صعدة برس -وكالات - في حين تقول السعودية إنها تحارب النفوذ الإيراني في اليمن، يرى مسئول إيراني أن طهران مستفيدة من حرب الرياض في اليمن. خلال 11 شهراً من الغزو لم يتحقق تقدم يُذكر للغزاة.. باستثناء أن دائرة العنف تتسع في اليمن، ويزاد الوضع تعقيداً في جبهات كثيرة، منها: جبهة الأمراض والحصار والجماعات الإرهابية.
ينقل تقرير تلفزيون وموقع (DW) الألماني، عن مسئول إيراني تأكيده على أن إيران "تستفيد" (..) بالفعل من حرب السعودية في اليمن.
ومع إقراره بهذا فهو يقول إن دور بلاده في اليمن "لا يكاد يذكر"، إلا أنه يرى أن الفائدة لإيران تتحصل في كون السعودية "تغرق" أكثر فأكثر في اليمن. وتدفع كلفة كبيرة.
هذا بينما تقول الرياض إنها إنما تواجه إيران أو المشروع الإيراني في حرب بالوكالة تشنها باليمن منذ مارس / آذار 2015 (..)
11 شهراً حرب وغزو: لا شيء تحقق
يؤكد التقرير الألماني: "بعد 11 شهراً من الغزو السعودي، فإنها لم تحقق مكاسب تذكر". مشيراً، أن هذا يعود في جزء منه إلى أن المعارك لا تدور على جبهة واحدة، وإنما على عدة جبهات. وأن "الصراع الرئيسي يدور بين الحوثيين والرئيس منصور هادي، الذي التجأ إلى عدن. كما حدث انقسام في الجيش".
يضاف إلى ذلك - يتابع التقرير- "صراعات أخرى: الجنوبيون ينادون بالحكم الذاتي وبعضهم يطالب حتى بالانفصال. وفي اليمن يوجد حضور قوي لتنظيم القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يسعى لإقامة دولة الخلافة في اليمن أيضاً، إلى جانب سوريا والعراق وليبيا".
إيران... المستفيدة
حول دور إيران ومدى حجم الدعم، الذي تقدمه إيران للحوثيين، يُبرز تقرير DW أن هذا "هو من الأمور المختلف عليها."
مضيفاً، أنه وحسب دراسة نشرتها مؤخراً "المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات" عن دور إيران في اليمن، تبين أن إيران وحزب الله اللبناني يدعمان الحوثيين عسكرياً... لكن أقل كثيراً من دعم الدول الخليجية لأعداء الحوثيين... كما أن الدعم الإيراني... "غير حاسم".
وحسب الدراسة، "فإن معظم أسلحة الحوثيين هي من معسكرات الجيش اليمني".
وتنقل الدراسة، عن مسؤول إيراني فضل عدم الكشف عن اسمه: "في الحقيقة، يعرف السعوديون أن دور إيران يكاد لا يذكر. اليمن بعيد جداً عن سواحلنا، ونحن لم نرسل أسلحة قبل الحرب، والآن أضحى إرسال السلاح أمراً مستحيلاً".
- ترجمة.. إيران حذرت الحوثيين من الاستيلاء على اليمن
ويضيف المسؤول الإيراني، أن إيران تستفيد من هذه الحرب على المدى الاستراتيجي: "السعودية تغرق في اليمن، والحرب تكلف المملكة ضريبة عالية، كما تسيئ لسمعتها، وتسبب لها ضائقة مالية شديدة".
جبهة الأمراض: الحصار كسلاح
يشير التقرير إلى استخدام الحصار كسلاح اقتصادي، ويذكر أن السعوديين أوقفوا سفينة بمعدات اتصال قالوا إنها ذاهبة للحوثيين. لكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن، في وقت لاحق، أن السفينة والمعدات تابعة للبرنامج.
توفي 16 شخصاً بمرض أنفلونزا الخنازير منذ ظهور هذا الفيروس في اليمن مطلع العام الجاري. ولا يستطيع الأطباء فعل الكثير لمساعدة المصابين. ومنذ أن فرضت السعودية حصاراً على جارتها الجنوبية حال ذلك دون وصول المستحضرات الطبية. وتعاني البلاد من نقص في كل الأدوية تقريباً، كأدوية مرضى السكري وضغط الدم والسرطان. وإضافة إلى أكثر من 6 آلاف قتيل سقطوا في المعارك، فإن اليمنيين مهددون بأمراض يمكن السيطرة عليها، لولا وجود الحصار.
ورغم أنه يمكن لمصانع الأدوية في اليمن إنتاج هذه الأدوية، إلا أنها تفتقر إلى المواد الضرورية ويشملها الحصار السعودي بحجة أنها قد تستخدم لأغراض عسكرية (..)
أخطاء الدبلوماسية
يخلص تقرير دويتش ويليه الألماني للقول: "تخوض السعودية وإيران حرباً بالوكالة في سوريا، وهذا يجعل العنف في اليمن يأخذ منحىً طائفياً أكثر فأكثر".
متابعاً: "وترى صحيفة "العربي الجديد" الصادرة في لندن، أن سياسة السعودية هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن ذلك. ولو كانت الرياض، حقاً، تسعى لحل النزاعات، لقامت بالفصل بين الجبهات المختلفة، لكن "بدلاً من ذلك بدأت في آذار/ مارس من العام الماضي بشن غارات جوية". وللفصل بين هذه الجبهات لابد من دبلوماسية محنكة، وقد أشارت الأمم المتحدة إلى أنها تنوي بالفعل تولي هذه المهمة".
... ولكن؟
ويبقى السؤال ـ دائماً ـ هو: هل تملك الأمم المتحدة مفاتيح المهام الشاغرة والمطلوبة في ظل الدعم الأمريكي والغربي المتواصل للسلطات في المملكة السعودية بينما الحسابات تنصرف لمصلحة وكفة آبار النفط والمخزون الكبير للوقود؟
م/وكالةخبر للأنباء - تقرير/ فهد ياسين |