر واحد باتجاه العاصمة، وبعده يأتي نسق الدفاع الثاني والمتمثل في قبائل الطوق المعروفين بخبراتهم القتالية والذين تتجاوز عاصمتهم دلالتها الجغرافية والسياسية لتشكل بالنسبة لهم ركيزة الشرف والكرامة التي يفضلون الموت على التفريط فيها.
لن نعود إلى التاريخ القديم، حيث سُحقت على أيدي القبائل إمبراطوريات الرومان والعثمانيين والبريطانيين، فالتاريخ الحديث خير بشير بتمريغٍ أشد لأنوف آل سعود الذين سُحقت جيوشهم ومرتزقتهم في محيط العاصمة وجبالها في وقت لم يكن يملك فيه المقاتل اليمني سوى البندقية البدائية، فما بالك اليوم وقد أصبح لديه الجيش المدرب والصاروخ الذي أهان أمراء (الجاز) في غرف نومهم. |